مواضيع روحية

نبوءة القدّيس المريمي الكبير لويس-ماري غرينيون دي منفور عن انتصار قلب مريم الطاهر

من كتابه: "الإكرام الحقيقي للعذراء مريم الفائقة القداسة"

نبوءة القدّيس المريمي الكبير لويس-ماري غرينيون دي مونفور

فيما يلي ما كتبه القدّيس المريمي الكبير لويس-ماري غرينيون دي منفور متنبّئًا كيف سيكون انتصار مريم على الجحيم وشياطينها:

على مريم أخيرًا أن تُرعب إبليس وخدّامه “كصفوقٍ تحت الرّايات” (نشيد 6-3) لا سيّما في هذه الأزمنة الأخيرة، لأنّ إبليس الذي يعرف أن ما تبقّى له من الوقت قصير! “لعلمه بأن له زمانًا قصيرًا” (رؤ 12:12) ليُهلِك النفوس. فهو سيضاعف جهوده ومعاركه كلّ يوم. ويشنّ الإضطهادات الشرسة وينصُب أشراكًا رهيبةً أمام الخدّام الأمناء وأبناء مريم الحقيقيّين الذين يُصعب عليه إخضاعهم !

إنّ إضطهادات الشيطان الرهيبة لنا والتي ستزداد يومًا بعد يوم الى مجيء الدجّال، يجب أن تُفهم على ضوء لعنة الله للحيّة في الفردوس (سفر التكوين 3-15) عندما قال لها: “سأجعل عداوةً بينك وبين المرأة، وبين نسلكِ ونسلها، هي تسحق رأسكِ وانتِ ترصدين عقبها”.

إن الله لم يجعل إلّا عداوةً واحدةً تدوم وتزداد حتّى النهاية وغير قابلة للمصالحة! هذه العداوة قامت بين مريم أمّه المباركة وإبليس، وبين أبناء العذراء القدّيسة وأتباع لوسيفوروس، بنوعٍ أنّ العدو الألد لإبليس هي مريم !

ووضع الله في قلبها الطاهر منذ بدايات الفردوس الأرضي، بُغضًا لعدوّ الله هذا الملعون، وأعطاها قوّةً جبّارةً لتتغلّب على هذا المُتكبّر اللعين وتسحق رأسه. لذلك أصبح إبليس لا يخافها أكثر مِن الملائكة فحسب، بل أكثر مِن الله ذاته، إذا صحّ التعبير، وذلك ليس لأنّ قوّة الله لا تفوق بنوعٍ غير متناهٍ قوّة العذراء بل:

أولًا: لأنّ إبليس الشديد الكبرياء، يُذلّ ويتمَرمر، عندما تتغلّب عليه أمةٌ لله صغيرةٌ ومتواضعة.

ثانيًا: لأنّ الله أعطى مريم قدرةً ضد الشياطين وأعطى فعاليّة لصلواتها وطلباتها أكثر من صلوات القديسين جميعًا. فإنّ تهديدًا واحدًا من تَهديداتها لإبليس، تخيفه أكثر من كلّ عذاباته الأخرى.

إنّ الذي خسره إبليس بكبريائه، رَبحته مريم بتواضعها، والذي خسرته حوّاء بعصيانها، خلّصته مريم بطاعتها.

فحوّاء بطاعتها للحيّة أهلكت ذاتها وجميع أبنائها. أمّا العذراء فبِأمانتها المطلقة لله، خلّصت كل أبنائها وخدّامها، مكرّسةً إيّاهم لجلاله اللّامتناهي !

اشترك بالنشرة البريدية للموقع

أدخل بريدك الإلكتروني للإشتراك في هذا الموقع لتستقبل أحدث المواضيع من خلال البريد الإلكتروني.

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق