مواضيع روحية

القديس يوسف رأس العائلة المقدسة وممثل الله على الارض

19 آذار عيد القديس يوسف

 

يذكر ان مريم العذراء منذ يوم تقديمها في الهيكل مكثت تعيش فيه مواظبة على الصمت والشغل والصلاة ولما بلغت الخامسة عشرة من عمرها افتكر اهلها في ان يزوجوها من رجل من عشيرتها حسب ناموس موسى . فاعرب كثيرون من ذرية داود عن رغبتهم في خطبة هذه الفتاة المزينة بفضائل فريدة كانت تدهش كل ذوي قرابتها. وكان ليوسف ايضا الحق على هذا الطلب عينه لكنه لبث صامتا محتشما .
ولما اراد عظيم الكهنة ان يعرف نصيب تلك الغادة الفريدة في حسنها ومزاياها ، جمع كل الشباب من ذرية داود وأعطى كل واحد غصناً وأمرهم ان يكتب كل واحد إسمه على ذلك الغصن ووضع الأغصان على مذبح الرب وابتهل اليه تعالى ان يظهر ارادته. فغصن يوسف وحده أورق وأزهر زهرة بيضاء ناصعة ذات رائحة عطرة.
ولهذا السبب يرى القديس يوسف في الصورة ماسكاً بيده غصنا مزهرا دلالة على زهور فضائله وتذكاراً لتلك الاعجوبة. ولما راى عظيم الكهنة وجميع الحاضرين ازدهار غصن يوسف، هتفوا له بان هو المنتخب من الرب ليكون خطيب مريم، فبارك عظيم الكهنة قرانهما النقي وعاشا كزنبقين عطرين ضَوعا العالم بأريجهما الفياح وجذبا ورائهما جيوشاً من البتولين والبتولات حاملين راية النقاوة والعفاف .

يوسف رجل مريم الذي منها ولد يسوع ! رجل مريم ! تلك هي كلمة الانجيل كلمة هي مختصر كل ما ناله وما يناله القديس يوسف من المجد حتى نهاية العالم! مريم ويوسف يا للخطيب ويا للخطيبة كوكبان ازدوجت انوارهما فازداد لمعاناً! قلبان اجتمعت عطور فضائلهما فسطع عرفهما واتحدت خفقات حبهما في حب الله وحده! من ذا يصف صفاء ايام بل سنين قضياها سوية باتحاد نقي دونه نقاء الزنبق؟ يا للبساطة الملائكية ! يا للعروة الوثيقة التي ربطتهما! يا للحنان والعطف المتبادلين في قلبيهما! أيها المؤمنون هنؤا يوسف على تلك المنّة السنية التي نالها من لدن مراحمه تعالى !

 

أوحت السيدة العذراء الى القديسة بريجيتا قائلة لها: «إن خطيبي البار كان يخدمني بحنو ابوي وبلطف ما شابه كلل فقد كان الحارس الامين لنقاوتي والشاهد الصادق لعظائم الرب فيَّ. ليتك يا ابنتي تعلمين عظمة مجد يوسف في السماء».

الحكمة الالهية شاءت ان ترسم لنا صورة من كمالات هذا السر المهيب. فقد اوجدت ما بيننا ولخلاص الجنس البشري عائلة مؤلفة من اقانيم ثلاثة – ثالوث ارضي وهم يسوع ومريم ويوسف .
– يسوع ابن الله ومخلص العالم .
– مريم ام ابن الله وملكة الملائكة والبشر ،
– ويوسف ممثل الله على الارض عريس مريم وابو يسوع بالتبنّي.
تلك هي عائلة الناصرة عائلة الله وعائلة يوسف النجار معاً. عائلة لا ندّ لها، موضوع رجاء وتعزية البشر. مثال وخلاص كل عائلات الارض .

 

اجل ان العائلة المقدسة هي الثالوث الارضي هي صورة كاملة للثالوث السماوي المتحدة اقانيمه اتحادا جوهريا وكما تربط الاقانيم الالهية ربط متبادل لا يوصف في المبدأ والمجد والقدرة . كذلك بين اقانيم الثالوث الارضي علائق متقابلة في الانتخاب والوظائف والقدرة والمحبة . في السماء الاقانيم الالهية منجذب بعضها الى بعض والخلائق منجذبة اليها طرا بعواطف الحب . ليتم اندماجها في الوحدة الالهية . وعلى الارض اعضاء العائلة المقدسة تسكن سوية ، تتبادل علامات الاكرام والخضوع والحب ، مقدمة لمجد الله كل افكارها واقوالها واعمالها، جامعة في تقدماتها لله اكرام جميع البشر المفتدين بالسر الالهي الذي جمعهم . ويوسف هو راس تلك العائلة الكريمة. فكخطيب مريم وابي يسوع ومربيه له الحق بان يدبّر الأم وولدها ويبلغهما أوامره الأبوية! يا للاعجوبة!
ألا يا ايها المؤمنون كيف لا يأخذكم الاندهاش لدى وقوفكم على امجاد مار يوسف وسجاياه؟ واذا أسعدكم الحظ بان تدعوا أبناءه فتهيؤا دلالاً واطربوا فرحاً لما حباه الله من نعم لا توصف بلسان ولا تحصى بقلم.
أكرموه كما اكرمته مريم، أحبوه كما أحبه يسوع لتكن هذه الاسماء الثلاثة «يسوع ومريم ويوسف» احلى من شهد العسل في شفاهكم واطبعوها في اعماق قلوبكم .

صلاة إلى القدّيس يوسف أملتها العذراء مريم في هنغاريا:

«أيّها القدّيس يوسُف المعظّم، يا صاحب النفوذ اللّامتناهية، القادر على تلبية جميع احتياجاتنا، والعالِم كيف يُجعل المستحيلَ مُمكناً. إفتح عينَيْك الأبويّتين لعناية أبنائك». آمين.                                
«صلّوا إلى القدّيس يوسُف أطهر  خطيب، إنّه يفتّش عن موضع لشعلة محبّتي في القلب»

اشترك بالنشرة البريدية للموقع

أدخل بريدك الإلكتروني للإشتراك في هذا الموقع لتستقبل أحدث المواضيع من خلال البريد الإلكتروني.

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق