هل ترغب بمساعدة نفس عزيزة بالخلاص من عذابات المطهر؟ مارس القداديس الغريغوريه الثلاثينية
واسطتك لتخليص أحبّائك من نار المطهر والإنتقال الى أمجاد السماء
ما هي القداديس الغريغوريه الثلاثينية
هي ثلاثين قدّاس تُقدّم في ثلاثين يومًا متتالية على نية شخص متوفّى، والغاية منها هو الحصول على خلاص تلك النفس من عذابات المطهر بواسطة رحمة الله اللامتناهية.
إن تقدمة القداديس الغريغوريه الثلاثينية على نية المتوفّى هو عمل إيمان وثقة في القدرة اللامتناهية للقدّاس فيما يتعلّق بالنفس المعتقلة في المطهر.
ينص قانون الكنيسة على أن القداديس الغريغورية يجب أن تستوفي الشروط التالية:
1- يمكن تقدمتها فقط على نية شخص متوفّى.
2- يجب تقدمتها على نية شخص متوفّى واحد فقط، وليس للعديد من الأشخاص المتوفين ولا لجميع الأنفس المتألمة في نفس الوقت.
تاريخ القداديس الغريغوريه الثلاثينية
يعود تاريخ ممارسة القداديس الغريغوريه الثلاثينية إلى عام 590 م في دير القديس أندراوس في روما، الذي أسسه معلّم الكنيسة القديس غريغوريوس الكبير في منزل عائلته حوالي عام 570.
بعد انتخابه بابا في عام 590، أصيب يوستوس وهو أحد رهبان دير القديس أندراوس بمرض عضال، وعندما اشتدّ مرضه اعترف لصديقه الراهب كوبيوسوس، أنه كان قد أخفى ثلاث قطع ذهبية بين أدويته قبل سنوات، عندما أبرز نذور الرهبنة. وكلاهما في الحقيقة كانا أطباء سابقين. وبالتأكيد، وجد الرهبان الذهب عند البحث عن دواء ليوستوس.
عندما أُخبِر الراهب المؤسس، والذي أصبح الآن البابا غريغوريوس بالأمر، اعتبره خطيئة عظيمة ضد نذر الفقر المقدّس، ودعا رئيس الدير، وأمر بعقوبة الحبس الانفرادي ليوستوس، على الرغم من أنه كان يموت، وأمر بدفنه ليس في المقبرة ولكن في مكان تفريغ القمامة. أخبر كوبيوسوس صديقه البائس بهذا القرار. علاوة على ذلك ، كان على جمهور الرهبان أن يقرأ على قبره الرهيب كلمات القديس بطرس لسيمون الساحر: «لتكن أموالك معك للهلاك». (أعمال 20:8).
الوحي الإلهي
لقد تحققت النتيجة التي أرادها البابا القدّيس: تاب يوستس توبة صادقة، وجعل جميع الرهبان يقومون بفحص ضمير جاد وكامل. توفي يوستوس بعد ذلك، لكن الأمر لم ينتهي. فقد أحزن الأمر البابا غريغوريوس وكان يصلّي باكيًا من كثرة قلقه وخوفه على نفس الراهب المتوفّى والأنفس المتألمة في المطهر، لأنه لا يستطيع امرًا في سبيل خلاصها.
وفيما كان يتأمّل في ذلك، اوحى اليه الرب يسوع بما يلي “إني بواسطتك امنح انعامًا، باسمك فريدًا، وهو: انه كل نفس في المطهر يقدم عنها ثلاثون قداسا متتابعة بدون انقطاع تخلص حالًا مهما كان عليها من دين لي “.
عاد البابا غريغوريوس إلى الدير وقال لرئيس الرهبان “يجب علينا مساعدة نفس يوستوس، وإعانته بقدر الإمكان على التخلّص من عقابه. إذهب ورتّب ثلاثين قدّاسًا متتاليًا من أجل روحه، بحيث تنقذه الذبيحة الإلهية بعد ثلاثين يومًا متتاليًا”. وهكذا تم .
تحرّر يوستوس من المطهر
بعد فترة، ظهر يوستوس في رؤيا لصديقه الراهب كوبيوسوس، وقال له: “لقد تلقّيت للتوّ العفو الإلهي وتحرّرت من المطهر بسبب القداديس التي أُقيمت من أجلي”.
قام الرهبان بحسابة الأيام، فوجدوا أنه كان بالضبط ثلاثون يومًا منذ أن بدأت القداديس الغريغوريه الثلاثينية ليوستوس. شاركوا هذا العزاء الكبير مع بعضهم البعض، ومع البابا غريغوريوس، الذي أكّد حقيقته، لأنه كتب الرواية الكاملة في كتابه الحوارات Dialogues، الذي أصبح شائعًا جدًا. وقد شجّعت الكنيسة المقدسة هذه العادة وحبّذت العمل بها .
ماذا تقول الكنيسة
وهذا جواب مجمع الغفارين المقدس الصادر سنة 1884 بكل صراحته: ”إن ايمان المؤمنين بما يتعلق بتلاوة الثلاثين قداساً وفقاً لرغبة وقبول التعطّف الإلهي، لخلاص نفس مخصّصة في المطهر، إنه لإيمان محبّذ ومنطبق على العقل”.
وضع الرب بين ايدينا، واسطة فعالة فائقة الحد والوصف. وهو يرغب إلينا ان نستخدمها لسرعة خلاص النفوس المتألمة في المطهر. وهي محبوبة منه جدًا، ويريد ان ينقلها من مملكة الألم الى مملكة النعيم. فوفقًا لعطفه واجابة لرغبته الابوية ينبغي ان نسرع، عند فقدنا شخصًا عزيزًا، الى مساعدته بهذه العبادة التقوية الجزيل نفعها وفاعليتها.