الشيطان مهووس بكل ما هو جسدي، وأكثر ما يكره هو العائلة! شهادة كاهن مقسّم
“لم أكن أعتقد أبداً أنّي سأصل الى القيام بهذا، لا!” هذا ما اعترف به كاهن الذي – عبر مسيرة غير متوقّعة – أصبح مقسّماً. بدأت مسيرته تلك عند إقامته للقداس الإلهي الأول بعد رسامته كاهناً قبل 15 عاماً.
“في لحظة التكريس بينما كنت أتلو كلمات تقديس الدم الثمين على الكأس طلبت من الرب أن يسكب دمه على الشبيبة وأن يساعد كل شاب لديه دعوة الى الكهنوت”. ردة فعل فورية من صبي يبلغ من العمر 13 سنة، صدمت الكاهن الشاب: “وقع الصبي الى الخلف وبدأ يزمجر ويصدر أصواتاً مرعبة. وفكرت، هذا ليس ما كنت أتوقّعه”.
بعد بضع سنوات، أصبح هذا الكاهن أحد المقسمّين من الجيل الجديد، ومن خلال خبرته وصل الى عدة استنتاجات عن الشيطان وعمله، شرحها في المقابلة التالية:
ثلاثة عمليات تقسيم في اليوم
طلب الكاهن عدم الكشف عن هويّته، كي لا تنهال عليه الطلبات والاستفسارات ويوضح “وضعنا تصميم وأسلوب تنظيم للتأكد أن أولئك الذين في أشد الحاجة الى المساعدة يحصلون عليها”.
يجد نفسه الآن في روما، حيث أرسله أسقفه كي يتعقّب عمل المقسّمين الستة الرسميين لأبرشية روما. من الناحية العملية هذا يعني ان “يشارك في ثلاثة عمليات تقسيم لطرد الأرواح الشريرة في اليوم.”
“لا توجد حالتين متشابهتين. هذا كان درساً حقيقياً بالنسبة لي. طقوس طرد الشياطين ليست وصفة سحرية. ليس الشيطان او المقسّم من في مركز الأمر، ولكن الشخص الذي يعاني كثيراً وبحاجة الى تحرير من خلال المسيح.
أما بالنسبة للمصطلح الصحيح، هل هو شيطان أم روح شرير؟ فكلاهما صحيح، الذي نواجهه هو الملائكة الساقطين، الذين خُلِقوا صالحين”.
“آباء الكنيسة الأوائل كالقديس جيروم والقديس أوغسطين، تكهّنوا أن أولئك الملائكة تمرّدوا “بسبب رفضهم خطّة الله عن التجسّد، ونفورهم من الفكرة أن الله، الذي هو روح نقية وبلا حدود، ينبغي أن يصبح إنساناً”.
“لهذا السبب يبهرهم ويستحوذهم كل ما هو جسدي، ويجعل الناس يعانون. لذلك عندما تبدأ الطقوس، يبدأ عادة في إظهار نفسه داخل اشخص الممسوس بعدة طرق – بالعنف، تغيير الوجه، تغيير الصوت. يريد فقط إخافتنا. لكن نحن نتجاهله ونُعلمه أننا نحن من نعطي الأوامر هنا باسم المسيح وليس هو”.
حوار مع الشيطان
الشياطين تدرك أن الله يسمح بنشاطاتهم لتحقيق خلاص الناس من خلال المعاناة التكفيرية. هؤلاء الناس الذين يعانون يصبحون قدّيسين بواسطة تقدمة تضحياتهم، والتي يقبلها الله ويبارك أقسام كبيرة من الكنيسة حول العالم.
“عندما تذكّر الشيطان بذلك يصبح غاضباً جداً، لأنه يعلم أنه سيخسر، ويريد التمسّك بكل ما يمكنه الحصول عليه. إن كان لن يفوز بأرواح أولئك الأشخاص، فعلى الأقل يريد أن يجعل حياتهم تعيسة”.
نعم. المقسّم يحاور الشيطان. أنا أسألهم عدة أسئلة: ما أسمك؟ بما أنك حين تستعمل اسمه في أمر فذلك يضعفه. بمجرّد أن يكشف الشيطان عن اسمه، يستطيع المقسّم أن يأمره بالخروج”. أسأله أيضاً منذ متى استحوذ على الشخص ومتى سيغادر؟ هم يجيبون غالباً على هذا السؤال بنفس الجواب: “لن أغادر أبداً”. لكنهم يغادرون في نهاية المطاف!”
من المهم الحدّ من الحوار وعدم طرح أسئلة فقط من باب الفضول. هذا ليس جيداً.
يمكن أيضاً طرح أمور أخرى كطلب حضور القدّيسين، الملائكة الحراس، والعدو الذي يرعبهم بالأكثر – سيّدتنا العذراء. في تلك اللحظة يمكننا فعلاً أن نشاهد تغيير جذري في تصرّف الشيطان”.
ينتهي الأمر عادة، عندما يبدأ الشيطان بالكشف عن نفسه في نوبات من الغضب والعنف. ومن الشائع أن تخرج رغوة من الفم في هذه المرحلة.
في حالة كسر اللعنة، السحر او العمل فإنّ الشخص يبدأ يتقيّأ الأشياء التي استُخدمت في السحر. هنا يعرف المقسّم أنها علامات جيدة. ليس من المريح أن نراها لكن هي تُعلمنا أن التقسيم كان فعّالاً وناجحاً.
الشيطان يكره العائلة
في نهاية حديثه شرح الكاهن المقسّم أن المسبّبات للمسّ الشيطاني تختلف من حالة الى أخرى، كما أن تأثير المشاركة في ممارسات شيطانية أيضاً تختلف في كل حالة.
قال: عامل واحد الذي يبدو أنه أساساً مشتركاً للأشخاص الواقعين تحت سيطرة الشيطان هو: الجروح العميقة في حياتهم، وفوق كل شيء في عائلاتهم. خصوصاً حين يقوم الوالدين بخيارات سيئة جداً، بذلك يفتحون الأبواب للتأثير الشيطاني كي يدخل بيوتهم. كالخيانة الزوجية، الإجهاض، والقيام بأعمال تهدم وحدة العائلة.
ما هي العائلة؟ العائلة هي رمز، الله وحده يمكن أن يخلق. الشيطان لا يستطيع. وهو يكره هذه الحقيقة. فهو عقيم بكل معنى الكلمة. يكره الثالوث لأنه يحسد إعطاءه الحياة والطاقة الإبداعية، ويكره العائلة لأنها تعكس الثالوث وعمل الثالوت الخلّاق. العائلة هي صورة الثالوث الأقدس, لهذا السبب يكره الشيطان العائلة.
شركة الحب بين الأقانيم الإلهية الثلاث هي العائلة الأصلية. والاتحاد الإلهي مثمر، اي أنه يعطي الحياة.
العائلة هي صورة دنيوية ورمز لمحبة الثالوث. تم تصميم شركة المحبة بين الزوج والزوجة أن تكون مثمرة، أن تلد الحياة. هذا هو السبب في أنّ الزواج يحمل كرامة سر لانه صورة مقدسة عن الثالوث.
وما هي أفضل طريقة لتشويه وللسخرية من حب الثالوث الأقدس الواهب للحياة من محاولة إعادة تعريف الزواج بأنه شيء لا يمكن أن يلد الحياة؟ لاعادة تعريف ما هو شيء معكوس وعقيم، مثل الشيطان نفسه؟ هذا ما يعنيه زواج المثليين: سخرية الشيطان من الأسرة، وبالتالي من الثالوث الأقدس.
لكن الثالوث من خلال العذراء الطاهرة، سيسحق رأس الشيطان. عندما يبدو أنّ فوزه أكيد، سوف يلاقي هزيمته المفاجئة. تأكّدوا من ذلك.
قال القديس ماكسيميليان كولبي: “قوق كل شيء، لا تضطرب نفوسكم، لا تخافوا، لا تخشوا شيئاً. في الواقع، الحبل بلا دنس، أليست تعلم كل شيء؟… قائدتنا، الحبل بلا دنس، ملجأ الخطأة، هي أيضاً قاهرة الثعبان الجهنّمي”.