الرحمة الإلهيةمختارات عالمية

قصّة حقيقية مذهلة بطلَتُها الرحمة الإلهية

هذه القصة الحقيقية جرت في بولندا نحو عام 1960، ذهب كاهن شاب إلى المستشفى ليزور بعض رعاياه المرضى، وبينما هو سائر في الرواق، أوقفته راهبة وقالت له: «أبتِ، هل يمكنك دخول هذه الغرفة؟ هناك رجل على فراش الموت. هو موجود هنا منذ أيام. لقد طلبنا من الكهنة الدخول، لكنه يطردهم. لا يريد التحدث عن يسوع. لكنه يموت. هل يمكنك زيارته من فضلك؟».

استجاب الكاهن لطلب الراهبة، ودخل الغرفة. ما أن شاهده المريض حتى بدأ يشتم ويلعن وصاح غاضبًا: «لا أريد أي شيء منك ولا أريد رؤيتك! أخرج من هنا!».
أجاب الكاهن: «حسنًا». وخرج.
كانت الراهبة لا تزال واقفة فقالت له: «هل يمكنك أن تحاول مرّة أخرى».
أجابها الكاهن: «لكنه لا يريد أن يسمع مني شيئًا ولا يقبل ما قد أقدّمه له».
فتوسّلت إليه مجدّدًا: «أعطه فرصة أخرى».

مسبحة الرحمة الإلهية

عاد الكاهن ودخل الغرفة على مضض وقال للرجل العجوز:
«لن أسأل إذا كنت تريد الاعتراف. ولن أسأل إذا كنت ترغب بالمناولة المقدسة. ولكن هل تسمح لي في الجلوس بجوار سريرك لأصلي مسبحة الرحمة الإلهية ؟ ”
أجاب العجوز: «لا يهمني. إفعل ما تريد».
جلس الكاهن وبدأ الصلاة بهدوء يردّد كلمات المسبحة التي تستدعي الرحمة الإلهية : «بحقّ آلامه المقدّسة، إرحمنا وارحم العالم أجمع…»
فجأة انفجر الرجل صارخًا: «توقّف!»
– لماذا؟
– لأنه لا توجد رحمة لي!
– لماذا تعتقد أن لا رحمة لك؟
– سأخبرك… منذ خمسة وعشرين عامًا، كنت أعمل في السكك الحديدية. كانت وظيفتي أن أنزل ذراع حراسة المعبر لمنع السيارات من قطع السكّة عندما يقترب قطار. ولكن في إحدى الليالي كنت في حالة سكر. لم أخفض ذراع حراسة المعبر، وكان هناك زوجان وأطفالهما الثلاثة في سيارة وصلوا السكة عندما جاء القطار، فقُتلوا جميعًا على الفور. تلك كانت غلطتي. فلا رحمة لي. لقد فشلت. انتهى أمري»

جلس الكاهن هناك وهو يحدّق في المسبحة بين يديه. وأخيرًا سأل: «أين كان هذا؟». أخبره الرجل باسم بلدة بولندية.

رفع الكاهن نظره وقال: «منذ خمسة وعشرين عامًا، ذهب أبي وأمي ومعهم أشقائي الصغار في رحلة. لم أستطع الذهاب معهم. كانوا يقودون عبر هذه البلدة الصغيرة. لسبب ما، لم ينزل ذراع عبور السكك الحديدية. عندما كانوا يعبرون السكّة، فجاء قطار وقتلهم جميعًا. لقد فقدت عائلتي كلها في تلك الليلة».

نظر الكاهن باهتمام إلى وجه الرجل وقال: «يا أخي، الله يغفر لك. ليس هذا فقط، أنا أيضًا أغفر لك».

وبعد توقّف قصير أضاف: «هل تسمح لي أن أسمع اعترافك وأن أعطيك القربان الأقدس؟».

عندما خرج الكاهن من الغرفة، كان الرجل العجوز قد تصالح مع الله واعترف وتناول جسد الرب يسوع. بعد ذلك بيومين مات بسلام. الرحمة الإلهية فازت. فشله لم يرسم نهايته.

لكن الحادثة لم تنتهي هنا. فبعد أن خرج الكاهن من عند الرجل بحث عن الراهبة ليُطمئنها بأنه نجح في إقناع العجوز بالاعتراف والمناولة، لكنه لم يعثر عليها. وعندما سأل في الإدارة أجابوه: «نحن لا نوظّف أي راهبات في هذا المستشفى».

مرّت سنوات لم يلتقِ فيها بالراهبة الغامضة ونسي أمرها. في أحد الأيام ذهب إلى دير راهبات في مدينة فيلنيوس، حيث عاشت القدّيسة فوستينا (كانت قد انتقلت إلى أمجاد السماء قبل ما يزيد على 20 عامًا، ولم تكن معروفة بعد)، ليحتفل بالقدّاس في الدير. عندما شاهد لوحة لراهبة على أحد الجدران، قال: «لقد قابلت هذه الراهبة قبل بضع سنوات».
أجابت إحدى الراهبات: «كلا يا أبتِ، لم تفعل. لقد ماتت منذ عام 1938».

أدرك الكاهن أن القدّيسة فوستينا هي التي طلبت منه دخول غرفة المريض، وتوسّلت إليه أن يحاول مرّة أخرى.

الإخفاق ليس أمرًا حاسمًأ ونهائيًّا، ليس عندما يتعلّق الأمر بيسوع.

وجدت الرحمة الإلهية طريقها إلى قلب العجوز المنازع. كان متأكّدًا أنه لا يستحق رحمة الله، لكن يسوع لم ييأس وعرف كيف يوصل غفرانه بأوضح طريقة ممكنة، مستخدمًا رسولة الرحمة الإلهية والكاهن الذي تسبّب إهمال العجوز بمقتل أفراد عائلته.

اشترك بالنشرة البريدية للموقع

أدخل بريدك الإلكتروني للإشتراك في هذا الموقع لتستقبل أحدث المواضيع من خلال البريد الإلكتروني.

الوسوم

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. القصة الحقيقية عن الرحمة الالهية رائعة ومؤثرة . بارك الرب عملكم ليثمر في الارض كلها بحق آلام يسوع المقدسة.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق