أعجوبة في معبد سيدة فاطيما على يد القديس البابا يوحنا بولس الثاني
هذا كان عنوان مقال نشرته المجلة البرتغالية “Mare Terra” وتناقلتها حينها الصحف العالمية باستثناء وسائل الإعلام عندنا. صاحبة الحظ التي نالت أعجوبة الشفاء، سيدة برتغالية اسمها “غراسيندا” من قرية لاوريرو، غير بعيدة عن مدينة فالينسيا. حملها أهل بيتها الى معبد سيدة فاطيما وكلّها ثقة بالعذراء وببركة البابا.
فيما يلي الحديث الذي دار بينها وبين مندوب المجلة:
– ما هو اسمك سيدتي؟
– غراسيندا وعمري 44 عاماً، متزوجة من غييوم دا سيلفا فيغويريرو المعاق لشلل أصابه على إثر حادث وقع في المصنع حيث كان يعمل لنعتاش.
– وهل لك أبناء؟
– نعم، كان لدي 11 صبياً وبنتاً. لم يبقَ منهم على قيد الحياة سوى 8. أكبرهم سناً عمره 23 عاماً والأصغر في الخامسة.
– ما هو المرض او العاهة التي كنت تشكين منها؟
– كل ما أستطيع قوله، هو أنني شعرت فجأة، منذ سنة مضت، أن شللاً أصابني، انطلاقاً من بطني فما دون. زد على ذلك، أن نور عيني اليسرى انطفأ، فما عدت أبصر شيئاً، والشلل جمّد أيضاً ذراعي اليسرى. فحملوني الى مستشفى مدينة أوليفيرا وهناك قام بمعاينتي الدكتور رييس(Reis) وقد تأثّر جداً لرؤية ربة عائلة عديدة في مثل سني، على هذه الحال. فأسرّ الى ابني أنه لا أمل قطعياً في الشفاء، الا إذا تدخّلت السماء بأعجوبة تجترحها. وإنّ الأفضل نقلي الى مستشفى القديس أنطونيوس، قرب المرفأ.
فحملوني الى المستشفى المذكور، مع رسالة مسهبة من الطبيب الذي عاينني. هناك أيضاً قام الأطبّاء ذوو الإختصاص، بفحوص جمّة، صرّحوا على أثرها لعائلتي: “حالتها ميؤوس منها” وأني سأقضي ما تبقّى من حياتي على كرسي متحرّك. والأحسن أن يعودوا بي الى البيت، في انتظار أن تشغر غرفة في المستشفى، يضعونها تحت تصرّفي. فأخذوني الى ملجأ للعاجزين، حيث لقيت معاملة حسنة طيلة شهرين. وساءت حالتي بدل أن تتحسّن، فطلبت أن أعود الى بيتي، لأموت بين أفراد عائلتي.
وطرق الى مسامعي يوماً أن قداسة البابا، آتٍ الى معبد سيدة فاطيما. فألححت على أهل بيتي أن يذهبوا بي الى المعبد أنا أيضاً، لعلّ السماء تشفق عليّ ببركة البابا. ومن ساعتها أخذ جسمي يقشعرّ غبطة وأملاً، لمجرّد فكرة رؤية نائب المسيح ونيل بركته. فتبرّع بعض أصدقائنا بحملي، في شاحنة، الى بلدة فاطيما. واضطرّ السائق الطيّب القلب أن يرفعني بين ذراعيه ليضعني في الشاحنة. وهناك أنزلوني في مستشفى للمرضى، وأخضعوني من جديد لفحوصات عديدة ودقيقة، قام بها أطبّاء ذوو اختصاص. وتأكّد للجميع أن الشفاء من عاهتي، ضرب من المستحيل. وحرّروا بذلك تقارير وافية، ما زالت محفوظة.
سمحوا لي أن أكون في استقبال نائب المسيح، في جملة المرضى المحمولين في عربات نقّالة. وأحاط بي أفراد عائلتي. وما أن حمل قداسة البابا جسد الرب وأخذ يدور به على المرضى ليباركهم، حتى أحسست بجسمي كلّه ينتفض من السعادة والغبطة… ليس في وسعي أن أصف ما كان يهزّني في أعماقي، سوى القول أني شعرت برغبة لا تقاوَم، للقفز من عربتي. ثم راح شيء، لا أدري ما هو يتحرّك في ساقَيَّ، فقفزت من العربة وانتصبت على رجلَيَّ. وفي نفس اللحظة انقشعت الغشاوة عن عيني اليسرى، وعاد الىّ بصري كما كان في السابق.
ولشدّة فرحي، ما رضيت أن أعود الى عربتي، فأمسكت بي إحدى الممرّضات خوفاً عليّ من الوقوع، وكذلك ركض إليّ أفراد عائلتي ليسندوني. فتفلّتُّ من أيديهم وأنا أصيح: شُفيت… شُفيت… أتركوني…!
وأخذ الجميع يقبّلونني ويهنّؤونني. وعدت الى بيتي وأنا على أشدّ ما أكون سعادة بشفائي العجيب… وها أنا أمامك، كما تراني صحيحة معافاة، على أحسن ما يرام. دائماً كان إيماني حارّاً بسيدة فاطيما وبركة الأب الأقدس، ولا أظنّ أن هناك في الدنيا أسعد منّي…
ويختم الموفد الصحفي استطلاعه بقوله: “من يخامره أدنى شك في أمر الأعجوبة، ليس عليه إلا الذهاب الى حيث ذهبت انا، واختبار ما اختبرته أنا بنفسي. الطريق الى بلدة أوليفيرا سهل معبّد، والناس هناك طيّبون، يكرمون وفادة من يذهب إليهم
ونحن بدورنا لا نجد ما نعلّقه على حادث الشفاء العجائبي هذا، فإننا نرى مثله كثيراً في العالم المسيحي. لكننا نردد ما تعوّد المتعبّدون للعذراء أن يقولوه: “ما سُمع قط أن إنساناً التجأ إليكِ أيتها العذراء، وطلب شفاعتك، وعاد خائباً”.
أيها القديس يوحنا بولس الثاني، صلِّ لأجلنا، وأطلب الى الرب يسوع والعذراء المباركة أن يتحنّنوا على جميع المرضى والمتعبين. آمين