أعجوبة القدّيس يوسف في قلب الطوباوية مارغريت دي كاستيلو
أعجوبة القدّيس يوسف في قلب الطوباوية مارغريت دي كاستيلو
كان للطوباوية مارغريت دي كاستيلو تعبّد وحبّ بالغ للقدّيس يوسف. عند تأمّلها في الخدمات والأعمال التي كان يقدّمها هذا القدّيس المحبوب ليسوع ومريم، كان قلبها يضطرم بالامتنان والحبّ لأقدس أب. ولم تفارق أسماء يسوع ومريم ويوسف شفتاها، ولم تفارق قلبها.
وقد رأت في القدّيس يوسف مثال في الخدمة ولم تملّ التحدّث عنه والتشجيع على الاقتداء بفضائله ونشر محبّته بين الناس. فكما تفانى رأس العائلة المقدّسة في خدمة وتلبية جميع احتياجات يسوع ومريم، وكرّس حياته لهما، هكذا تفانت الطوباوية مارغريت في خدمة الفقراء والمرضى والمحتاجين والسجناء الذين كرّست حياتها للعناية بهم جسديًّا وروحيّا.
كانت رغبتها شديدة في نشر التعبّد للثالوث الأرضي في جميع الأرض. اعتادت أن تُظهر حبّها المضطرم ليسوع ومريم ويوسف فتتحدّث عنهم ومن ثمّ تتنهّد قائلة: “آه! فقط لو تعلمون ما هو الكنز الثمين الذي خبّأته في قلبي”.
كثرة ترديدها هذه العبارة، وانتباه الجميع للمودّة البالغة التي اشتعلت في قلبها للعائلة المقدّسة، دفعت رؤسائها إلى فتح صدرها بعد موتها وفحص قلبها بعناية. ويا لأعجوبة الله التي تجلّت أمامهم! فقد وجدوا في قلبها ثلاثة أحجار كريمة مصقولة بدقّة، تمثّل حبّها ليسوع ومريم ويوسف.
في إحداها كانت صورة مريم بجمال متألّق يكلّل رأسها تاج ذهبي مرصّع. وفي الجوهرة الثانية شوهد الطفل يسوع في المذود وسط حيوانين،لكن الثالثة كانت أعجبهم! فقد ظهر القدّيس يوسف وعباءة ذهبية ملقاة على إحدى كتفيه، حمامة فوق رأسه، وراهبة دومينيكية راكعة عند قدميه، تمثّل الطوباوية مارغريت ذاتها، ودليل رائع يشهد على التعبّد الشديد والحبّ البنوي الصادق لممثّل الله على الأرض، القدّيس يوسف.
سرعان ما انتشر خبر هذه الأعجوبة في جميع الأنحاء. وكان الجميع يعلم أن سبب ظهور هذه الأحجار الثمينة في قلب الطوباوية هو تعبّدها وحبّها الشديد للعائلة المقدّسة، وخاصة للقدّيس يوسف.
ولا تزال هذه الأحجار الثمينة محفوظة في دير كاستيلو.