أراد الإنتحار فتدخّلت مريم! من أغنى الأغنياء وأشهر المغنيين الى افقر راهب مريمي!
اسمه بادي كيللي Paddy Kelly. قلب فرقة عائلة كيللي الموسيقية. تعدّت مبيعات اسطواناتهم ال 50.000.000 نسخة حول العام. وكان مدخولهم السنوي يُقدّر 50-60 مليون دولار.
في العشرين من عمره اصبح ظاهرة عالمية. نجم روك كبير، من أغنى الأغنياء. يعيش في قلعة من القرن السابع عشر في اوروبا. كان لديه الثروات والشهرة والقوة والأموال وتملّق الملايين المعجبين.. فرقته، عائلة كيللي، ملأت قاعة ويستالينهيل في درموند المانيا التي تتّسع ل 16.500 شخص، تسع مرات متتالية. إنجاز لم يحقّقه موسيقي آخر منذ تأسيس القاعة. كما ملأوا ملاعب كرة القدم وسُجّل في بعض عروضهم حضور اكثر من 250.000 من المعجبين.
كان لديه “كل شيء” لكن بالرغم من المال والشهرة، كان يشعر بالفراغ والعزلة، بالضياع. كان يشعر ان روحه تموت.
حتى مع وجود محبّة عائلته، بدأ يقع بالإكتئاب وحتى اليأس. فقدَ الشعور بمن يكون وكل أفكاره والضمانات الباطلة بدأت بالإنهيار. وتملّكته رغبة في إنهاء حياته. لم يعد هنالك شيئاً له معنى في حياته. الأشياء المادية كالمال والشهرة وحتى الموسيقى، لم تجعله سعيداً.
هنا ابتدأ بحث عميق عن الحقيقة. سأل نفسه، “إن كانت كل هذه الأشياء لا يمكنها جعلي سعيداً فما معنى حياتي إذاً. لماذا انا موجود؟” في النهاية سأل نفسه “من يستطيع أن يقول لي من أكون؟ من لديه الأجوبة الحقيقية على أسئلتي؟”
في لحظة أزمته العميقة هذه، وجد نفسه واقفاً على حافة شرفة غرفته مستعداً للإنتحار، فجأة سمع صوتاً واضحاً في داخله يقول “إنتظر. إنتظر!” بعد مرور تلك اللحظة وجد نفسه يبكي بكاءاً مُرّاً على ما وشك أن يفعله بنفسه.
فوراً بعد ذلك ابتدأ يبحث في الجانب الروحي. الإنجيل جذبه في اتّجاه جديد. شعر أن الإنجيل حيّ. في أحد الأيام اتى الى القصر أسقف ومعه 25 كاهناً كانوا في اجتماع أقيم بالقرب من بيته الفخم.أثناء الغذاء جلس بالقرب من كاهن وتحدثّا عن الله. شعر بادي بروحه تنمو وتجدّد. فأخذ رقم تلفون الكاهن واتصل به بعد بضعة ايام وقام بالإعتراف. لأول مرة منذ سنين شعر بالحرية والسلام، وأيضاً للمرة الأولى رافدته فكرة أن يصبح كاهنا. لكن مع ذلك، بقي يكافح مع الإكتئاب والحزن. ثم في أحد الأيام بينما كان يقلّب في المحطات التلفزيونية شاهد صدفة برنامج عن لورد، المعبد المريمي.
أول ما فكر به كان، هذه الأماكن التي يتعبّد الناس فيها لمريم العذراء هي للعجائز والناس البسطاء الذين يصدّقون كل شيء. لكنه شعر منجذباً كالمغناطيس الى لورد بطريقة لا تُقاوم. فقرّر السفر. لكنه كان متأكداً ان البلدة ستكون مليئة بتماثيل بلاستيكية رهيبة، وأنه ليس المكان الملائم لنجم الروك بأن يجد فيه الله. حينما وصل الى لورد، دُهش ليس العجائز فقط يُصلّين الوردية بل المكان ملئ بالشباب الرائعين بملابس جميلة وهم يُحبّون الروك اند رول. فانضم معهم في برنامج الشبيبة.
في ذلك المساء رافق جماعة الشبيبة في لقاء “الصلاة والصمت”. خلاله شعر بسلام بسيط لكن عميق في قلبه. واختبر وجود قوي لشخص في داخله. “واااو… الله قريب مني. وقد أتى إليّ من خلال القديسة مريم”. أدرك بادي ان مريم ليست أسطورة مسيحية، بل هي شخص حيّ، تهتم به وتحبّه.
شعر أنها تطلب منه إعطاء الحياة فرصة ثانية. وأنها تريد مساعدته. فاختفى من أعماقه كل شعور بالوحدة. أدرك أن اللقاء مع الله ممكناً. فقرّر العيش حسب إرادة الله. أدرك أنّ السيدة العذراء قد زرعت بذرة الإيمان في لورد وأنه فقط من خلال الصلاة يمكن لإيمانه أن ينمو. اشترى مسبحة وقرّر أن يتلو كل يوم بضع مرات السلام الملائكي. سرعان ما أصبح يتلو في اليوم أسرار الوردية كلها: الفرح، الحزن، النور والمجد. وبتقدّم سعيه الروحي، وجد اخوته وأخواته ايضاً أن الثروة والشهرة لا يجلبان السعادة فقد كانوا هم أيضاً يبحثون عن الله. صاروا يشاركونه أحياناً في الصلاة وتلاوة الوردية.
عندها قرّر هو وإخوته السفر الى مديوغورييه للمشاركة في مهرجان الشبيبة. هناك التقى بالأب يوزو. وبسرعة، ومن خلال كلمات الكاهن، حلّت النِّعم الوافرة التي قادت الى ارتداد إخوته وأخواته. من خلال مريم، من خلال مديوغورييه، أتى أخيراً لمعرفة الرب يسوع المسيح.
وأصبح يتوق الى ان يعرف حقاً أن الرب يسوع هو أيضاً ابن الله وليس فقط لأن الكنيسة تعلّم هكذا. اراد أن يشعر بتأكيد داخلي من خلال الروح القدس. ففي صباح يوم مشمس هادئ، بينما هو في مديوغورييه، حصل معه أمر لا يستطيع تفسيره، قال أن اختبر الروح القدس في طريقة عميقة وقوية. فصرخ ينادي إخوته: “يسوع هو الله، يسوع هو الله”.
منذ ذلك الحين أصبح يزور مديوغورييه كل سنة. فما من شيء كان يشبع جوعه مثل التواجد في بلدة العذراء في احدى تلك الزيارات، هناك بداخل الكنيسة بعد القداس الإلهي شعر بأن الله يدعوه الى حياة تمكّنه من الإتحاد به باستمرار من خلال تكريس حياته بأكملها له. فودّع أهله والموسيقى وحياته السابقة ودخل رهبنة القديس يوحنا وأتّخذ اسم يوحنا بولس لمريم. لأن قول البابا القديس يوحنا بولس الثاني كانت نقطة تحوّل في حياته . قال: “أيها الشباب لا تخافوا ان تكونوا قديسي الألفية الجديدة، إذا أصبحتم من تكونون، فسوف تُشعلون النار في العالم”.
يا مريم ساعديني اغفر من قلبي لمن اساء إلي