الآب السماوي

«أبوّة الله» هل نحن فعلًا نفهم هذه العقيدة وندرك عمقها؟

الأولى من سلسلة مقالات عن الآب السماوي

«أبوّة الله»

تكلّم يسوع المسيح إبان حياته على الأرض عن «أبوّة الله» 170 مرّة.
ففي الفصل 14 وحده من إنجيل يوحنا، ذكر يسوع اسم الآب 22 مرّة. أمّا الفصل 17 فكلّه صلاة إلى الآب السماوي.

وفي إنجيل متى وردت كلمة أبوكم السماوي 15 مرّة. وقد أراد يسوع بهذا الترديد المُلحّ، أن يطبع في قلوبنا أنّ الله هو أبونا حقًّا. ولهذا خلقنا على صورته ومثاله أي نفوسًا حيّة خالدة، ليكون لنا الحقّ، بصفتنا أبناء الله، أن نشاركه حياته الأبديّة ونرِث ملكوته.

وبولس الرسول بقوله في الرسالة إلى أهل رومية: إنّ الذين ينقادون إلى روح الله، يكونون حقًّا أبناء الله، وبه (أي الروح القدس) ننادي: «يا أبتا»… وهذا الروح نفسه يشهد مع أرواحنا بأننا أبناء الله.
ويعود بولس الرسول من جديد، فيُذكّرنا ب «أبوّة الله» لنا بقوله: «لمّا تم الزمان أرسل الله ابنه مولودًا من امرأة، لنحظى بالتبنّي. والدليل على كونكم «أبناء الله» أن الله أرسل روح ابنه إلى قلوبنا، الروح الذي ينادي: «يا أبتا» (غلاطية 4:4)

أبوكم السماوي وأي أب!

خلقنا من العدم بدافع حبّ «لأنّ الله محبّة» وما الآباء البشريون إلا صورة باهتة، وقطرة صغيرة في خضم «أبوّة الله».

ولم يكتفِ الله بصورة أب ليُفهمنا مقدار حبّه لنا، فاتّخذ صورة أمّ والدة. فقال بلسان النبي وبصورة شعريّة جميلة:
«على الوَرك تُحملون، وعلى الركبتين تُدلّلون، وكم تعزّيه أمّه، كذلك أنا أعزّيكم» (أشعيا 12:66)
ويعود الله بلسان النبي فيقول لنا:
«إِنَّ الرَّبَّ دَعاني مِنَ البَطْن وذَكَرَ آسْمي مِن أَحْشاءِ أُمِّي» (أشعيا 1:49)
وكأنّ أبونا السماوي يسبق فيُحذّرنا من قلّة إيماننا بأبوّته فيقول لنا: «أَتَنْسى المَرأَةُ رَضيعَها فلا تَرحَمُ آبنَ بَطنِها؟ حتَّى ولَو نَسيَتِ النِّساءُ فأَنا لا أَنْساك». (أشعيا 15:49)

ردّة فعل البشر ل «أبوّة الله»

وماذا كانت ردّة فعل البشر على محبّة أبيهم السماوي، منذ آدم حتى أيامنا هذه؟
هو الله يجيب على هذا السؤال متشكّيًا من قلّة إيمان البشر بقوله:
«إِستَمِعي أَيَّتُها السَّموات وأَنصِتي أَيَّتُها الأَرض فإنَّ الرَّبَّ قد تَكَلَّم. إِنَّي رَبَّيتُ بَنينَ وكَبَّرتُهم لكِنَّهم تَمرَدوا علَيَّ»
ثم يورد الربّ هذا التشبيه، وكأنه لذع السّوط لقوم لا يفهمون ولا يحسّون:
«عَرَفَ الثورُ مالِكَه والحِمارُ مَعلَفَ صاحِبِه لكِن شعبي لم يَعرِفْ ولم يَفهَمْ».

(من السلام والخير للأب جبرائيل برير)

اشترك بالنشرة البريدية للموقع

أدخل بريدك الإلكتروني للإشتراك في هذا الموقع لتستقبل أحدث المواضيع من خلال البريد الإلكتروني.

الوسوم

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق