صلوات

صلاة الى مختطفة القلوب

مريم مختطفة القلوب

اذ انك بواسطة حبك نحو عبيدك، وبمواهبك التي تمنحيهم اياها، تستولين على قلوبهم مخطوفة بيدك،

فاخطفي قلبي ايضا انا الحقير، القلب الذي يشتهي ان يحبك كثيرا،

فانت لاجل جمال نفسك العظيمة، قد اكتسبت حب الله الشديد اياك،
حتى انك اجتذبتيه من السماء الى الارض متجسدا من احشائك البتولية،
انتي يا امي التي قد احببتيني محبة جزيلة، في الوقت عينه الذي فيه انا كنت عديم المعروف وناكر الجميل،

فترى ماذا لقد كان يحل بي من الويل، لولا تكونين احببتيني واستمديت لي المراحم هكذا عظيمة،

فان كنت اذا انعطفت بالحب نحوي في الوقت الذي فيه لم اكن انا احبك، فكم يلزمني بالاكثر ان ارجو من صلاحك ما ابتغيه، حيث انني احبك الان،

نعم اني احبك يا امي،

واتمنى ان احصل على قلب احبك به، بدلا من كل اولئك المنكودي الحظ
الذين لا يحبونك،
واشتهي ان يكون لي لسان يوازي
الف لسان، لكي امدحك به واعظمك،
مبرهنا ومخبرا ومعلما كل احد بمقدار عظمتك، وبسمو قداستك، وبغنى
رحمتك، وبشدة محبتك نحو الذين يحبونك،
فلو كنت مثريا من الاموال ، لكنت اصرف غناي جميعه فيما ياول لتكريمك،
ولو اكون حاصلا على رعايا مخضعين لسلطاني ، لكنت اجتهد في ان اجعلهم
كافة منشغفين في حبك واخيرا اريد ان اصرف من اجل مجدك واكراما لشخصك ثمن دمي، وحياتي
ايضا ان لزم الامر.
فانا اذا احبك يا امي ، ولكنني في الوقت عينه اخشى من ان لا تكون
محبتي لكي كائنة حقا، لاني اسمع ما يقال من الفيلسوف ( ان الحب يجعل المحبين شبيهين
بالاشخاص المحبوبة منهم ) فاذا عندما ارى ذاتي بهذا المقدار بعيدا عن ان اكون شبيها
بك.
فاستدل من هذه العلامة على ان حبي لك ليس بكائن، لانك انت كلية
الطهارة والنقاوة.
وانا مملؤ من الدرن والادناس،
انت هكذا متواضعة وانا بالضد متكبر.
انت بهذا المقدار سامية
في القداسة، وانا بجملتي موعب من الاثام.
ولكن من حيث انك تحبينني
ايتها الام الحنونة، فيخصك ان تصنعي هذا الامر، وهو ان تصيريني شبيها بك.
فانت حصلت على الاستطاعة بان تغيري القلوب، فاذا خذي قلبي هذا وغيريه،
وبذلك تظهرين للعالم كم هو عظم اعمالك، ومقدار انعامك نحو الذين تحبينهم،
فقدسيني واجعليني اهلا لان
اكون ابنا مرضيا لك،
فهكذا ارجو وكذلك فليكن لي امين .

من كتاب:
امجاد مريم البتول للقديس الفونس دي ليغوري

اشترك بالنشرة البريدية للموقع

أدخل بريدك الإلكتروني للإشتراك في هذا الموقع لتستقبل أحدث المواضيع من خلال البريد الإلكتروني.

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق