الكنيسة المقدسة

معجزة جديدة لمار شربل… قديس الأعاجيب يشفي نعمان الدرزي!

مار شربل

سأله: “من أنت”، فأجابه: “ألم تعرفني؟”. حصل ذلك في 21 شباط الماضي، في مستشفى عين وزين في منطقة الشوف، يوم عايش السيد نعمان بو مجاهد رؤية غريبة بدّلت مجريات حياته. يومها لم يكن يعلم شيئاً عن مار شربل. الرجل الدرزي السبعيني، كان قد ادخل الى المستشفى فجائيّاً بعدما وقع من علوّ ثمانية أمتار اثناء وجوده في حقله البعيد عن التجمعات السكنية. ضريبة الحادثة تمثّلت في ستة أضلع مكسورة تحتاج أشهراً كي تجبر تلقائيّاً ورضوضٍ في الرأس. لم يكن نعمان يقوى على النوم مستلقياً على السرير لأن أضلعه كانت تضغط على رئتيه وتسبب له آلاماً مبرحة. وأوجاعه لم تخوّله ذلك. كان يغفو قعوداً على الكرسي، هو الذي لم يعتد ان يرى نفسه عاجزاً عن الحركة والذي كان يتغاوى ببنيته الجسدية الصلبة على رغم تقدّمه في السن. لكن زيارةً غير مرتقبة الى غرفة المستشفى بدّلت كلّ شيء. أجبرته على البكاء كلّما استذكر أحداثها ورواها الى العلن. يقول ابنه خالد ان والده لم يقوَ حتى اليوم على سرد أحداث تلك الظاهرة الغريبة التي راودته. يبكي فجأة. يغرق في دموع ما حصل. وعندما زاره ذلك الرجل بثوبٍ أبيض، لم يخبر أحداً حينها لأنه شكك في أنه يهذي. لكنّه، وبعد الرؤية التي عايشها، عاد الى طبيعته قبل حادثة السقوط. نام في سريره وكأن شيئاً لم يكن. دفعه ذلك الى الاستفسار عما حصل معه. يقول إنه عندما سأل الزائر عن هويّته قال له إنه مار شربل. في اليوم التالي بعد تماثله للشفاء، أوّل سؤالٍ طرحه على عائلته كان: “أخبروني أكثر عن مار شربل. من هو؟”

معنى الحياة تغيّر، وسرد القصّة يدمع عيني راويها
لم يساعد تقدّم العمر، نعمان الرجل السبعيني التعرف إلى القديس شربل من قبل. أحضروا له صوره. حدّثوه عنه. وسألوه عن تفاصيل الزيارة الغريبة. قال له بحسب ما أشار ابنه خالد في حديثٍ لـ”النهار”، أنه سأله اذا ما كان يعاني الأوجاع. فأجابه: “نعم”. فأحضر الزائر قطعة حديد ووجهها نحو أضلعه المكسورة وجسّد الوجع على شاكلة صحنٍ طائر ملطّخٍ بالدماء. استخرجه من جسده، ليشاهد نعمان أمامه شيئاً يطير منه. قال له ان الأوجاع قد أزيلت منه. وفجأةً أصبح بامكانه الاستلقاء على السرير والنوم من دون احساسٍ بالألم. بين ليلةٍ وضحاها، اختصرت تلك الزيارة حكاية ستة أشهر منتظرة من الألم والنوم على الكرسي. لكن الرؤية التي صادفها نعمان كان لها أثرٌ أعمق من حادثة التعثر في الحقل. هي غيّرت حياته وقلبتها رأساً على عقب. “أول عمل قام به بعد خروجه من المستشفى هو إحضار صور مار شربل ووضعها في شتى غرف المنزل وتحديداً في غرفة نومه. وفي كلّ مرّة يتشجع لاخبار القصة الى الزوار الذين أتوا للاطمئنان على صحّته، لا يستطيع التعبير لأن تأثره يمنعه ودموعه تسبقه” يقول خالد. ويضيف: “صار يطلب منا اصطحابه إلى زيارة عنايا في كلّ أسبوع. وفي الزيارة الأولى عندما دخلنا الى الدير للتعرف إلى تفاصيل حياته، شاهد والدي صورة للقديس شربل بثوبٍ أبيض. وحين تمعّن بها أصيب بالذهول وقال إن هذا هو الرجل الذي رأيته في المستشفى وبالثياب نفسها. قطع هذا التفصيل الشك باليقين، خصوصاً ان الجميع قال له ان مار شربل يرتدي ثوباً أسود وليس أبيض. لكن هذه الصورة أكدّت له هويّة الشخص الذي رآه”. في زياراته المتكرّرة واظب الرجل السبعيني على اخبار قصّته للناس وهو شديد التأثر ويقول للمؤمنين ان مار شربل لن يتخلّى عنهم. حتى إنه بات يصرّ على ذكره في كلّ أوان: “عندما زرنا منتجع ساحلي يطل على البحر منذ نحو أسبوعين، أضعت مفاتيح السيارة، وواظبت عمليّة التفتيش بين الصخور، وحين سألني والدي ما الخطب، وعلم أني اضعت المفاتيح، قال لي تلقائيّاً: “أطلب من مار شربل أن يساعدك في ايجادها”. والمسألة الغريبة أنني وفي اللحظة نفسها التي تلفّظ بها بالموضوع، لمحت المفاتيح إلى جانب الشاطئ يحاول الموج قذفها نحونا من خلال المدّ. هي حادثة بسيطة لكنها تنقل مدى تأثره بالقديس الذي صار الشخص الأقرب اليه على الاطلاق”.

14 أعجوبة من غير المعمّدين
تعتبر رؤية نعمان الأعجوبة رقم 73 من أصل 95 أعجوبة موثّقة سجلّت هذا العام منذ 20 تموز الماضي، بحسب ما اشار الأب لويس مطرمدوّن العجائب في دير مار مارون – عنّايا في حديثٍ لـ”النهار”. وهو كان قد قابل الرجل السبعيني ولاحظ التأثر الشديد الذي ابداه لحظة سرده للتجربة التي عايشها مع مار شربل. “سجّلت هذه السنة 14 أعجوبة للقديس شربل مع غير المعمدين الذين ينتمون الى ديانات أخرى وهي شملت الدروز والسنّة والعلويين”، يشير مطر. نسأله: ” كيف ترد على الأشخاص الذين يستهزئون بالظهورات والعجائب ويعتبرونها محض خيالٍ أو تلفيق أو كذب؟ “يجيب: “نحن نأخذ المعلومات الكاملة عن الأشخاص الذين يسردون تجاربهم بما في ذلك التقارير الطبيّة التي توثّق الرؤية وتشير بنفسها الى حدوث أعجوبة يعجز الطب عن توصيفها. كما أننا نطلب تقارير ومعلومات دقيقة عن حالة الشخص الاجتماعية”. نعود ونسأله: “برأيك ما هو سرّ هذه العلاقة الخاصة التي تجمع الأشخاص غير المعمدين بمار شربل”. يقول: “هم يعلمون تمام العلم ان القديس شربل يشفي المرضى وعجائبه منتشرة في أنحاء العالم وهو من اكثر القديسين المتعارف عليهم عالميّاً أنه يحقق المعجزات وفي اي مكان يطلبونه سيجدونه. وبالتالي ان أي أعجوبة تحصل مع المحمديين بكل فئاتهم تؤثر ايمانياً فيهم. كما ان دور مار شربل الأساسي هو في أن يردّ الناس الى الله. انه لا يميز طائفياً ولا يصنف الناس. وليس من السهل تحقيق 14 أعجوبة من المحمديين في سنة واحدة فحسب. هي ليست لعبة. عند الرب هناك اعجوبة في كلّ لحظة”.

تعرّف نعمان إلى القديس شربل في خريف العمر ومن يومها تبدّل كلّ شيء. بات يطلب استغاثته يومياّ، وفي أبسط تفاصيل الحياة. الزيارة الأخيرة التي قام بها الى عنايا كانت منذ نحو الشهر تقريباً. وها هو يطالب اليوم بزيارة جديدة. وهو ينقل الى المجتمع اللبناني عبرةً على الجميع ان يتلقفوها والى الأبد: بيوت الله وجدت كي تجمع البشر، لا كي تفرّقهم. وان مار شربل تجسّد قديساً من أرض لبنان المباركة الى العالم بأسره. واستذكاره في التراتيل يدفعنا الى اللجوء اليه أكثر، كلّما اردنا الغوص في معنى الانسانية الحقيقي. نردد بحناجرنا ما أنشدته ماجدة الرومي غناءاً: “يا شربل ساعدنا… يا شربل ساعدنا… يا شربل احمينا… احمينا”. هو الذي أُعطي له مجد لبنان.

(نقلاً عن موقع النهار)

اشترك بالنشرة البريدية للموقع

أدخل بريدك الإلكتروني للإشتراك في هذا الموقع لتستقبل أحدث المواضيع من خلال البريد الإلكتروني.

مقالات ذات صلة

‫3 تعليقات

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق