أخبار ومعجزات مديوغوريه

مديوغوريه بيتي الثاني – مقتطفات من كتاب ميريانا “قلبي سوف ينتصر”

مديوغوريه بيتي الثاني – مقتطفات من كتاب ميريانا “قلبي سوف ينتصر”

كما وعدناكم بنشر مقتطفات من كتاب ميريانا الجديد “قلبي سوف ينتصر” ارتأينا أن نترجم لكم مقدّمة الكتاب وجزء من الفصل الأول على أن نكمل ترجمته في أقرب وقت.

تتحدّث ميريانا في الفصل الأول عن طفولتها في مدينتها سراييفو وعن زياراتها الصيفية الى بيت عمّها سيمون وزوجته سلافا في مديوغوريه. وتشرح الإختلاف الكبير بين حياة أبناء المدينة وأهالي مديوغوريه خصوصاً في الفترة التي سبقت ظهورات السيّدة العذراء في عام 1981 وهم يقبعون تحت الحكم الشيوعي الإلحادي.

مديوغوريه بيتي الثاني

المقدّمة

اسمي ميريانا. اختبر رؤى للسيدة العذراء منذ اكثر من 35 عاماً. لا يمكنني قول ذلك بطريقة مباشرة أكثر.
أدرك أنه قد يكون من الصعب تصوّر حدوث أمر كهذا في العصر الحديث. حتى لبعض المؤمنين، المعجزات هي أمور من الماضي. لكني أشكّ أن هنالك إنسان شعر بصدمة أكثر مما شعرتُ انا عند بدء هذه الأحداث.

لم أكن أعرف أن أمور كهذه ممكن أن تحدث، خصوصاً في مديوغوريه، قرية صغيرة في يوغوسلافيا السابقة.
يجب أن تعرفوا أنه قد تم اختباري من قبل أطبّاء وعلماء من جميع أنحاء العالم.
وهم جميعهم متّفقون على شيء واحد: أنا طبيعية تماماً.حتى أنني أملك شهادة خطيّة في الأمر.
لذلك، قبل أن تشكّك في أمر صحّتي العقلية، مع ابتسامة على وجهي، أسألك بكل بساطة:
هل لديك وثيقة رسمية تؤكّد صحّتك العقليّة؟ لا أكتب لاقنعك بتصديقي. انا مجرّد رسول،
وأرغب في مشاركة قصتي مع الأمل في أن تجلب بعض الراحة لعالم اصبح فيه السلام نادر بشكل متزايد.
قَولي بأن حياتي تغيّرت بعد ظهر 24 يونيو 1981 يكاد لا ينقل عظمة ما حدث.

حتى ذلك اليوم، كنت أعيش تحت ثِقل يد الشيوعية، واحتمل العديد من تفاقمات الأوضاع التي رافقت النظام.
لكن المعاناة الأسوأ بدأت بعد أن اختبرت انا وخمسة أولاد آخرين، أمراً يفوق الطبيعة.

الذي شاهدناه غيّرنا جذريّاً. وغيّر عائلاتنا، وملايين البشر حول العالم.
لكنه أيضاً أثار غضب النظام الشيوعي اليوغوسلافي.
خوفاً من أن شهادتي تشكّل خطراً على الحكم، أعلن الشيوعيين بأنني عدوّة الدولة حين كنت ابنة 16 سنة فقط.ربما هناك ما يبرّر مخاوفهم، لأنني أصبحت أعرف أمراً أعظم بكثير من الحكومة الشيوعية
– في الواقع أعظم بكثير من أي شيء على الأرض… أصبحت أعرف حبّ الله.

مديوغوريه بيتي الثاني

الفصل الأول

في البداية، من بين الشهود الستة، كنت أنا الغريبة اللامنتمية.
خلافاً للآخرين، ترعرعت في سراييفو. بشوارعها المزدحمة ومبانيها الشاهقة.
كل شيء حول مدينتي كان تناقض صارخ مع الحقول والطرق الترابية، والبيوت الحجرية التي في مديوغوريه.لكن أكبر بكثير من هذه الإختلافات المادية بين المنطقتين، هو الإختلاف الثقافي.
كانت مديوغوريه مأهولة بغالبيتها من الشعب الكرواتي. شعب فخور الذي تحمّل مصاعب لا تحصى على مرّ عصور التاريخ.
سواء في مواجهة الغزاة الأتراك او الشيوعيين الطغاة، بقي سكان مديوغوريه أوفياء لإيمانهم الكاثوليكي.

حتى عام 1981، أولئك الذين عاشوا في مديوغوريه كان عليهم أن يحرصوا بسرّية على معتقداتهم حتى لا يلفتوا اليهم رقابة الحكومة.
سكان سراييفو، من ناحية أخرى، كانو مزيج ملوّن من مختلف الناس الذين سكنوا بقيّة يوغوسلافيا.
تسمّى سراييفو أحياناً “القدس الأوروبية”. سكانها الذين يبلغ عددهم حوالي 400.000 شخص يتكوّنون من 45% من البوسنيين المسلمين، 30% من الصرب الأرثودكس، و8% منّا الكاثوليك، وحتى مجموعة صغيرة من اليهود.
الأيديولوجية السائدة في تلك الأياك كانت الشيوعية الملحدة.

خلال مرحلة طفولتي، كان لدي العديد من الأصدقاء، من الديانات والخلفيات المتفاوتة.
في الواقع، من بين أصدقائي في سراييفو، فقط القليل منهم كانوا من الكاثوليك.
كان المسلمون والأرثودكس أكثر انتشاراً. يسيطر على أفق المدينة المآذن وأبراج وقبب الكنائس البيزنطية.
كان لدي أصدقاء من الديانتين، ولكن لم نكن نقلق بشأن اختلاف عقائدنا.
أحياناً كنت أحتفل معهم بأعيادهم، وهم يحتفلون معي بالأعياد الكاثوليكية.
تعلّمت اخترام الناس من الديانات الأخرى حتى قبل أن تعلّمنا السيّدة العذراء أن ذلك هو الأمر الصحيح فعله.

مديوغوريه بيتي الثاني

خلال السنين، كنت أنجذب باستمرار الى قضاء الصيف في مديوغوريه.
على الرغم من أن المنازل كانت تفتقد الى المياه الجارية. كنت أقضي أغلب أوقاتي في العمل تحت الشمس الحارقة.
عاش كل من عمّتي وعمّي وأبناء عمومتي في مديوغوريه، كان والدَيّ يسمحان لي بالبقاء عندهم عاماً بعد عام.
كانت مديوغوريه بيتي الثاني. عمّي سيمون وعمّتي سلافا عاملوني كإبنة لهما، لذا لم أشعر مطلقاً أنني مجرّد ضيفة في بيتهم. إبنتاهما الكبيرتين، ميلينا وفيسنا، كانتا بالنسبة لي اختين وليس ابنتي عم.

كنت أنام في غرفتهما وكنّا نتحذث في الليل مطوّلاً الى أن يطلب منّا أخوهما الصغير فلادو أن نهدأ. او الى أن تستيقظ يلينا الأخت الصغرى على صوت ضحكاتنا.
محصورة بين الجبال، تتألّف رعيّة مديوغوريه من 5 ضَيعات صغيرة. تأسست في 15 مايو 1892، ووُضعت الرعيّة تحت حماية القديس يعقوب الرسول – شفيع الحجّاج- اختيار بدا بعد 90 عاماً بأنّه اختيار نبوي.

كنيسة مديوغوريه بنيت وسط الحقول
كنيسة مديوغوريه بنيت وسط الحقول

كنيسة القديس يعقوب الأولى، بُنيت سهواً على أرض غير مستقرّة. لذا بُنيت من جديد ودُشّنت عام 1969.

في البداية، لم يفهم أحد لماذا بنى الكهنة هذه الكنيسة الكبيرة لرعية صغيرة.
لكن بعد أحداث 1981، بدت الكنيسة في كثير من الأحيان صغيرة جداً.

عمّي وزوجته عاشوا في قرية بياكوفيتشي، ضيعة صغيرة عند سفح تلةّ اسمها بودبردو. مثل كل عائلات مديوغوريه، وفّروا لقمة العيش الشحيحة من زراعة التبغ والعنب ومحاصيل أخرى.

بينما كانت منازل هرتسيغوفينا التقليدية من الحجارة والأسقف القرميد البرتقالي،
كان منزل عمّي سيمون اكثر حداثة ومبني من الطوب والجصّ.
لم يفهم أحداً في مديوغوريه لماذا أحبّ مديوغوريه كثيراً. ولا حتى والدَيّ. في البيت، توفّرت لي كل وسائل الراحة في حياة المدينة، والتي عمل والدَيّ بجهد على توفيرها. بالمقارنة، الحياة في مديوغوريه كانت شاقّة وأصعب بكثير.

كان على سكّان القرية زراعة غالبية طعامهم، وتقنين المياه، والعمل فقط من أجل البقاء.
ومع ذلك، كانت هذه البساطة هي التي جذبتني الى مديوغوريه كل صيف. التسع سنوات الأولى من حياتي في سراييفو، عاملني والدَيّ كالأميرة.
خصوصاً أبي. إذا طلبت مني أمّي غسل الأطباق، او وضع الغسيل، كان هو يقوم بذلك عنّي.
كانوا أيضاً يحضرون لي الفطور أحياناً الى السرير.

في مديوغوريه

كفتاة صغيرة، استمتعت باللعب مع أبناء عمّي وأصدقائهم.
كنا نتسابق في الحقول المفتوحة، ونلعب القط والفأر في كروم العنب.
خلال هذه الزيارات الصيفية عرفت الحريّة الريفية التي لا يمكن للمدينة أن توفّرها.
صبي واحد كان لطيفاً معي بشكر خاص. اسمه ماركو. يكبرني بسنة واحدة.

كان لديه شعر أسود كثيف وعينين بلون القهوة. عمّ ماركو كان متزوّجاً من خالتي.
لذا كنت أراه دوماً في بيت خالتي على مرّ السنين (أصبح ماركو فيما بعد زوج ميريانا) .
وكانوا أهالينا يستمتعون برفقة بعضهم البعض. لذلك عندما كانوا يزوروننا في سراييفو، كان ماركو يأتي معهم دائماً.

picture-16-medjugorje-a-portfolio-of-images-pg-70-all-six
الرؤاة الستة في الأيام الأولى من الظهورات

اشترك بالنشرة البريدية للموقع

أدخل بريدك الإلكتروني للإشتراك في هذا الموقع لتستقبل أحدث المواضيع من خلال البريد الإلكتروني.

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق