ما هو نذر الذبيحة الذي يرغبه يسوع من كل نفس وماذا يقول عن أهميّتها وفوائدها؟
كلمات الرب يسوع للراهبة مريم للثالوث
بواسطة نذر الذبيحة وبالصمت والإصغاء في الصلاة التأملية، يَنعم المسيحي بسعادة إلهية، ويستنير وينير العالم لكي يتوجّه الى يسوع، ويكون قدوة صالحة للجميع. ويسوع لا يخلّ بوعده، ويُغيّر الشبيبة والمجتمعات الى الأفضل أدبياً وإيمانياً. نذر الذبيحة هو أن يُقدّم المسيحي ذاته الى يسوع ويحتمل كل الآلام ويضحّي بفرح من أجل تعويض الرب يسوع عن الخطايا والإساءات.
قال الرب يسوع لمريم للثالوث:
“أريد أن تفهم كل نفس أنها عزيزة علي بنوع فريد، وأن لها في قلبي مكانها، ولا يستطيع أحد أن يستولي عليه، وأن لها رسالتها التي لا يستطيع أحد أن يتمّمها عنها. أكتبي ذلك.
أريد أن تفهم كل نفس أن حبّي القدير يحوّل ما تعطيه لي، ويجعله ثماراً رائعة للحياة الأبدية. ولكن إذا لم تعطوني ما تركت لقرار حرّيتكم وسخائكم، فإني أنا الذي أستطيع أن أخلق عوالم جديدة، لا أستطيع أن أعمل ما كان يجب أن تعملوه بمبادرتكم، إذا رفضتم لي مشاركتكم البشرية. أكتبي ذلك.
فإذا فهمت كل نفس متديّنة أن حبّي بحاجة إليها، وأني أنتظرها في السر والعلن لكي أعيش معها حياة داخلية سرّيّة، فإنها تمتلئ سعادة. فلن يكون عندئذٍ في حياتها لا وهن ولا حزن ولا غضب ولا ضجر ولا فراغ في خدمتي.فتزول عندئذٍ من النفس كل مداهنة وكل تشويه.
إني أتواضع وأظهر صغيراً جداً بقربكم… ولكن هنالك من لا يريد أن يؤمن بألوهيّتي التي تختفي تحت الأعراض التي اخترتها. إن النفس التي تمرّ بقربي من غير أن تراني، تتألّم من عزلتها. إنها تبحث في الخلائق، عن السعادة التي لا يستطيع الناس أن يوفّروها لها.
أما النفس التي تجدني في ذاتها، فإنها تجد كمالها وتستقبل روحي، وتصغي إلي، ولا همّ لها سوى الإصغاء إلي واستقبالي. وعندئذٍ كل شيء يصبح لها مفيداً وقابلاً للإستعمال، كل شيء يصبح لها ثميناً، كل شيء يصبح لها هديّة وحياة من الله.
آه يا ليت كل نفس تفهم ذلك، أكتبيه”؛
قال لها “أكتبيه”. فكتبته. وعاشت ما كتبت.
وعلى النفوس أن تقرأ كلام يسوع وأن تتأمل فيه، فتعود الى ذاتها، وترى ما ينتظر يسوع منها في سبيل خلاصها وخلاص الكثيرين غيرها. رغبة يسوع أن تفهم كل نفس ذلك، فتُقدِم على نذر الذبيحة وتلتزم في أوقات معينة كل يوم، بالإصغاء الى يسوع، وتجعل من حياتها كلها فعل محبّة ليسوع، فتكون من جملة النفوس التي قال عنها يسوع:
“نعم، هناك عدد كبير من الذين يضحّون من أجلي ويُنقذون الحُبّ والعدل من الدمار. منهم من يتقبّلون التضحية المفروضة عليهم فيمجّدوني بصبرهم واحتمالهم نتائج الخطايا التي لم يرتكبوها. إنهم يُعوّضون عنها بمحبّتهم وغفرانهم. وهناك من يُقدّمون ذواتهم حُبّاً وطوعاً كي يعوّضوا، فهم يمجّدونني بالأكثر، ويعطونني أكبر برهان على حبّهم لي. إنهم خرافي وهم يعرفونني ويعرفون صوتي، فهل تريدين (تقدمة النفس من خلال نذر الذبيحة)؟
وأنت هل تريد؟