ما هو السجود المتواصل للقربان الأقدس وما هي شروطه والنِعم التي نكتسبها من ممارسته؟
ما هو السجود المتواصل للقربان الأقدس؟
السجود المتواصل هو عبادة تكريم للرب يسوع في القربان الأقدس. في جميع أنحاء العالم، يستجيب المؤمنون لطلب المسيح في “البقاء ساعة معه”. كل أسبوع يصرف المؤمنون ساعة يقضونها في سجود وفي تأمّل بوجه يسوع الإفخارستي. يمكن اليوم العثور على كنائس تقيم عبادة مستمرة للقربان الأقدس في كل بلد تقريباً.
في ساعة السجود، القربان الأقدس حاضر ويسوع يُكرَّم. ساعة السجود هي تأمّل في سرّ المسيح وحضوره الفعلي في القربان الأقدس المحبوس والمصمود على المذبح، والانفتاح على نِعمه.
من خلال عبادة الرب يسوع في سر الإفخارستيا، يوجّهنا الرب بنفسه ويحوّلنا بلطف. ثم تتجدّد مشاعر العبادة وتتدفّق من خلال القربان الأقدس، وينتعش إيماننا من جديد بوجود يسوع الحقيقي والفعلي في بيت القربان
ما هي شروط السجود المتواصل؟
السجود المتواصل هي عبادة إفخارستية التي يتحّد فيها أعضاء رعية معينة ويتناوبون في السجود أمام القربان الأقدس دون انقطاع، في الليل والنهار (24 ساعة متتالية)
هذه الشروط تعني عدة أمور:
– السجود المتواصل هي أن يكون هناك دائماً شخص واحد على الأقل يصلّي أمام القربان الأقدس.
– السجود المتواصل هو مستمر، ولا ينقطع إلا لسبب قاهر أو ظرف لا يمكن التحكّم به.
– السجود المتواصل يمكن تحديده لزمن معيّن: لعدة ساعات، يوم كامل، اسبوع أو ثابت طوال السنة (24 × 365)
-السجود المتواصل يقام في الكنيسة او في كابيلا او معبد صغير.
الفوائد الروحية والنِعم التي تجتنيها الرعية من خلال السجود المتواصل هي:
– ازدياد الحضور أثناء القداس وتقبّل الأسرار
– عودة البعيدين وازدياد في عدد الإرتدادات الى حضن الكنيسة
– إحياء الإيمان وظهور دعوات كهنوتية
– تجديد الحياة الأسرية المسيحية
– ازدياد الرغبة في نشر البشرى السارة للآخرين
– إنعاش الروح الجماعية
بالرغم من أن السجود للقربان الأقدس ينتج دائما ثماراً استثنائية، بنفس الوقت يجب أن نتذكّر أنّ الرب يسوع يستحقّ أوّلاً أن يُعبد لشخصه حتى لو يكن هناك ثمار.
القديس البابا يوحنا بولس الثاني كان يخصّص 6 ساعات يومياً يقضيها ساجداً ومصلّياً أمام يسوع القرباني ومرة في الأسبوع كان يمضي كل الليل بعبادة الإفخارستيا. جميع تعليمه ورسائله ووثائقه كتبها أمام القربان الأقدس المعروض على المذبح.
صلاة تتلى أمام القربان الأقدس
ربّنا يسوع المسيح،
نسجُد أمامكَ في سِرِّ القربان المقدَّس مُعترفين أنّنا غير مُستحقِّين هذا السِّرّ الإلهيّ.
لذلك نُقدِّم لكَ مع الآب السّماويّ والرّوح القدُس كلّ الإكرام والسّجود.
امنحنا يا ربّ أن نُودِعَ لكَ قلوبنا ونفوسنا بالمحبّة،
ونشتاقَ إليكَ ونلتمِسَ حضوركَ الدّائم معنا بالرّجاء،
ونتناولكَ بالإيمان يا مَن احتجَبتَ في القربان المقدَّس،
فتَغفِر لنا خطايانا وتكون لنا زاد الرّحمة والخلاص عند ساعة موتنا.
أيُّها الخبز النّازل من السّماء،
أشرِق علينا في كلّ لحظة نسجُد بها أمام جسدكَ الطّاهر،
كما أشرقتَ بالمجد على رُعاة بيت لحم: فنغدو رُسُلاً لمجدكَ،
وتتحوّل النّفوس الرّافضة لرحمتكَ إلى نفوسٍ تائبة ومؤمنة بكَ،
وتتلقَّى النّفوس المطهريّة غزارة رحمتكَ لتدخل مجدكَ السّماويّ.
أيّها القربان الشّهيّ، يا بحر الحُبّ والغفران، لكَ المجد إلى الأبد.
آمين.