ما القصة التي وراء تسمية كنيسة القلبين الأقدسين في مديوغورييه؟
عندما تذهب الى مديوغورييه المكان الأول الذي عليك زيارته هو كنيسة القديس يعقوب – كنيسة الرعية التي ترافق الظهورات منذ بدايتها قبل 35 عاماً. هناك عند المذبح الخارجي تقام الذبيحة الإلهية يومياً وتتلى الورديات وساعات السجود المميّزة. لكن هل تعلم أن هناك كنيسة أخرى ترافق الظهورات منذ 15 عاماً؟
إنها كنيسة ماريا بافلوفيتش، إحدى رؤاة مديوغورييه الستة. فعندما فقدت خصوصية أسرتها بسبب تدفّق الحجّاج اليومي الى بيتها لحضور ظهور السيدة العذراء لها. نصحها أقرباءها في إيجاد مكان خارج بيتها تستقبل فيه الحجّاج وقت الظهور.
في ذلك الوقت كان لديها مصلّى داخل بيتها.
فكرّت ماريا ببناء مصلّى ضمن مساحة الأرض التي تملكها عائلتها بالقرب من بيتها. بهذه الطريقة يمكنها الحفاظ على حياتها العائلية والسماح باستيعاب عدد أكبر من الحجّاج الفادمين من جميع أنحاء العالم لحضور الظهورات. خاصة في 25 من كل شهر موعد الرسالة الشهرية.
تحمّست ماريا جداً للفكرة وباشرت بوضع الأساسات للكنيسة الصغيرة، بجوار منزلها في مديوغورييه.
بدأ بناء كنيسة ماريا في عام 1998 من دون الإشارة إلى متى سيتم الانتهاء منها. لم يتعجّب أحد ، بما أن توقيت الله هو دائماً ممتاز، عندما انتهت اللمسات الأخيرة قبل الذكرى السنوية ال20 لظهورات السيدة العذراء في 25 يونيو، 2001. توقيت الله هو دائما كامل ومناسب. من الواضح أن الهديّة لمست قلب ملكة السلام في هذه الذكرى الخاصة.
حالاً بعد انتهاء البناء، أقامت ماريا مع زوجها باولو، تساعية لترشدهما السيدة العذراء بخصوص الاسم الذي تريد أن يعطى للكنيسة الجديدة.
خلال الظهور، قالت ماريا للعذراء المباركة. “نهدي هذه الكنيسة لكِ. أي اسم ترغيبين أن يعطى لها؟” ابتسمت السيدة العذراء بحنان، وردّاً على السؤال رفعت اصبعين دلالة على الرقم اثنين، ثم أشارت الى قلبها.
غمرت المشاعر ماريا وسالت دموع الفرح على وجهها. فهمت في قلبها أن السيدة العذراء اعطت الكنيسة اسم “القلبين الأقدسين”. بعد انتهاء الظهور كانت ماريا متأثرة للغاية وبدموع فرح أبلغت الموجودين بما حدث.
كان من الواضح جداً أن ماريا تأثرت جداً من تسمية العذراء للكنيسة بهذه الطريقة البسيطة لكن العميقة جداً.
في هذه الأيام 15 عاماً بعد هذا الحدث، عشرات الآلاف من الحجّاج زاروا كنيسة القلبين الأقدسين. كثير منهم قدّموا فيها قلوبهم لقلب يسوع الأقدس وقلب مريم الطاهر طالبين تكريس حياتهم وعائلاتهم لهما.
بداخل كنيسة القلبين الأقدسين في مديوغورييه يوجد تمثال خشبي رائع الجمال للسيدة العذراء تحمل الطفل يسوع. تقف دائماً أمامه عندما تحين ساعة ظهور العذراء لها. لكن قليلون جداً هم الذين يعرفون قصة التمثال الجميل.
هذه هي قصته:
نحّات إيطالي عقد العزم مع ابنه الرسّام على تقديم هديّة من القلب الى السيدة العذراء، مستخدمين المواهب التي منحهم إياها الله. من قطعة خشب فاخر، نحت الأب تمثالاً للعذراء القديسة تحمل الطفل يسوع، وحالما انتهى ناوله لابنه فدهنه وأبرز معالمه بألوان فرشاته. ذلك كله أمر عادي فما الذي يميّز هذا التمثال؟
ما يميّزه هو طريقة صنعه! فمع كل ضربة إزميل ومع كل لمسة فرشاة كانا الأب والإبن يتلوان السلام الملائكي من بداية العمل وحتى الإنتهاء منه. فخرج تحفة رائعة الجمال.
قدما الإثنان في رحلة حجّ من إيطاليا الى مديوغورييه يرافقهما مجموعة من الأقرباء والأصدقاء. وتوجّها الى بيت ماريا
وقدّما لها التمثال هدية منهما الى السيدة العذراء. قبلت ماريا الهدية ومنذ ذلك الحين وحتى اليوم تقف ماريا أمام التمثال
عند ظهور العذراء لها. هديّة من القلب مليئة بالحبّ للسيدة العذراء قدّمها رجلان فكافأتهما بدورها بأن أبقت التمثال تحت ناظريها.
في احدى رسائلها قالت العذراء “كل ما تفعلونه من القلب، هو ثمين عندي” 26/8/1996