قدّيسون مريميّون – القدّيس لويس ماري غرينيون دي مونفور

حياة القدّيس لويس ماري غرينيون دي مونفور
وفي الثانية عشر من عمره التحق القدّيس لويس ماري غرينيون دي مونفور بمدرسة الآباء اليسوعيين بمدينة ريت وهناك اختلط بطبقات الفقراء والأغنياء ودافع عن حياته الروحية وسط البيئة السيئة بجهاد وجدّية وكان يتشفع بالسيدة العذراء في كل خطوة يخطوها وفي ذهابه وإيابه من المدرسة يوميًا وكان يصلي أمام السيدة العذراء في ثلاث كنائس لها ولأنه عاش دائما في أحضان العذراء مريم الطاهرة فحفظ حياته في الطهارة حتى أنه لم يكن يعلم الأخطاء المضادة لها رغم أنه كان في سن المراهقة هكذا أمات حواسه فأصبح صورة حية للسلام الداخلي .
خدمته الروحية
كان للأباء اليسوعيين دور هام في حياة قديسنا حيث أعدّوه روحيًا بتكوين الأخويات (الجمعيات) للعذراء مريم التي إشترك فيها فكان يخدم بسخاء ونشاط ملحوظين فكم من الفقراء أطعمهم وكم من المعوزين ساعدهم وعريانين كساهم وكم من مرضى أواهم في المستشفيات وغيرها حيث وجد في هذه المستشفيات الرب يسوع المسيح متمثلًا في هؤلاء الفقراء والمرضى فاشتعلت في قلبه نار لا تطفأ من محبة الفقراء فتملّك لويس نداء نحو حياة أسمى فتوسل إلى السيدة العذراء بصلوات حارة لترشده إلى الطريق وبينما كان غائصًا في بحر الصلاة عند أقدام تمثال السيدة العذراء، شعر بأنه مدعو لخدمة الرب فأتّخذ قراره بعد موافقة أهله لدخول الكلية الإكليريكية.
كان القدّيس لويس ماري غرينيون دي مونفور قد بلغ سن العشرين عامًا عندما بدأ دراسته اللاهوتية وتبلور أمامه دائمًا هذا المقطع من العهد القديم الذي يقول “أترك عائلتك واذهب إلى أرض التي سوف أريك إياها”. وُلد في داخله شعورا قويا بالرسالة ظل يلازمه طوال حياته .تحلّى لويس داخل الدير بالتواضع والصبر ممتلئًا بنعمة الله تواضعًا ومحبة وهدوءًا حتى اتّهمه أصدقاؤه بالإنطواء وكلفه هذا الكثير لكنه كان يتحمل بصبر ومحبة كمثال سيده يسوع المسيح الذي تحمل الآلام من أجله . سيم كاهنًافي باريس عام 1700.