في مدرسة يسوع – كلام في غاية الروعة يقوله الرب يسوع لنا بواسطة الراهبة مريم للثالوث الأقدس
من كتاب في مدرسة يسوع مريم للثالوث الأقدس للمطران سليم الصائغ
مريم للثالوث الأقدس
مريم للثالوث الأقدس من راهبات الكلاريس في القدس توفّيت برائحة القداسة عام 1942 .كان الرب يسوع يخاطبها مخاطبات قلبية ويلقّنها رسائله المليئة بالغنى الروحي الذي يُفيد كل النفوس التي تريد أن تحيا به ومعه وفيه مهما كانت دعوتها ومهما كان مكانها في المجتمع. قام المطران سليم الصائغ بترجمة كتاب “المناجاة الروحية للراهبة مريم للثالوث الأقدس” الذي يروي قصة حياتها ومذكّراتها من اللغة الإيطالية. لكنه اختار تسمية كتابه: في مدرسة يسوع وذلك لكي يسلّط الأضواء على المعلم الإلهي وعلى طرقه في التعليم.
قال لها يوماً الرب يسوع:
“أنا أفتِّشُ عن قلبٍ يُحبُّني دون حدود، وعن إرادةٍ تذوب في إرادتي، وعن نَفْسٍ مُتجرِّدة عن ذاتها كي يملأها روحي ويملِك فيها، فهل تُريدين أن تكوني هذا القلب وهذه الإرادة؟” فأطاعت مشيئته، وكانت القلب والإرادة والنفس التي أرادها.
فيما يلي بعض من أقوال الرب يسوع لمريم الثالوث الأقدس:
61- “للمحبة انواع عديدة
هناك محبة السامري الذي يضمد جراح الجسد والنفس.
وهناك محبة من يقي الآخرين من الجراح، وذلك بالسهر والعمل في كل المناسبات، فيقدم لهم ما يريد أن يقدمه الآخرون له.
أما أهم نوع من المحبة فهو المحبة الداخلية حيث تغرق النفس في الله بحيث لا يكون لها هم سوى أن تُظهر الله وأن تعرّف به الآخرين.
إن هذه المحبة تحرّر النفوس وتوجّهها من تلقاء ذاتها إليّ، وأنا أهبها نعمة التعزية والقوة والحياة.
كذلك هناك أنواع من الإرادة الصالحة:
منها الإرادة التي تعطيني أعمالكم، والإرادة التي تعطيني حرّيتكم وإرادتكم، ومنها الإرادة التي تتّحد بي في آلامي وتقدم لي ذاتها ضحية، لكي تشاركني هي أيضاً في التعويض عن الخطايا.
هذه هي الإرادة الصالحة التي يتحلّى بها أصدقائي وأحبائي.
إن حبي لكم عظيم الى حد أني لم أستطع أن أعبّر عنه إلا من خلال الألم.
هكذا يحبني أحبائي. فهل تفهمين ذلك؟
تأملي كيف أحببتك، وكيف انتظرتك ولا أزال أنتظرك.
62- أريدك بكليتك لي في الألم.
كثيرون يظنون أنني بعيد عنهم بينما أنا قريب منهم.
يكفي أن ينزلوا الى قلوبهم وأن يضعوا إليّ.
68- لقد سرت في العالم أعمل الخير للجميع.
أعطيت السلام والنظام والمحبة، المحبة السهلة للجميع.
شفيتُ المرضى، غفرت للخطأة،
أفضت الفرح الحقيقي، فرح الاطمئنان،
وأعطيت التطويبات،
وبيّنت للجميع أن الله محبّة.
فإذا كان الناس لا يحبّون الله فما ذلك إلا لأنهم يجهلونه.
فيجب أن يغلبوا الشر بالخير.
فالخير ينتصر دائماً، لكن في وقته.
69- أنظري في أي حال وضعوني.
أنظري الى أين قادني حبّي للبشر.
لقد عوّضت عنهم جميعاً، لكي أربح قلوبهم وأملك فيها.
لقد صلبَتني حرّيتكم.
إني أستطيع كل شيء في قلب من يحبّني.
ولكن إذا القلب لم يحبّني، فأنا لا أستطيع شيئاً.
وإذا لم يحبّني أحد فما ذلك إلا لأنهم لا يعرفونني.
إعملي على أن يعرفوني.
– ولكن كيف يا رب؟
– بالطرق التي أنا سلكتها: الألم الذي يعوّض والحبّ الذي يعطيهم الله.
105- الحب والألم لا ينفصلان
صدّقيني أن الذين أحبّهم حبّاً مميزاً أُكرِمهم بالألم. فعندما لا تحبّين أو عندما تتوقّفين عن الحبّ
فما ذلك إلا لأنك لم تتألّمي بعد من أجل الشخص الذي لا تهتمّين به.
فكلما ازداد الألم من أجل نفس إزداد الحبّ لها.