الكنيسة المقدسة

عذراء مديوغوريه تشفي “فليريدا” من الفليبين بعد أن التقت بالرائية فيتسكا التي صلّت من أجلها

“فليريدا” من الفليبين اكتشفت أنها مريضة بسرطان الكبد ولم يتبقَّ لها الكثير من الوقت، فسافرت الى مديوغوريه لتطلب شفاعة السيدة العذراء ومساعدتها. فيما يلي شهادتها كما أدلت بها:

“في نوفمبر من عام 2010، تلقيت نتائج فحص تُبيِّن أن لدي ثلاثة أورام سرطانية في الكبد. سافرت إلى مديوغوريه، لأطلب من الأم المباركة أن تصلي من أجل شفائي، ولكني أيضاً استسلمت كلياً لفكرة الموت. لا أحد منا سيبقى هنا على الأرض إلى الأبد. نحن سنعود إلى وطننا – السماء.”

“في يوم وصولنا، عندما ذهبنا لرؤية فيتسكا تحدّث الحجّاج، على درجات منزلها الوالدي في مديوغوريه، وكنت آمل أن أكون واحدة من الثلاثمائة حاج الطالبين صلاة من فيتسكا، التي وضعت يديها بشكل فردي على كل حاج من الحاضرين. شعرت أنني أحتاج إلى صلواتها، ولكن مجموعتنا وصلت متأخرة ووقفنا بعيداً، بعض الحجّاج كانوا ينتظرون مدة ساعة أو ساعتين لسماع كلام فيتسكا، رأيت أنني لن أكون قادرة على الاقتراب منها. فقلت في قلبي “، حتى إن لم تصلي فيتسكا من أجلي أنا أعلم، يا مريم أمّي، أنك سوف تصلين من أجلي لدى ابنك يسوع”.
“عندئذ، سحبني مرشدنا السياحي، ميكي موسى، من مكاني. زوجي ماكس كان يقف بالقرب مني. لم يقل لي ميكي الى أين يأخذني، لكنه استمر في التقدّم ، الى أن وجدت نفسي أقف بالقرب من الدرجات حيث كانت فيتسكا تقف. علمت حينها أنها سوف تضع يديها على رأسي وتصلي من أجلي بعد ان تنتهي من الحديث. غمرني شعور بالفرح والامتنان، فأصبحت هيستيرية وبدأت أبكي.”
“في الوقت نفسه، شعرت بالسوء، لأني تقدّمت على هؤلاء الناس الذين كانوا ينتظرون وقتاً طويلاً. كنت أرتدي نظارات شمسية كبيرة، فسألني أحدهم: “هل أنت عمياء؟”
“جيد!” فكرت في نفسي. دعهم يفكرون أنني عمياء، حتى لا يشعر أحد منهم باستياء. لأنه يجب أن يكون هنا شعور بالسكون والسلام والأمل والفرح في قلوب الناس في هذه اللحظة، وليس لأن حياتهم مثالية، ولكن لأن الأم المباركة حاضرة مع كل منهم.
ثم قالت لي امرأة كرواتية: “هل تريدين أن تصعدي الدرج؟”
“أنا؟” سألت
قالت “نعم”.

في لحظة، كنت واقفة على الشرفة. قال زوجي إنه شاهدني، وتساءل كيف وصلت هناك بهذه السرعة.

ثم مرّت فيتسكا أمامي وهمس ميكي شيئاً في أذنها. نظرت إليّ بحنان وطلبت مني أن أذهب الى داخل البيت.
بدأت بالبكاء الهيستيري مرة ثانية. فنظرت إليّ وقالت: “ششششش…” كأنها تقول “لا تقلقي. كل شيء سيكون على ما يرام. يجب ألا يكون هنا شيء سوى الفرح”. عندئذٍ عانقتني بشدة لوقت طويل. خلال هذا العناق، شعرت كأنني أُعانَق ، ليس من قبل فيتسكا، بل بين يدي مريم الأم المباركة بنفسها.

“من فضلك صلّي لأجلي” قلت لها
“أعرف. أعرف”. كانت تعلم لماذا أنا هنا.
طلبت مني فيتسكا أن أجلس على الأريكة ووضعت يدها اليمنى فوق رأسي وبدأت تصلي باللغة الكرواتية، بينما استمرّيت بالبكاء. بعدها ارتاحت روحي بسلام. عندما عدت الى نفسي قال لي طاقم قناة ABC أنني بقيت مستلقية على جانبي الأيمن لمدة نصف ساعة، لكنني لم أعي ذلك أبداً.

لشرح ما حدث بعد ذلك، أود أن أذكر أنني أتكلم أربع لغات، مع اللغة الإنجليزية هي لغتي الثانية. جئت إلى الولايات المتحدة قبل اثنين وأربعين عاما، في سن الثانية والعشرين. عندما كنت طفلة صغيرة نشأت في الفليبين، تحدث والدي معي في لهجة تدعى بامبانغو. لسنوات، لم أكن قد استخدمت أو سمعت هذه اللغة، وخاصة منذ توفي والدي. زوجي يتكلم فقط الإنجليزية والتاغالوغية  اللغة الوطنية في الفليبين.

بينما كنت مستلقية، مستريحة روحياً، كنت أفكر في الأم المباركة، وروحي في هدوء تام، مغمورة بسلام سماوي جميل. شعرت بوجود مريم معي. لم أتمكن من رؤية وجهها، لكني كنت أعرف أنها كانت هناك. ثم تحدثت معي بصوت جلي كصوت أي امرأة تتحدث معي خلال ساعات الصحو. بلهجة بامبانغو، بلغة طفولتي، سمعتها تقول: “ابنتي، لقد أتيتِ”. هذه الكلمات القصيرة الثلاث تحتوي على الكثير من المعنى والحب! شعرت أنها كانت تبتسم في وجهي وتعبر عن فرحتها بمجيئي الى مديوغوريه. استيقظت باكية ومبتسمة في نفس الوقت، وكأني منعدمة الوزن.

والفحوصات الطبية التي أخذتها في تشرين الثاني / نوفمبر بعد عودتي من مديوغوريه؛ وحيث كان ثلاثة أورام سرطانية في الكبد، هناك الآن واحد فقط. أشعر أنني بحالة جيدة، ليس لدي أي أعراض على الإطلاق. أكل جيدا. أنام ثماني ساعات في اليوم. أنا قوية جداً. منذ أيام فقط، زرت طبيب أخصائي الأورام من ألمانيا، قالت لي إنها، في حياتها المهنية بأكملها، لم تر أي شخص مصاب بالمرحلة الرابعة من مرض السرطان تبدو في صحة جيدة مثلي.

أومن أنني شُفيت. سأعرف أكثر بعد أربعة أشهر. أنتظر بفارغ الصبر عودتي الى مديوغوريه، لأشكر الرب على نعمة شفائي التام. حالياً، لقد سلّمت نفسي بالكامل للرب. أنا لا أخشى الموت. مما اخاف؟ نحن مسافرون في رحلة. قبل أن نترك هذه الحياة، نمر عبر العديد من التلال والوديان، ومن ثم سوف تنتهي جوازات سفرنا. في نهاية الحياة، الله سوف يهتم بأحبائنا، الله سوف يهتم بنا. علينا أن نعود إلى وطننا. وإذا لم يكن وقتي قد حان بعد، قد قلت لله: “إذا كنت ستمدد مدة بقائي هنا على الأرض، فإني سأتحدث عنك. سوف أتكلم عن قوّتك، رحمتك، مجدك، وحبّك غير المشروط. “

بعد أن أدلت بشهادتها بفترة قصيرة أكّدت الفحوصات والتحاليل الطبية أنها تعافت بالتمام من مرض السرطان ولم يجد الأطبّاء أي أثر للأورام السرطانية في الكبد. وجميع المستندات والوثائق الطبية أرسلت الى مكتب الرعية في مديوغوريه.

اشترك بالنشرة البريدية للموقع

أدخل بريدك الإلكتروني للإشتراك في هذا الموقع لتستقبل أحدث المواضيع من خلال البريد الإلكتروني.

الوسوم

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. يا عذراء ميديغوريه،وحدك تعرفي ما هو في سر حياتي . لطالما عشت حياتي و انا أفكر بك أولاً واناديكي ، كي تساعديني في الضيقات . وكنت اسأل يسوع المصلوب ،الذي هو ربي وإلهي ومخلصي بان لا يتركني عند مفترقات هذه الحياة العابرة . مرَّ علي الكثير في هذه الحياة ولكنني لا اعرف ان اوصنفن نفسي . فأنا دائماً مضطربة ، اكثر ما أعاني منه هو مرض الكآبة ووجعالنفس والروح وعواقبهما . ان كل ما اطلب من العذراء هو شفاء نفسي لأنها توجعني كثيراً وتجعلني ضائعة . ربما تعب مني زوجي او أولادي او كل إنسان ، لهذا أُطلبي لي الغفران والسماح من ابنك الرحوم ربنا وإلهنا يسوع المسيح ، الذي اثق به ودائماً والى الأبد ،آمين. فلتكن مشيئتك يا رب ،وَيَا أمي العذراء صلي من اجلي ،الشكر للرب ولأُمه العذراء والى كل إنسان سمع بحالي .

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق