ظهورات العذراء “سيّدة الآلام” في الإسكوريال – إسبانيا
ظهورات العذراء “سيّدة الآلام”
في مطلع الظاهرة، عام 1981 كانت أمبارو تتلفّى يوميًا تقريبًا، رسائل من العذراء “سيّدة الآلام” ومن الرب يسوع، وأحيانًا من الملاك ميخائيل، تُهدّد بكوارث مريعة ستنقّض على البشرية، محذّرة من أن الكثيرين، مع ذلك، لن يؤمنوا لأن قلوبهم قد تيبّست.
هذه الرسائل تُبلّغ من خلال السيدة أمبارو وهي في حالة انخطاف، وغالبًا في أثناء تلاوة الوردية خاصة عند تأمل السر الرابع (تقدمة الطفل يسوع الى الهيكل وتطهّر العذراء). وحينئذٍ تكون أمبارو غير واعية لما تقول. فتنطق بما يتخطّى إدراكها، مستخدمة عبارات وألفاظًا لا مكان لها في قاموسها المألوف. وغالبًا ما تستفسر لاحقًا عن معنى ما تلفّظت به.
تشترك رسائل الإسكوريال مع رسائل الظهورات الأخرى بالدعوة الملحّة الى الصلاة والتوبة، والعودة الى دروب الله، والتسامي فوق المغريات الأرضية، وممارسة فضيلة المحبة، والسخاء في البذل والتضحية.
وكثيرًا ما شدّدت العذراء في دعوتها الى الإقتراب المتواتر من مائدة الإفخارستيا والتغذّي بها، والتمهيد الى ذلك بالإعتراف والمشاركة في الذبيحة الإلهية. ولطالما أكّدت العذراء: “إبني وحيد وحزين في مخبأ القربان” ودعت الى زيارته بإطراد ولهفة.
وشدّدت العذراء “سيّدة الآلام” على جدوى تقديس يوم السبت الأول من كل شهر، بحضور القداس وبالإعتراف والمناولة، واعدة بإسباغ نعمها على من يقوم بذلك، وعلى مساندته ساعة موته وعلى إعفائه من آلام المطهر، والإكتفاء بإظهاره له وهي تقوده الى الفردوس.
كثيرًا ما جدّدت العذراء دعوتها الى تلاوة صلاتها الأثيرة، أي المسبحة الوردية. وفي هذا السياق أعربت عن رغبتها في إدخال إضافة الى القسم الثاني من “السلام” بحيث يُقال: “يا قديسة مريم، يا أمّ الله وأمّنا”، ورغب يسوع أن تُضاف العبارة التالية: “يا ابنة الآب وزنبقة الطهارة، يا أمّ الكلمة المتجسّد وبنفسجة التواضع، يا عروس الروح القدس ووردة المحبّة”.
وما أكثر ما تطرّقت رسائل الإسكوريال الى تفاقم الشرور التي يشيعها إبليس في العالم، وحذّرت من سطوته وتسلّله الى محراب الكنيسة، والى الشبيبة التي يجهد في دفعها على دروب الفسق، والملذّات المدمّرة المؤدية الى هلاك نفوسهم! وقد نصحت العذراء بمقاومة عمل إبليس بتلاوة الوردية وبالتوبة والتضحية والمحبّة.
هذه الدعوة التي لا تني العذراء تطلقها في كل أرجاء العالم، تمهيدًا لفجر جديد، فجر عهد روحي، مجيد متألّق، ألمح اليه يسوع وأمّه في مناسبات عديدة.
تميّزت رسائل العذراء “سيدة الآلام” في الإسكوريال عن رسائل سائر الظهورات، بالدعوة الملحّة الى التضحية والتكفير عن الخطايا التي تُدمي قلب يسوع، وتُحزن قلب أمّه.
وكما كانت قد فعلت العذراء في لاساليت وجّهت دعوة خاصة الى الصلاة من أجل الكهنة والمسؤولين الروحيين والأشخاص المكرّسين، الذين يخونون العهد وتراخون في النهوض بالرسالة التي تطوّعوا لخدمتها. واستخدمت عبارات عنيفة تقطر مرارة للتنديد بسلوك طائفة واسعة منهم، باتو يؤثّرون العالم على الله، ويسلكون سلوكًا مشينًا، أو يخجلون من التبشير بالإنجيل بكل صرامته ومقتضياته، ويحجمون عن السلوك وفقًا لهذه المقتضيات وينتهون الى تشويه الإنجيل.
لطالما وصف الرب هؤلاء “بالموظّفين المأجورين” فكثيرون منهم “يستخدمون الكنيسة ولا يخدمونها” وهو يهيب بهم: “دعوا وظائف العالم المادية، من جل كنيستي. أجل يا أبنائي، ألا ترون أنّ إبليس يدمّر ما بنيته أنا؟ وكم سيكون حسابكم عسيرًا يا أبنائي، أكثر من العلمانيين، لأنكم إلتزمتم بنذر، وقطعتم عهدًا!”
والعذراء من جانبها تشكو: “وا أسفاه، يا أبنائي! سابقًا، كان كبيرًا عدد النفوس التي كان بوسع قلبي السكون إليها. لكن الآن، حتى في الأديرة ذبلت الزهور”. وأكّدت العذراء المرّة لو المرّة، حزنها بسبب إعراض المكرّسين عن واجب الرعاية الروحية، وتخاذلهم حيال واجبات الصلاة والإنضباط والإلتزام بروح الفقر، والوفاء المطلق لتعاليم الإنجيل والكنيسة، حتى باتوا يجرّون رعاياهم الى الضلال والتهلكة، عوضًا عن إرشادهم وقيادتهم على دروب الخلاص.
وثمة رسائل شخصية موجّهة الى الرائية أمبارو، داعية إياها الى التواضع والتألّم تكفيرًا عن الخطأة، من أجل ارتدادهم، و”من أجل النفوس المكرّسة” و”من أجل خلاص البشرية” و”من أجل النفوس المتألمة في المطهر”.