شهر مع أصدقائنا الأنفس المطهرية

شهر مع أصدقائنا الأنفس المطهرية – اليوم الثالث والعشرون

شهر مع أصدقائنا الأنفس المطهرية 

اليوم الثالث والعشرون -ذبيحة القداس تساعد الأنفس المطهرية 

1. تقدمة يسوع المسيح

       من كلّ الأدوات التي تكلّمنا عليها من أجل راحة الأنفس المطهريّة تبقى تقدمة الذبيحة الإلهيّة الأداة الأكثر فعاليّة. وهو مثال معزٍّ لإيماننا وسبب ذلك أنّ فعاليّة الذبيحة الإلهيّة تقدّم بشخص سيّدنا يسوع المسيح وباسمه. على المذبح كما على الجلجلة التّضحية عينها والفاعليّة نفسها. على المذبح يسوع في القربان يقدّم ذاته بما هي ومالها إلى الآب القدّوس. إنّه يقدّم للآب كامل الكنيسة الجاهدة وكامل الكنيسة المتألّمة.

       إنّه لفرح عظيم، في مملكة الدّموع، يغمر الأنفس التي تعاني العدالة الإلهيّة عندما يحضنها يسوع ويقدّمها إلى الآب القدّوس! ويقبل الآب تضحية الابن! فهو يتعرّف إلى سمات ابنه الحبيب في تلك اللحظة المجيدة، كيف لا تتحرّر جميع الأنفس المطهريّة من أسرها؟

نحن لا نستطيع فهم كنه أسرار العدالة الإلهيّة المقدّسة، إنّما ما نحن متأكّدين منه أنّ هذه الأنفس تشعر بالراحة في تلك اللحظات العظيمة. غير أنّ أحد حكماء الكنيسة القدّيسين يؤكّد أنّ عددًا كبيرًا من الأنفس المطهريّة يغادر المطهر إلى السماء بعد كلّ ذبيحة إلهيّة.

       في روما، داخل أحد الأديرة رسم يظهر القدّيس برنار يقدّم الذبيحة الإلهيّة وأنفس مطهريّة تتحرّر من أسرها وتصعد إلى السماء خلال القدّاس.

       لماذا لا نفكّر إلاّ قليلاً بهذه النِّعَم المميّزة؟ ففي معظم العائلات المسيحيّة يقدّم القدّاس عن أنفس الموتى في اليوم الثامن أو التاسع من الوفاة، كما تُقام الذكرى السنويّة لهم. هل نفكّر بذلك؟

    المطهر

  2. نقدّمها مع المسيح

       إذا كانت إمكانيّاتك الماديّة لا تسمح لك، عادة، بإقامة الذبيحة الإلهيّة، لا تنسَ أنّك قادر على تقدمتك بنفسك من خلال مشاركتك الفّعالة بالقدّاس، فتتّحد صلواتك مع صلوات الكاهن وصلاة السيّد المسيح.

       عندما تكون قرب المذبح مشاركًا في الذبيحة الإلهيّة تنال كلّ النِّعم من الحمل الطاهر، وتقدّمها إلى أحبّائك، وفي الوقت الذي تقوم مريم ويوسف بتسديد خطى الطفل الإلهيّ وأفعاله، تمارس أنت “سلطة” على يسوع في سرّ الإفخارستيّا حيث يجعلك سيّدًا في توزيع نعمه. بذلك تنشر دمه الإلهيّ على الأنفس المباركة في المطهر، كما أنّك تقدّم لهم ثمار الذبيحة وما يعود لك من حقّ من جميع القداديس التي تقدّم في العالم. ذلك هو كنـز عظيم لا نعطيه حقّ قدره. كنـز تفدي بواسطته أهلك وأصدقاءك وتفتح لهم باب السماء.

       ذنبنا كبير إذا ما أهملنا الذبيحة الإلهيّة التي تساهم بوضع حدّ لآلام أنفس أحبّائنا المطالبين بنِعم المخلّص أن نفكّر بهم خلال القدّاس في صلاة ذكرى الموتى.

مثال

       أحد الكهنة القدّيسين مبشّرًا في مدينة “آرس” يخبر أبناء الرعيّة القصّة التالية قائلاً: “يا أبنائي، أحد الكهنة الأتقياء فقد صديقًا له أحبّه كثيرًا؛ فكان يصلّي دائمًا من أجل راحة نفسه. في أحد الأيّام أوحى له الله بأنّ صديقه يتألّم كثيرًا في المطهر.

فما كان من الكاهن القدّيس إلاّ أن يقدّم الذبيحة الإلهيّة عن نفس صديقه. وخلال تقديس القربان خاطب الكاهن الآب القدّوس قائلاً: “أيّها الآب القدّوس الأزلي لنقم بالمبادلة. أنت تأسر نفس صديقي في المطهر وأنا أحمل بين يدي جسد ابنك الحبيب. أيّها الآب الرحوم أطلق صديقي من أسرّه فأقدّم لك ابنك بكلّ نِعَم موته وآلامه”. قبل الربّ طلب الكاهن وعندما رفع القربان تراءت له روح صديقه تلمع في المجد صاعدة إلى السماء. لقد قبل الله المباركة.

       وأكمل كاهن رعيّة “آرس” قائلاً: يا أبنائي عندما نرغب في خلاص نفس عزيزة من المطهر لنقم بالعمل نفسه. لنقدّم إلى الآب القدّوس، بواسطة الذبيحة الإلهيّة، ابنه الحبيب بكلّ نِعَم موته وآلامه، فهو لا يرفض لنا شيئًا”. فلنتبع، نحن إرشاد كاهن “آرس” القدّيس”.

مثال آخر:

قداديس من أجل الموتى

       فقدت القدّيسة إليزابيت، ملكة البرتغال ابنتها كونستانس ملكة قشتالة، وبينما هي ذاهبة إلى مدينة سانتاريم مرّت بالقرب من إحدى الغابات. فجأة خرج من الغابة ناسك ولحق بقافلتها يصرخ:

“أريد أن أكلّم الملكة”. دفعه الحرّاس في بادئ الأمر إلى الوراء غير أنّ الملكة عند سماعها صراخه طلبت إليهم أن يأتوها به. قال الناسك للملكة أنّ ابنتها كونستانس قد ظهرت له مرارًا وهو يصلّي في منسكه طالبة إليه أن يخبر والدتها أنّها تتعذّب في المطهر ويجب على أمّها أن تقدّم القدّاس لراحة نفسها مدّة سنة كاملة..بعد هذا الكلام عاد الناسك من حيث أتى ولم يعد يراه أحد.

هزأ بكلامه كلّ من سمعه من حاشية الملكة واتّهموه بالهلوسة والجنون وبأنّه حشريّ.

  رأت الملكة أنّ ما قاله الناسك أمرٌ حكيم وقد ردّدت في نفسها “على كلّ حال تقديم القداديس من أجل راحة نفس انبتها هو من صلب المنطق المسيحي”.

عندئذٍ كلّفت الملكة الأب فرديناند ماندز المعروف بتقواه، بإقامة ثلاثماية وخمسة وستّين قدّاسًا من أجل راحة نفس ابنتها كونستانس.

       القدّيسة إليزابيت صلّت من أجل ابنتها غير أنّها نسيت ما أعطته إلى الكاهن التقيّ من حسنات للقداديس… وفي أحد الأيّام ظهرت كونستانس لأمّها مرتدية الأبيض وتشع نورًا فقالت لها: “الآن أطير نحو القداسة الأبديّة”.

       في الغدّ ذهبت إليزابيت إلى الكنيسة لتشكر الله على نعمته في تحرير ابنتها من المطهر. فاستقبلها الأب ماندر قائلاً لها: “أمس أنهيت القداديس التي طلبتها مني…” وكان ذلك ساعة ظهور كونستانس المحرّرة لأمّها… عند ذلك تذكّرت إليزابيت الناسك!

 لنصلِّ : يا ربّ، رغم ذنوب الأنفس المطهريّة التي تراها بعين عدالتك، إرأف بهم برحمتك واغفر لهم كلّما استبيح دم ابنك الطاهر على المذبح من أجل خلاصهم من الدنس. إسمع صوت هذا الدمّ الطاهر الذي لا يصرخ ثأرًا بل رحمة ورأفة.

       يا يسوع! أيّها الحمل الطاهر، يا غافر خطايا العالم كن عونًا لأخوتي الموتى. فتحرّرهم ويرقدون بسلام إلى جانبك.

 

 

اشترك بالنشرة البريدية للموقع

أدخل بريدك الإلكتروني للإشتراك في هذا الموقع لتستقبل أحدث المواضيع من خلال البريد الإلكتروني.

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق