أخبارمختارات عالمية

آه! لا يمكنكم تخيّل ما هي جهنّم! يسوع يصف جهنّم وعذاباتها وأهوالها للمكرّمة ماريا فالتورتا

آه! لا يمكنكم تخيّل ما هي جهنّم!

في نفس الفصل، حيث شرح الرب يسوع للمكرّمة ماريا فالتورتا عن حقيقة وجود الجحيم أكمل حديثه عن طبيعة جهنّم والعذابات الهائلة التي يعانيها الهالكون.

قال يسوع: قلتُ لكِ أنّ المطهر هو نار الحبّ. جهنّم هي نار العنف. المطهر هو مكان حيث تفكّري بالله، الذي أشرق عليك جوهره في لحظة الدينونة الخاصّة وملأك برغبة امتلاكه، هناك تُكفّري عن الأفعال التي عملتها وكانت تفتقر لحبّك للربّ إلهك. بواسطة الحبّ، أنت تُخضِعين الحبّ، وبدرجات متزايدة من اللطف والمحبّة المضطرمة، أنت تغسلين ثوبك حتى يصبح لونه أبيضًا ومتألّقًا لكي تدخلي ملكوت النور، التي أريتُك بهاءها قبل عدّة أيام.

جهنّم هي مكان حيث التفكير بالله، وذكرى الله، التي تلمحه النفس في الدينونة الخاصة، ليست كالمطهر، لا يوجد في جهنّم رغبة مقدّسة، اشتياق حزين، لكن مليء بالأمل، رجاء مليء بالانتظار الهادئ، سلام واثق الذي سيصل إلى الكمال عند امتلاك الله، والذي يعطي الأنفس في المطهر نشاطًا وفرح في التطهير لأن كل ألم، كل لحظة من المعاناة، تقرّبهم من الله موضوع محبّتهم. ولكن في جهنّم هناك تأنيب الضمير وغضب وعذاب وكراهية. كراهية الشيطان، كراهية البشر، كراهية أنفسهم.

بعد أن عبدوا الشيطان في حياتهم، بدل أن يعبدوني، الآن بعد أن امتلكوه ورأوا مظهره الحقيقي، لم يعُد مختبئًا وراء ابتسامة الجسد الساحرة، وراء لمعان الذهب البرّاق، وراء علامة التفوق القوية، هم يكرهونه لأنه سبب عذابهم.

بعد أن نسوا كرامتهم كأبناء الله – بعبادتهم الإنسان إلى درجة أن أصبحوا قتلة ولصوصًا ونصّابين وتجارًا للأرجاس من أجل مصلحتهم، الآن يقابلون رؤسائهم الذين من أجلهم قتلوا وسرقوا وخدعوا، وباعوا كرامتهم وكرامة الكثير من المخلوقات التعيسة والضعيفة، جعلوا أنفسهم أداة للرذيلة التي لا تعرفها الوحوش – للشهوة، صفة الإنسان المسموم من الشيطان – الآن هم يكرهونهم لأنهم سبب عذابهم.

بعد أن عبدوا أنفسهم، وأعطوا جسدهم ودمهم وسبع شهوات جسدهم ودمهم، كل ما يشتهون، حتى الشبع، وداسوا على شريعة الله وشريعة الأخلاق، الآن يكرهون أنفسهم لأنهم يرون أنّها هي سبب عذابهم.

كلمة “كراهية” تغطّي تلك المملكة اللامحدودة. إنها تزمجر في تلك النيران. تنبح في قهقهات الشياطين. تنتحب وتعوّي في نواح الهالكين. ترنُّ وتطنُّ وتطنّ مثل طرق جرس أبدي؛ تنفجر مثل بوق الموت الأبدي؛ تملأ استراحات ذلك السجن؛ إنه عذاب في حد ذاته لأنه، مع كل صوت من أصواتها (الكراهية)، يتجدّد ذكرى الحبّ المفقود إلى الأبد (الله)، والندم على أنهم رغبوا في خسرانه، والغضب من عدم القدرة على رؤيته مرة أخرى.

النفس المائتة، في خضم تلك النيران، مثل الجثث التي تُلقى في المحارق أو في الأفران، تتقلّب وتصرخ، تتوثّب مرة أخرى بالحياة وتصحو من جديد لتفهم خطأها، وتموت وتولد من جديد في كل لحظة مع آلام فظيعة، فالندم يقتلها بلعنته، والموت يعيدها للحياة مرة أخرى لعذاب جديد. إن جريمة خيانة الله في الزمان تقف أمام النفس طوال الأبدية. كل خطيئة رفض الله خلال الحياة، يبقى حاضرًا أمامها ويعذّبها إلى الأبد.

في النيران تحاكي اللهب خيالات ما عبدته النفس في حياتها. رُسمت الشهوات بمظهرها الجذّاب بضربات فرشاة ملتهبة وهي تصيح بالنفس مذكّرة إياها: “لقد أردتِ نار الشهوات. تلقّي الآن النار التي أضرمها الله، الذي سخرتِ من ناره المقدّسة”

النار تستجيب للنار. في السماء هي نار الحبّ الكامل. في المطهر هي نار الحبّ المطهِّر. في الجحيم هي نار الحب المُهان. بما أن المختارين أحبوا حتى الكمال، فإن المحبة تعطي نفسها لهم بكمالها. بما أنّ أولئك الذين يتطهّرون أحبّوا بطريقة فاترة، فإن الحبّ يصبح شعلة ليوصلهم إلى الكمال. وبما أن الهالكين يحترقون بجميع النيران ما عدا نار الله فإن نار غضب الله تحرقهم إلى الأبد. وفي النار يوجد جليد.

آه! لا يمكنكم تخيّل ما هي جهنّم! خذوا كل ما يعذّب الإنسان على الأرض: النار، اللهيب، الجليد، المياه الغامرة، الجوع، السُّهد، العطش، الجراح، الأمراض، القروح، والموت – إجمعيها في قيمة واحدة وضاعفيها ملايين المرّات. لن تحصلي سوى على ظل شاحب لتلك الحقيقة الهائلة.

سيختلط البرد الفلكي بالاحتراق الذي لا يُطاق. يحترق الهالكون بكل النيران البشرية، ليس لديهم سوى جليد روحي نحو الله ربّهم. وينتظرهم الجليد ليجمّدهم بعد أن ملّحتهم النار مثل سمكة توضع على النار لِتُشوى، عذاب داخل عذاب هو الانتقال من الاحتراق الذي يُلاشي إلى البرد الذي يُكثِّف.
هذه ليست لغة مجازية! لأن الله يستطيع أن يجعل النفوس المثقلة بالخطايا، أن يكون لديها حساسية مساوية لحساسية الجسد، حتى قبل أن تأخذ هذا الجسد. أنتم لا تعرفون ولا تؤمنون. لكن أقول الحقّ، أن تمرّوا بجميع عذاب شُهدائي، أفضل من ساعة واحدة من تلك العذابات الجهنمية.

سيكون الظلام هو العذاب الثالث. الظلام المادي والظلام الروحي. أن تكونوا في الظلمة إلى الأبد بعد أن رأيتم نور الفردوس وأن تكونوا في حضن الظلام بعد أن رأيتم النور الذي هو الله! التلوّي في تلك الأهوال المظلمة حيث في اشتعال الروح المحترقة، لا يضيء سوى اسم الخطيئة التي من أجلها سُمّرت مع هذا الهول!

لا يوجد أي دعم آخر في هذا الهيَجان المستمر للأرواح التي تكره وتؤذي بعضها البعض سوى اليأس الذي يجعلها مجنونة ومُلْعونة أكثر فأكثر. فتتغذى عليه، وتبني ذاتها عليه، وتقتل به ذاتها. يقال أن الموت يغذّي الموت. اليأس هو الموت، وسيغذي هؤلاء الموتى طوال الأبدية.

حتى أنا، الذي خلق ذلك المكان، أقول لك أنه عندما نزلت إليه لأُخرج من اليمبوس الذين كانوا ينتظرون مجيئي، أنا، الله، شعرت بالذعر من تلك الأهوال، ولو كانت صنيعة الله غير ثابتة، بما أنني كامل، لكنت رغبتُ في جعل الأمر أقلّ هولًا وفظاعة، لأنني الحبّ، وقد تألّمتُ من هذه الأهوال.

وأنتم تريدون الذهاب إلى هناك!

تأمّلوا يا أولادي، في كلماتي هذه. لا ترفضوها!

استخدموها لتشفوا أنفسكم. فالحياة ليست الأيام القليلة على الأرض. الحياة تبدأ عندما يبدو لكم أنها تنتهي، حينها لا يعود لها نهاية.

إجعلوا أيامكم تنساب وتندفع نحو المكان حيث نور الله والفرح الذي يجعل الأبدية جميلة وليس حيث الشيطان هو المُعذِّب الأبدي؛

من دفاتر المكرّمة ماريا فالتورتا – الإنجيل كما أوحيَ به لي

المصدر: jesusmariasite.org

اشترك بالنشرة البريدية للموقع

أدخل بريدك الإلكتروني للإشتراك في هذا الموقع لتستقبل أحدث المواضيع من خلال البريد الإلكتروني.

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق