ماذا تعني السيّدة العذراء بقولها “اجمعوا الصلبان المحطّمة” وما هو عالمنا الفريد من نوعه

 تأمل في رسالة السيدة العذراء الأخيرة في مديوغوريه للرائية ميريانا في 2/5/2016

“اجمعوا الصلبان المحطّمة”

غالباً ما نشعر أن حياتنا وقلوبنا منكسرة محطّمة وكلّها ألم، بسبب الخطيئة، ومع ذلك إخفاقاتنا المفتّتة ونفوسنا المحطّمة، وكل أجزاءها المختلفة، هي كالأحجار الحادة والخشنة التي تؤذي وتجرح بعضنا البعض وحتى أنفسنا، كلها مرئية تحت نظر الخالق، الذي باهتمام وحب وصبر يخلق منها شيئاً بديعاً: فسيفساء عجيب رائع من حطام جميل

هذا ما تطلبه منا السيدة العذراء بقولها “اجمعوا الصلبان المحطّمة” اي كل آلامنا ومشاكلنا واضطراباتنا ومعاناتنا وقلوبنا المتألّمة وأرواحنا المعذّبة وأن نضعها بين يدي الله الذي من هذا الحطام الذي نراه بشع وغير مرغوب فيه يخلق منه الله جمالاً يبهر العيون.

“الصلبان المحطّمة” هي ايضاً القِيَم والمبادئ التي شرّعها الله والتي تُحطّم اليوم من قبل المجتمعات مثل  البلبلة الجنسية ، زواج المثليين، الإجهاض، الإضطهادات ضد المسيحيين، المادية الغاشمة، العقم المادي التكنولوجي، وأيضاً تقلّبات الطبيعة، الفياضانات المروعة في أماكن والجفاف الحاد في أماكن أخرى، الزلازل… فضلاً عن الإضطرابات على الساحة الدولية والسياسية في معظم أنحاء العالم.

ماذا تقصد أيضاً بعبارة “رُسل التجلّي” ؟

هل تعني تجلّي المسيح العام؟ أو تقصد بها رسائلها، المليئة بالتجلّيات الخاصة والأرشادات الأمومية المليئة بالحبّ والحنان؟ هل “التجلّي” هو علامات الأزمنة؟
هل تعني بالتجلّي تلك العلامات التي تشهدها المجتمعات من ظواهر خارقة عجائبية متكرّرة، مثل بكاء التماثيل او رشح الصور المقدسة او حتى الشفاءات العجائبية التي تحدث مؤخراً في كثير من البلدان حول العالم؟
ربما هي كل ما ذُكر أعلاه!

تتكلّم السيدة العذراء كثيراً عن “العالم”.

“عيشوا السّلام في قلوبكم. وهكذا سيدفق السّلام من قلوبكم نهراً على العالم بأسره”. (25/2/1991).
“إبليس يرغب الآن كما لم يسبق له أن رغب، في أن يكشف للعالم عن وجهه المخزي”. (25/9/1991)
“يرغب اللّـه بارتداد العالم بأسره”. (25/6/2007)

ما هو العالم؟ مما يتكوّن؟ كيف يمكنني المساعدة في ارتداد العالم؟

إنه كبير جداً، ومع ذلك تطلب من السيدة العذراء مراراً كثيرة أن نساعدها في ذلك. كيف يمكن لشخص واحد الموجود في الأراضي المقدسة او في اي مكان آخر، أن يُغيّر العالم؟.
على مدى 35 عاماً تعلمنا السيدة العذراء في رسائلها أن مخطّطها هو تغيير العالم. وأنه بقدرتنا كأفراد متمييزين أن نفعل ذلك. كيف؟ حقيقة علمية هي أن 5% من فئة معينة يمكنهم تغيير ال 100%. اي أن من 100 شخص نحتاج الى 5 أشخاص لتغيير الباقين.
لأن الأمر يحتاج 5٪ فقط من الشعب لبدء ثورة. وال 95٪ يتبعون. إن أردنا ان نكون من ال 5% فنحن نحتاج أن نؤثّر فقط على  20 شخصاً.

ماذا تقصد السيدة العذراء بقولها :“كلُّ واحدٍ منكم هو عالَمٌ فريدٌ من نوعِه”.
مما يتكوّن عالمنا الفريد؟

إنه حركاتنا وأفكارنا وأعمالنا. إنه إنكساراتنا وانتصاراتنا، سقوطنا وقيامتنا، بكاءنا وضحكنا، معاناتنا وأفراحنا.عالم كل واحد منا هو ما انكسر فيه وما أصلِح. إنه شهادتنا التي نحياها.
العالم الذي يحيط بنا، عالم فريد من نوعه لنا، كأفراد، عالم ذو ثقافة منفصلة عن بقية العالم. مثل عائلة واحدة تعيش في جانب واحد من المدينة لديها محيط مختلف عن عائلة أخرى تعيش في الجانب الآخر من المدينة.

مخطط السيدة العذراء هو أن توحّد العالم.

كيف سنقوم بتحويل العالم إذن؟ معظم من زار مديوغورييه شعر برغبة في البقاء فيها. “لا أريد أن أرحل من هنا”. “أريد الإنتقال للعيش فيها”. لا، هذه ليست رغبة العذراء. علينا أن نعود الى بيوتنا وأوطاننا ونجعل من كل منها “مديوغورييه”. هذا ما تريده منا ملكة السلام والذي أوضحته في رسالتها الأخيرة:
“أرغب في ارتدادِكم الحقيقي وفي إيمانٍ قويٍّ حتّى تتمكّنوا من نشر الحبِّ والسلام لجميع المحيطين بكم”.

هذا هو عالمنا الذي تدعوه السيدة العذراء “فريد من نوعه”. هذا يعني العالم اليومي الذي يحيط أنفسنا وذواتنا. لدى كل واحد منا القوّة، والنعمة، والطريق، وجميع إرشادات العذراء التي تمكّننا من تغيير 19 شخص في محيطنا. كواحد من ال 5 % الذين يؤثّرون على ال 95% … قد تقول هذا ليس “العالم”. بلى إنه كذلك!

خطة السيدة العذراء هي للجميع في تغيير عالمهم الفريد. كيف نفعل ذلك؟

بواسطتنا كرُسل، من خلال تغيير ذواتنا، والمشي عبر الإرتداد الحقيقي، سنتمكّن من تغيير أولئك الأحياء في محيط عالمنا، وبذلك تغيّر عالمك الفريد. عندما تتحوّل عوالم كافية ، كل منها ستكون مرآة تعكس تصميم السيدة العذراء، وبالتالي، عبر جغرافية العالم الواسع ، سوف تجعله عالماً واحداً، مصنوعاً من عوالم مجهرية فريدة من نوعها، مع نفس الأمّ سيكون لنا إدراك تام لكلمتها المألوفة “إبني”.

عالم واحد من عوالم فريدة من نوعها.

في الأيام الأولى من الظهورات قالت ماريا أن السيدة العذراء تريد أن تحيط العالم بسلسلة تصنعها حلقة بعد حلقة. إنها تكشف اليوم المزيد من مخطّطها: مخطّطها كيف تجعلنا نغيّر العالم الواسع من خلال زاويتنا الصغيرة في هذا العالم – حلقة أخرى صغيرة – من خلال حديثنا مثلاً يمكننا أن نكون مركز خير وصلاح يلفّ حولنا. نظامك الروحاني سيكون كالشمس، يعطي النور والدفء كما تفعل الشمس مع الكواكب والنجوم. هي المركز، وكل اولئك المحيطين بك (هم الكواكب وانت الشمس) مهمّتك أن تعطي النور والحياة كما يستلم نظامنا الشمسي النور والحياة من الشمس. نور الشمس النقي يجعل عالمنا ينمو ويحيا. قالت السيدة العذراء في رسالتها:

“كلُّ ما هو روحيٌّ هو حيٌّ وجميلٌ جدًّا”.

مهمّة كل واحد منا أن يكون نجماً، شمساً تعطي الحياة، لنفوس وعائلات محطّمة تحيط بنا وتدور حول مدارنا.
لتحقيق ذلك، لا يمكنك أن تكون زائفاً، لا يمكنك أن تتظاهر، يجب أن تكون أميناً . ولكي نجد الطريق الى ذلك تشرح لنا العذراء:
“اليوم أيضًا أدعوكم كي تتشبّهوا بالنجوم الذي يهب نورها النور والجمال للآخرين حتى يبتهجوا. صغاري، كونوا أيضًا الاشعاع، والجمال والفرح والسلام- وخاصةً الصلاة- من أجل أولئك البعيدين عن محبتي ومحبّة ابني يسوع. أحبّائي، اشهدوا لإيمانكم وصلاتكم بفرح، فرح الإيمان الذي هو في قلوبكم؛ وصلّوا من أجل السلام، الذي هو هدية ثمينة من الله. أشكركم لتلبيتكم ندائي. رسالة 25/9/2014

سُئلت ميريانا إن كان العالم سوف يستمع لنداء العذراء.

أجابت: “نعم… من خلال أبناء الله الأمناء الذين ينشرون هذه الرسائل لتصل الى أقاصي الأرض… قالت سيدتنا العذراء ان الله زرع بذرة صغيرة في قلوب أبنائه المخلصين . من خلال الأمانة لمشيئة الله، والصلاة والصوم، أصبحت هذه البذرة شجرة ظل كبيرة يحتمي بها المرضى والجائعين يرتاحون في ظلّها وينتعشون في رحلتهم الى الفردوس”.