ما هي قصة العذراء سيدة الابتسامة وما أهمية الصلاة الخاصة بها؟
في 13 مايو 1883 ، شفت العذراء سيدة الابتسامة القديسة تريزيا الطفل يسوع عندما كانت طفلة طريحة الفراش. في ذلك اليوم ، أدارت القديسة تريزيا رأسها إلى تمثال العذراء بالقرب من سريرها وصلّت طالبة الشفاء. كتبت تريزيا: “فجأة، أشعّ من وجهها طيبة وحنان لا يوصفان”. شفيت تريزيا. ومنذ ذلك الحين سُمي التمثال ب “بالعذراء سيدة الابتسامة.”
القديسة تريزيا، القلب الذي هتف أشهر قليلة قبل وفاتها: “في قلب الكنيسة أمي، سأكون الحب”، لم تكن تعلم أنها دائماً تستطيع أن تحبّ، ولم تشعردوماً أن لديها الحرية في الحب. لكن السيدة العذراء ابتسمت لها وشفت كل معاناتها الروحية والنفسية والعاطفية والجسدية. لقد شفتها بابتسامة، ابتسامة واحدة بسيطة وقوية من مريم العذراء.
لقد تعبّدت القديسة تريزيا للعذراء سيدة الابتسامة وأخذت معها هذا التعبّد الى الدير ومن هناك انتشر في الأديرة الكرملية ومنها الى جميع أنحاء العالم انتشرت في جميع الرهبنات الكرملية وفي جميع أنحاء العالم. وقد شهد الكثيرون بأنهم نالوا الشفاء من الاكتئاب واليأس وغيرها من أمراض النفس الروح عند الصلاة الى العذراء سيدة الابتسامة.
ابتسامة أمنا العذراء هي انعكاس لحبها الأمومي والطاهر. تبتسم في أعماق قلوبنا، في أعماق جروحنا… تصل الى أكثر مكان خفي بداخلنا الى نقصنا ومعاناتنا. تبتسم فندرك حبها لنا!
تبتسم ويصبح كل شيء هادئاً جدا، وتسكن أمواج محيط قلوبنا …
تبتسم ويزدهر الحب في كياننا.
تبتسم، فتمتلئ فجأة كل فجوات حياتنا. تبتسم، فيترمّم حطام انسانيتنا، وترتفع وتُشفى. تبتسم، فينفتح طريق النعمة الى قلوبنا مع حرية جديدة.
تبتسم، فنعرف أننا محبوبون، محبوبون بشدّة بحبّ أمومي!
تبتسم، فتنسحب مخاوفنا وتتلاشى. تبتسم، فتنوِّر شكوكنا بلطفها وحنانها.
تبتسم وقلوبنا تعرف أن هناك أكثر من ذلك بكثير. هناك الحنان. هناك الشجاعة،الحرية والثمار.
هناك شركة، هناك حياة هناك حب… والحب يجعلنا أقوى، أكثر حرية، أكثر شباباً وأكثر بهجة.
تبتسم ونشفى… نشفى في أعماق قلوبنا!
تبتسم في قلوبنا … تبتسم لنا ومن أجلنا!
صلاة لمريم العذراء سيدة الابتسامة
أيتها الأم الرقيقة، إبتسمي في قلوبنا واشفينا. إن إبتسامتك الأمومية تشفي لأنها تعكس حبّكِ الأمومي الطاهر. إبتسمي وعالجي قلوبنا كي تعرف الحبّ، وتنقل الحبّ، وتختبر ملء الحبّ. وكي تحيا في درب الحبّ وتتواصل في حريّة مع ما نتلقّى من حبّ. إبتسمي في أعماق قلوبنا واجلبي الشفاء لجراحنا. إبتسمي في قلوبنا وداوي انكسارات إنسانيتنا. إبتسمي واجعلينا كاملين، باتّحاد تام وكامل في الفكر والقلب والنفس والروح.
إبتسمي أيتها الأم السماوية وابرئينا بحبّك. ابتسمي نحونا واطردي منا كل مخاوفنا واضطراباتنا. إبتسمي واشفينا من كل ما يسجن الحبّ داخل قلوبنا. إبتسمي لأذهاننا وداوي ذكرياتنا التي تجرح وتؤذي نظر الحبّ. إبتسمي لقلوبنا وطبّبيها من التجارب التي جعلتنا قساة نهرب بعيداً عن الحبّ. إبتسمي لنا بحبّك الأمومي. كي مع علمنا بأننا محبوبين، تبلسمي جراح قلوبنا وتطردي منها الخوف والألم الذي يعيقنا عن المحبّة بسخاء وحرّية. إبتسمي، أيتها الأمّ العذبة، ومع إشراقة ملامحك الأمومية، إشفي أجسادنا من عدم الشفافية في التواصل بلغة الحبّ.
إبتسمي، أيتها الأمّ البريئة من الدنس، إبتسمي لأرواحنا واشفينا من كل ما يجرح اتحادنا في الحبّ مع الثالوث الأقدس. إبتسمي ايتها الأمّ، إبتسمي بحبّك في أعماق قلوبنا وأبرئينا. بحيث يُطلق سراحنا ونتحرّر، فنقدر عندئذٍ أن نعرف عمق وارتفاع، وسِعة وعرض وطول محبّة الله. بحيث أيضاً نحيا في التئام وترابط مع قلوب أخرى. عندها نشهد بحماس للحبّ في قلب الكنيسة. إبتسمي أيتها الأمّ المباركة.. إبتسمي لنا، إبتسمي لنا. إبتسامة واحدة من قلبك الأمومي تشفي قلوبنا.