“كل شيء تغيّر أمام عينيّ”. طبيبة إجهاض تشاهد رؤيا رهيبة في مديوغورييه تغيّر حياتها
قبل أن نصل الى تفاصيل الخبر عن طبيبة الإجهاض التي شاهدت رؤيا حين كانت تنزل عن تلّة الظهورات – رؤيا لم تبدّل حياتها فقط، بل قامت بالتأثير على جميع من كان معها – علينا العودة الى التي كانت المحرّك لوصول هذه الطبيبة برفقة 50 آخرين من أطبّاء وممرّضين الى مديوغورييه:
اسمها فالنتينا بافسيوكوفا، عمرها 29 عاماً. عندما تنظر إليها تعتقد انها صبية عادية. مع ذلك قصّتها بعيدة عن تكون عادية. من خلفية إلحادية، عاشت تحت حكم نظام شيوعي، نشأت في فقر مادي وفراغ روحي.
في أحد الأيام، حصلت على “البطاقة الخضراء” وأعطيت فرصة للذهاب والعيش في الولايات المتحدة. كانت حينئذٍ إبنة 18 عاماً فقط. في أوكرانيا كانت تعمل في صالون لتصفيف الشعر. نظراً لظروفها الصعبة قرّرت السفر وتجربة حظّها.
في أمريكا كان صعباً جداً، إذ لم تكن تعرف اللغة الإنكليزية، والعمل لم يملأ الفراغ في قلبها، والشعور بالوحدة كان رهيباً ومسيطراً.
سألت نفسها الأسئلة التي طلبت منا السيدة العذراء أن نسأل أنفسنا في رسالتها الأخيرة (2/7/2016)
“أنتم، يا أولادي، يجبُ أن تهتمّوا بروحِكم فقط، لأنّها الشيءُ الوحيدُ الّذي تملِكونه على الأرض. فسوف تَمثُلون بها، أكانت قذِرة أم نظيفة، أمامَ الآبِ السماوي.”
ماذا أفعل من أجل حياتي الأبدية وبأي حال سأقف أمام الآب السماوي؟ ماذا أريد وما هو الطريق الذي سأتّخذه؟
في ظلام روحها، لم تستطع عدم التفكير بأن هناك حياة أخرى بعد الحياة الأرضية. فوجّهت بعض الكلمات الى الآب السماوي الذي حدّثتها عنه جدّتها وكانت تسمعها تصلّي له، ولكنه لم يكن معروفاً لها: “إن كنت حقّاً موجود، وإن كنت أباً، أظهر ذلك لي!”
من خلال هذه الصلاة غمر السلام قلبها! وُلد إيمانها! وبدأ يزداد يوماً بعد يوم، وأصبحت فالنتينا كاثوليكية متحمّسة.
في أحد الأيام التقت فالنتينا بمجموعة حجّاج عائدين من مديوغورييه. أوحت لها شهاداتهم برغبة عميقة في السفر اليها. في عام 2007 تحقّق الحلم. حالما وصلت مديوغورييه خطف قلبها حضور السيدة العذراء. شعرت بقوّة دفعتها الى عقد صفقة مع ملكة السلام. بينما كانت تصلّي المسبحة عند تمثال المسيح القائم البرونزي في حديقة الكنيسة، أدركت أنّ مهمّتها هي الصلاة من أجل شباب أوكرانيا والعناية الإلهية من شأنها أن تفتح لها الأبواب وكذلك القلوب.
لقد وجدت دعوتها! شقّت طريقها عائدة الى الفندق وهي في سعادة غامرة. في الطريق أوقفها رجل غريب وقال لها: “أرجو المعذرة إذا كان ما سأقوله لك يبدو غريباً. لكن يجب أن أقوله لكِ: أشعر أنّك مدعوّة لأن تجلبي شباب موطنك الى الغوسبا (السيدة العذراء) هنا في مديوغورييه. وأيضاً اني بحثت عنكِ لأخبركِ بأنني أودّ أن أرعى وأتكلّف بمصاريف هذه المهمّة!”
لم تصدّق فالنتينا ما سمعته. فقد التزمت بهذه المهمّة قبل لقائها بالرجل بلحظات. فعلمت أنها مدعوّة للعمل حالاً . فعادت الى أوكراينا لتبدأ عملها.
كرّست قدراً كبيراً من الوقت للصلاة. نظّمت أولى رحلات الحجّ عام 2008 واستجاب لدعوتها شبيبة رعيّتها. قلبها النقّي، صباها، تصميمها وخصوصاً مسحة الروح القدس التي ترشدها وتقودها، فتحت قلوب الناس لها.
بسرعة جداً، جذبت فالنتينا الأكثر فقراً. ثمّ وجّهها الله الى المجال الطبّي، حيث وجدت هناك فقراً أخلاقيّاً هائلاً. وجدت أنه يتمّ التخلّي عن المرضى. ألهمتها القديسة المادري تريزا بإقامة دور لرعاية المرضى المنازعين الذين استعادوا بعض كرامتهم في نهاية حياتهم. كان يتمّ كل شيء بمساعدة العناية الإلهية إذ لم يكن لديها المال.
إقترحت أيضاً لبعض الأطبّاء الملحدين بأن يذهبوا معها. هكذا، وصلت الى مديوغورييه برفقة 50 رجل وامرأة من السلك الطبّي. جميعهم ملحدون! الأطبّاء الذين أتوا اختصاصهم الإجهاض! دعتهم فالنتينا لأنّها واثقة ومتشبّتة بوعد العذراء بأنّها أتت لجميع أولادها. نعم جميعهم مدعوّين للمجيء تحت معطفها الأمومي.
من بينهم، طبيبة نساء، في الستينات من عمرها، ملحدة مثل كل أعضاء الفريق الذي رافق فالنتينا، صعدت تلّة الظهورات مع المجموعة. كانت تعتبر تسلّق التلّ رياضة وجزء من رحلة ترفيهية. لكنها لم تكن تعلم أن مرشدتهم فالنتينا قد أعدّت لهم خطّة غير متوقّعة. مستوحية من رسائل ملكة السلام الى كل الحجّاج. ملحدون أم لا، طلبت من جميع الذين وصلوا الى أعلى التلّة تكريس أنفسهم لقلب مريم الطاهر! فعلت طبيبة النساء ذلك مثل الجميع.
في المساء طلبت طبيبة النساء أن يجتمع كل أعضاء المجموعة لأن لديها أمر بالغ الأهميّة ترغب أن تشاركهم فيه.
تكلّمت بصعوبة من شدّة التأثر والدموع في عينيها. قالت :
“بمشقّة عظيمة استطعت أن أنزل التلّة. حين تغيّر شكل كل شيء أمامي. اختفت الصخور. فجأة كانت التلّة مغطّاة بالعظام والجماجم. عظام آلاف الأطفال الذين قمت بإجهاضهم خلال 40 عاماً. أنظروا الى هاتين اليدين. (هنا مدّت يديها أمام المجموعة) هذه هي اليدان اللتان قتلت مدينة بأكملها.”
كانت طبيبة الإجهاض تبكي بمرارة كبيرة. بدأت المناديل تخرج الواحدة تلو الآخرى. جميع الأطبّاء الذين مارسوا عمليّات الإجهاض انسحبوا الى داخل نفوسهم متأملّين و. بالنسبة للقسم الأكبر منهم، سيتركون مديوغورييه وقد تغيّروا، وارتدّوا. اتّخذوا قراراً بالتوقّف عن القيام بعمليات إجهاض بعد اليوم والسير مع الله.
تواصل فالنتينا مهمّتها الرائعة. الى هذا اليوم، استطاعت أن تؤثّر على 400 طبيبة وطبيب إجهاض. المجموعة الأخيرة المكوّنة من 50 طبيباً التي رافقتها الى مديوغورييه، عادت قبل شهرين. لا تطلب منهم مالاً أجرة السفر والإقامة. لأنها لا تريد من أموال الدم البريء أن تكون جزءاً من خدمتها.
كيف تتدبّر وتدير أمورها؟ كل رحلة بالنسبة لها هي تحدّي جديد.
المال يصل في لحظة الحاجة له لتمويل رحلة الحجّ للأطبّاء الأغنياء. منذ الرحلة الأولى توقّفت عدة مستشفيات عن القيام بعمليات إجهاض وممارسة الموت الرحيم.
فالنتينا وجميع الذين يدعمونها اليوم، لديهم هدف واحد: تطهير جميع المستشفيات في أوكرانيا من هذه الممارسات القاتلة وأن تجلب للجميع نعمة الله.
هي ترغب في أن تُعيد الى الأطبّاء وجميع العاملين في السلك الطبّي، كرامة مهنتهم!
اليوم، الكثير من تلك الأيادي التي قتلت الأبرياء قد ارتدّت، والسماء تستخدمها لحماية وتعزيز الحياة!
لم يسبق لي أن شاهدت الشمس تدور في سماء مديوغورييه، لكن هذه المعجزة، معجزة الإرتداد، العالم كلّه يستطيع مشاهدتها. فالنتينا مقتنعة بأن نهر النعمة هذا لن يبقى محصوراً على أوكرانيا.
لنصلِّ من أجل فالنتينا ورفاقها، بأن ينالوا حماية السماء. ودعونا نطلب نيابة عن جميع دول العالم، نعمة الحماس الملتهب والإيمان الحيّ الذي حرّك ونقل وسوف ينقل العديد من الجبال!.
يا عدرا بكرسلك حياتي ونفسي وبكرسلك عيلتي حامي عنا واحمينا من كل شر واعطينا نعمة العيش مع ابنك الحبيب يسوع المسيح له كل المجد امبن
Que la saint vierge protège le monde entieret nous donne la paix amen🙏🙏🙏