“ربّ المعجزات” – قصة مذهلة للوحة عجائبية غير قابلة للتدمير في بيرو!
هل سمعتم عن لوحة “ربّ المعجزات” ؟
لا شك أن سيدة غوادالوبي في المكسيك هي من أشهر اللوحات المقدسة في العالم. لكنها ليست اللوحة العجائبية الوحيدة في أمريكا الجنوبية! هناك لوحة عجائبية أخرى تحظى بتكريم ضخم من الكاثوليك في بيرو.
على الرغم من أنها ليست معروفة خارج أمريكا الجنوبية، “رب المعجزات” هي لوحة ذات أهمية كبيرة لشعب البيرو والدافع لأحد أعظم وأضخم المواكب الدينية في العالم كل عام. وهذه قصّتها المدهشة والخارقة للطبيعة:
ما هي قصة لوحة ربّ المعجزات
بدأ كل شيء نحو عام 1651 في ضواحي ليما، المدينة الأكثر أهمية في بيرو. أحد العبيد الأفارقة رسم على حائط صورة المسيح على الصليب وبقربه السيدة العذراء ومريم المجدلية. ليس هناك الكثير من المعلومات عن الرسام: بعض المصادر تقول أن اسمه قد يكون بينيتو او بيدرو دالكون، لكن لا أحد يعلم على وجه اليقين.
في وقت لاحق، بضع سنوات بعد ذلك، في عام 1655 وقعت كارثة: ضرب المدينة زلزال هائل. آلاف الناس لاقوا حتفهم ودُمّرت أقسام كبيرة من المدينة. كان هناك استثناء واحد ملحوظ، بيت من الطوب الذي كانت اللوحة مرسومة على أحد جدرانه كان أحد الأبنية المعدودة التي لم تتأثر بالزلزال.
في عام 1670، كان أحد أبرز أعيان المدينة مريضاً جداً، يعاني من مرض في دماغه. بعد أن عجز الأطباء عن مساعدته، قام بزيارة الصورة وطلب المعونة من الرب بإيمان. وشُفيَ حالاً بأعجوبة! انتشر خبر المعجزة بسرعة، فأصبحت الصورة موقع حجّ يؤمّه المؤمنون باستمرار. بدأت حشود ضخمة في التجّمع لمشاهدة اللوحة، مما أخاف السلطات وساورها القلق بأن اللوحة تسبّب الكثير من الضجة والشغب، فأمرت بإزالتها.
هنا بدأت تحصل أمور غريبة:
أرسلت السلطة رسام ليكشط الرسم عن الحائط. بدأ يتسلّق السلّم لكن سيطرت عليه فجأة قشعريرة ورعدة قوية هزّت جسمه . فساعده الناس في النزول عن السلّم وحاولوا تهدئته. بعد ذلك بقليل حاول مجدّداً تسلّق السلّم فعاودته القشعريرة فلم يعد قادراً جسديّاً على تدمير اللوحة. الشخص الثاني الذي أرسلته السلطات رفض القيام بالمهمّة بمجرّد أن شاهد اللوحة، قال فقط أنه رأى شيئاً عجيباً ورفض أن يعطي تفسيراً. فقد الحاكم صبره على ما ينبغي أن تكون مهمّة بسيطة، فأرسل شخصاً ثالثاً. هذه المرة جنديّاً مدرّباً. لكن عندما تقدّم الجندي من الحائط الذي رُسمت عليه اللوحة، تغّيرت الرسمة بشكل خارق أمام عينيه. وقال في وقت لاحق أنها أصبحت لامعة وبرّاقة وأكثر جمالاً من قبل. نتيجة لذلك لم يكن قادراً على تدميرها.
عندئذٍ طالب الشعب أن تتوقّف السلطات عن محاولة تدمير اللوحة. فرضخ الحاكم في نهاية الأمر، وسمح ببقاء اللوحة وأذن بإقامة القداس عندها إحتفالاً بها. منذ ذلك الحين نُسبت اليها الكثير من المعجزات. ومن هنا حصلت على تسميتها”ربّ المعجزات”. في عام 1687 زلزال كبير آخر ضرب ليما، ومرة أخرى نجت اللوحة وبقي الجدار صامداً بين الحطام الذي عمّ المنطقة. فازداد تكريم الشعب لصورة المسيح المصلوب، فتقرّر إقامة موكب تكريم لها. وبما أنه لا يمكن معالجة الجدار وحمل الصورة، صنع أحد الفنانين نسخة على قماش واستخدمت في المسيرة بدلا عن الأصلية. ما زالت هذه المسيرة تُقام منذ ذلك الحين سنوياً، وتستقطب مئات الآلاف من المؤمنين.
حتى يومنا هذا، يمكنك زيارة اللوحة الأصلية الموجودة في كنيسة “دير الناصري” في ليما والذي بُني حول الحائط. ولا تزال الصورة النسخة تُستخدم في الموكب السنوي الذي يقام كل خريف ويشارك فيه كما ذكرنا مئات الآلاف. وهو أحد أكبر المواكب والمسيرات الدينية في العالم أجمع.