عبادة ومعجزات القربان الأقدس

أعجوبة القربان الأقدس في لنشيانو – تحول القربان الأقدس إلى جسد ودم يسوع المسيح

أعجوبة تحول القربان الأقدس إلى جسد ودم يسوع المسيح في لنشيانو – إيطاليا Lanciano Italy

خميس الأسرار كان العيد الوحيد للقربان الأقدس. وفي سنة 1208 ظهر الرب يسوع للطوباويّة جولياني في بلجيكا ما بين سنة 1208 و 1210 وقال لها أن تباشر العمل بتأسيس عيد احتفالي كبير على إسم القربان المقدّس. وفي بلجيكا أيضاً، كان هنالك شاب شمّاس من طلاب الكهنوت يدعى جاك بانتاليان وكان متحمّساً جداً لعبادة القربان. ومع مرور السنين وفي سنة 1261 أصبح هذا الشاب البابا واتخذ إسم قربانس الرابع وبقي حماسه للقربان مشتعلاً في صدره.

بدأت القصة في مدينة بإيطاليا إسمها لنشيانو بين عامي 1262 و 1264. كانت الشكوك تنتاب أحد الرهبان الباسيليين حول الحضور الحقيقي للمسيح في القربان، فأخذ يصلي بحرارة للإستنارة طالباً من الله أن يرأف بضعفه. و فيما كان يحتفل بالذبيحة الإلهية في كنيسة القديس لونجينوس، وعند التلفّظ بكلام التقديس حصل ما سيُعتبر الأعجوبة القربانية الأشهر في العالم حتى اليوم: توقّف ونادى قائلاً: “هل هذا حقاّ أنت يا ربي؟” وإذا بالبرشانة المقدّسة تحمرّ ويسيل منها الدم حتّى تبلّلت الصمدة وأغطية المذبح وما زالت هذه الصمدة المخضّبة بدم المسيح محفوظة في علبة زجاجيّة في كاتدرائية أورفياتّو حتّى يومنا هذا.
فبين يدي هذا الراهب، تحولت القربانة الى لحم و الخمر الى دم. وظهر الدم بشكل خمس جلطات غير متعادلة.
استجاب الله صلاة هذا الراهب الحارّة، واجترح أعجوبة العصر القربانية الأشهر في العالم حتى اليوم.                                     وعلى أثر هذه الأعجوبة أصدر البابا قربانس الرابع براءة رسوليّة في 11 آب 1264 عمّم من خلالها على الكنيسة جمعاء هذا العيد باسم عيد جسد المسيح. وأراد البابا نفسه وضع طلبة وزيّاح للقربان المقدّس فأتى بأقدس وأفضل راهبين أحدهم دومنيكاني ويدعى مار توما الأكويني شفيع ومعلّم الكنيسة وآخر فرنسيسكاني يدعى بونافنتورا . وطلب من كل واحد أن يضع صيغة للطلبة وللزيّاح وتمّ تبنّي طلبة مار توما إذ كانت الأفضل ولا نزال حتّى يومنا هذا نردّد نفس الطلبة والتي تمّت ترجمتها لللغة العربية سنة 1881 . إنّ أثَر هذه الأعجوبة الحسيّ ما زال مستمرّاً حتى اليوم في كنيسة لنشيانو ، ودون أيّة مواد حافظة، وقد طلب البابا الراحل الطوباوي يوحنا بولس الثاني سنة 1981 أن يجري تحليلاً علمياً للحم والدم المحفوظين في الكنيسة، وترأّس عملية البحث والتحليل فريق كبير من المختصّين العالميين برئاسة البروفسور أودواردو لينولي وهو الأشهر في العالم.

أتت النتائج مذهلة . وهذا ما أظهره التحليل؟
1- اللحم والدم هما لحم ٌ ودمٌ بشريّان  وبالرغم من أن الدم البشري، شأنه شأن اللحم ، يتحول الى مسحوق بعد مرور بضع سنوات، غير أن هذه القطع التي ثبت خلوها من أي مواد حافظة بقيت سليمة. لا بل وجد مصل دم نضر في الجلطات.
2- قطع اللحم فتعود الى الُبطين الأيسر من عضلة قلب كان حياًّ في لحظة الأعجوبة !!! على الرغم من أحجام الجلطات الخمس المختلفة، إلا أن كل واحدة منها تزن 15.85 غ كما تزن الجلطات الخمس مجتمعة الوزن ذاته : 15.85 غ !!!
3- فئة الدم AB هي ذاتها موجودة في اللحم وفي كرويات الدم ، وهي فئة الدم ذاتها الموجودة على كفن المسيح في مدينة تورينو الإيطالية.
4- الدم هو دمٌ بشريّ حقيقيّ وكأنه قد تمّ أخذ عيّنته في اليوم نفسه.
5- ليس هنالك أيّ أثر لوجود أيّة مواد حافظة مع الإشارة إن التحليل أجري بعد ما يقارب 1100 عام على الأعجوبة

على مدى سنين طويلة، كان يُعاد إجراء تحاليل علمية على تلك القطع و دام أهمها عشر سنوات، بين 1971 و 1981 ، بطلب من البابا الطوباوي يوحنا بولس الثاني، حين قام بعملية البحث والتحليل فريق كبير من المختصّين العالميين برئاسة البروفسور أودواردو لينولي.

ينقل عن القديس بيو أنه كان يستغرق في تأمل طويل خلال قداسه، وكان يخبر بتأثر عميق كيف كان في كل مرّة يناول أحد المؤمنين كان يرى يده تمتد الى قلب الرب …. هو يسوع يعطينا قلبه في القربان: حيّ، ومـتّحد بألـوهته ، فهل من إهتمام؟؟؟صحيح أن المؤمن ليس بحاجة الى أعاجيب ليصدق حقيقة إيمانية معينة، ولكن الرب لا ينسى أن يترك بعض الإشارات تأتي لنجدة ضعف بعضنا، وشكوك بعض من لحظات توما الذي في كل منا و تذكيراً لكل لامبالٍ بيننا…
إن الخبراء، قبل أن تُعلن النتائج بطريقة رسميّة ، قاموا بإرسال صورة وجه المسيح إلى الأبـاء الـفـرنسيسكان الذين يهتمون بكنيسة لانـشـيانو، و كان مكتوب عليها العبارة التالية : ” الكـلمة صـار لـحماً !

” …

 

اشترك بالنشرة البريدية للموقع

أدخل بريدك الإلكتروني للإشتراك في هذا الموقع لتستقبل أحدث المواضيع من خلال البريد الإلكتروني.

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق