مواضيع روحية

“هي تسحق رأسك” – 6 أمثلة من الكتاب المقدس عن نساء “سحقت” رؤوس الأشرار

“هي تسحق رأسك”

في سفر التكوين، بعدما سقط أبوانا الأوّلين في الخطيئة، لعن الله الحيّة ووضع عداوة بينها وبين المرأة. لكن العبارة التي تشرح العداوة وما سيحدث بسببها كانت موضع نقاش كبير. الترجمة القديمة تقول “هي تسحق رأسك” أما الترجمة الحديثة فتقول “هو يسحق رأسك”

الكثير من علماء الكتاب المقدس يؤيّدون “هي تسحق رأسك” ويعتمدون على أن في الكتاب عدة أمثلة لنساء قادرات قتلن رجال أشرار عن طريق “سحق” رؤوسهم. فقد ذكرها العهد القديم خمس مرات ثلاثة منها في سفر التكوين. ويمكننا رؤية تحقيق النبوءة مع الأمّ مريم الواقفة على جبل الجلجلة – أي الجمجمة. ها هي المرأة التي تسحق رأس الحية من خلال انتصار ابنها يسوع المسيح!

رموز الكتاب المقدس

1- ياعيل تسحق رأس سيسرا

عندما رأى سيسرا قائد جيش يابين ملك كنعان أنه خسر معركته مع بني إسرائيل، هرب من ساحة القتال، واختبأ في خيمة حابر القيني وامرأته ياعيل. لأنه قال في نفسه أنه لن يفكر أحد أنه قد يختبئ في خيمة امرأة، وزاد يقينه بالأمان عندما استقبلته ياعيل بالترحاب، وقالت له: «مِلْ يَا سَيِّدِي، مِلْ إِلَيَّ. لاَ تَخَفْ».

فدخل الخيمة قبل أن تخبِئه طلب منها الماء ليشرب فسقته لبنًا، وغطته باللحاف. ومع إجهاد المعركة استسلم سيسرا للنوم. فأخذت ياعيل وتد خيمة وضعته على صدغه بين العين والأذن، وضربت عليه بالمطرقة بكل قوتها، فنفذ الوتد إلى الأرض، ومات سيسرا بيد امرأة.

2- امرأة تقتل أبيمالك

كان أبيمالك رئيس إسرائيل رجلاً شريراً، قام بقتل إخوته السبعين ليملك، يدعمه أهل شكيم أهل والدته. مسح أهل شكيم أبيمالك ملكًا، لكنه لم يملك على إسرائيل وإنما على منطقة شكيم، فقد كرهه بقية الأسباط لأجل قتله إخوته، فلم يدم ملكه سوى ثلاث سنوات. أراد أهل شكيم التمرّد على أبيمالك وخلعه، لكنه علم بخطّتهم فقام بحرق المدينة وقتل جميع سكانها وجعلها خراباً.

ثم ذهب الى تاباص واستولى عليها. هرب أهل المدينة إلى البرج في وسط المدينة ليحتموا فيه، وإذ اقترب أبيمالك من الباب ليحرقه بالنار طرحت امرأة حجر رحى على رأسه فكسرت جمجمته. وقبل أن يموت “دعا حالا الغلام حامل عدته وقال له اخترط سيفك واقتلني لئلا يقولوا عني قتلته امرأة فطعنه الغلام فمات”.

3- امرأة تقطع رأس شبع بن بكري

سار يوآب – قائد جيش داود – وراء شبع بن بكري، الذي قاد الثورة ضد الملك داود وطارده مع جيش عظيم حتى بلغ مدينة “آبل بيت معكة” فحاصروها. أدرك أهل المدينة بالخطر المحدق بهم فخرجت امرأة حكيمة وقالت ليوآب “لماذا تبلع نصيب الرب؟” اي لماذا تريد أن تخرب مدينة هي هبة الله لأهلها.

فقال لها سلّموني شبع بن بكري فأترك المدينة. أجابته بأنها ستلقي برأس شبع من سور المدينة. ثم أقنعت أهل المدينة، فقطعت رأس شبع وألقتها إلى يوآب الذي انصرف مع جيشه من محاصرة المدينة.

4- يهوديت تقطع رأس أليفانا

يهوديت هي بطلة يهودية أرملة مشهود لها بالتقوى والغيرة. وقد أنقذت بمعونة الرب بني إسرائيل من بطش الأشوريين. فعندما حاصر أليفانا قائد جيش نبوخذنصر بيت فلوى، ومنع عن سكانها الماء، قرّروا الاستسلام. إلا أن يهوديت عارضت وطلبت مهلة خمسة أيام ليعمل الله خلالها وينقذهم من يد أليفانا.

فخرجت من المدينة متزّينة بأفضل الملابس والحلى ودخلت معسكر الأشوريين وأقنعت أليفانا بأنها هاربة وتريد مساعدته. وطلبت فقط أن يسمح لها بأن تخرج ليلاً لتصلي ثم تعود. وإذ أعجبته من شدة جمالها وثق بها وأعطاها ما طلبت. ووعدته أن تكشف له كيف ينتصر على بني إسرائيل حين يظهر لها الرب ذلك.

وفي اليوم الرابع أقام أليانا مأدبة ودعاها فأسكرته وتناولت خنجره وقطعت رأسه وخبّأته مع جاريتها ثم خرجت عائدة الى مدينتها دون أن يعترضها أحد لأنهم اعتقدوا أنها ذاهبة لتصلي كعادتها. وعلّقت رأس أليفانا على السور. بموت أليفانا فقد الجيش كله رأسه، وصار كمن بلا تدبير، ودفعهم الله الى أيدي بني إسرائيل وهُزموا شر هزيمة.

5- الملكة أستير وصلب هامان

في مملكة داود، تأتي بتشيبع أمام عرش ابنها سليمان لتتوسط عنده من أجل الناس. وفي مملكة داود الجديدة تأتي مريم لتتشفع لشعبها. في ضوء هذا الدور الشفاعي للملكة، تقوم الملكة أستير بعمل مشابه لعمل مريم، لأنها تدخّلت من أجل شعبها، وتضاف الى قائمة النساء التي سحقت رأس الرجل الشرير – الوزير هامان.

وُلدت إستير في أرض السبي،، تيتّمت وهي صغيرة فأحضرها مردخاي ابن عمها الذي تبناها إلى “شوشن” عاصمة فارس. أعجب فيها ملك مادي وفارس احشويروش وجعلها ملكة على بلاده. هامان رئيس وزراء مملكة مادي وفارس قد استصدر أمرًا ملوكيًا بإبادة اليهود الموجودين في كل المملكة، لأن مردخاي رفض أن يسجد له.

عندما علمت أستير بمكيدة هامان صامت وصلّت ودخلت على الملك وأطلعته على المؤامرة وتوسلت إليه لأجل شعبها. فأرسل الملك الى كل البلاد ينقض أمر هامان. وصُلب هامان على الخشبة التي كان قد أعدها لمردخاي.

6- مريم تسحق رأس الحية – الشيطان

أما تحقيق النبوءة “هي تسحق رأسك” فنراها في وقوف مريم على الجلجلة عند أقدام صليب ابنها.
في إنجيل يوحنا، يسمّي يسوع أمّه “امرأة” مرّتين، إشارة منه الى سفر التكوين وأيضاَ ليذكّر سامعيه بالانتصارات الماضية التي أجرتها نساء إسرائيل: ياعيل، يهوديت، أستير، وامرأتين من سفر التكوين. واليهود الذين يعرفون الكتاب المقدس كانوا يتذكرون هؤلاء النساء!

لم تأخذ حوّاء اسمها إلا بعد سقوطها مع آدم من الفردوس. وهذا أمر مهم لأن يسوع يدعو مريم “امرأة” مشيراً أنها هي “حواء الجديدة” لكن بعكس حواء، التي كانت من قبل “امرأة” اشتركت مع آدم القديم في جلب الخطيئة إلى العالم، تشترك مريم مع  “آدم الجديد”، في سحق رأس الحية والانتصار على الموت والخطيئة.

الرب يسوع من على الصليب يقول لمريم أمّه “يا امرأة” لأنها حاضرة وشريكة في الألم وفي تقدمة ابنها ذبيحة عن خطايا العالم. وقوفها صامدة على جبل الجلجلة وذبيحة يسوع أدّت الى الإنتصار. لأن في موته على الصليب سحق يسوع رأس الحيّة القديمة.  وبعبارة أخرى، من نسلها، سحقت المرأة رأس الحية.

 

اشترك بالنشرة البريدية للموقع

أدخل بريدك الإلكتروني للإشتراك في هذا الموقع لتستقبل أحدث المواضيع من خلال البريد الإلكتروني.

الوسوم

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. على الصليب سحق راءس الحية الشيطان ابليس ونزل االى الجحيم فخلص الرب يسوع
    ادم وبنيه وفتح باب الفردوس مرة أخرى للموعودين بلخلاص الابدى ربنا يسوع المسيح له المجد هو مخلصنا الصالح الذى سحق الشيطان ا راءس الحيه.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق