أخبارمختارات عالمية

هل تذكرون الرائية المزعومة “ماريا الرحمة الإلهية”؟ إليكم فضائح حقيقتها

في عام 2011 بدأت تنتشر عبر المواقع أخبار ورسائل مزعومة الى امرأة مجهولة “ماريا الرحمة الإلهية” ادّعت انها تتلقّاها من الآب السماوي، يسوع المسيح، الروح القدس ومريم العذراء. تبعها الملايين من البشر من كل أنحاء العالم ومن الشرق الأوسط وأقيمت لأخبارها ورسائلها مواقع لا تُعد من بينها موقع الإنذار الأخير باللغة العربية
وبالرغم من أن رئيس أساقفة دبلن في إيرلندا أصدر بياناً يعلن كذب الرائية وعدم صحة الرسائل، إلا أنها استمرت بالانتشار.

من هي “ماريا الرحمة الإلهية” ؟

اسمها الحقيقي هو ماري كاربيري من إيرلندا، مستشارة في العلاقات العامة، وقعت في أزمة مالية صعبة فتفرّغت للكتابة عبر الإنترنت وبدأت مهمّتها الشيطانية. في الرسائل ادّعت أن الرب يسوع كلّمها وقال أنها رسولته ووصفها بالملاك السابع من سفر الرؤيا، الذي يعطي الإنذار الأخير للبشرية. وكانت الرسائل تتجدّد كل يوم.
أبقت نفسها مجهولة “بأمر” من المسيح الذي أراد حمايتها من المعارضين للرسائل ومن اضطهاد عائلتها. لم يدعمها حتى أسقف واحد ، بل العديد منهم أدانوا الرسائل ورفضوها.

ماذا كانت أهم الرسائل؟

الأمور التي نشرتها “ماريا الرحمة الإلهية” على أنها نبوءات أعطيت لها من السماء هي باختصار ما يلي:
1- نحن نعيش في المحنة العظيمة. في احدى رسائل “يسوع” قال لها: “ابنتي الحبيبة، بقي ثلاث سنوات ونصف من فترة المحنة، والتي بدأت في ديسمبر 2012 وتنتهي في مايو 2016” بعدها يأتي الإنذار. أي أن كل نبوءتها ستتحقّق حتى هذا التاريخ.
2- ستظهر مريم العذراء في جميع أماكن ظهوراتها السابقة في ربيع 2015
3- سيظهر المسيح الدجال قريباً.
4- المسيح الدجّال والنبي الكاذب سيقيمان ديانة عالمية جديدة.
5- سيكون هناك قريباً حدث خارق “الإنذار” فيه سيُعلن الله عن وجوده. سيحدث ذلك بعد أن يترك البابا بنديكتوس السادس عشر روما، ويرتدّ ملايين البشر.
6- بعد الإنذار يحلّ المجيء الثاني ويستمر السلام ألف سنة
7- البابا فرنسيس هو النبي الكذاب
8- البابا بنديكتوس خُلِع قسراً من السدّة البابوية.
9- البابا بنديكتوس هو البابا الأخير وبعده يأتي البابا بطرس والذي هو القديس بطرس بنفسه.
10- سيحاول المتآمرون اغتيال البابا بنديكتوس ويتّهمونه بأنه مذنب بارتكاب جرائم هو بريء منها.
11- ماريا هي الملاك السابع الذي ستنشر للعالم ما كُتب بالسفر عندما يفتح المسيح الختم الأخير.
12- ماريا هي آخر الأنبياء
13- ماريا هي روح ضحيّة أي قدّمت نفسها ذبيحة بحسب مشيئة الله.

كل هذه النبوءات لم تتحقّق!
– مريم العذراء لم تظهر في جميع أماكن ظهوراتها!
– لم يُعلن أي إنذار!
– البابا بنديكتوس استقال كما قال بنفسه ومن ينفي ذلك فهو يتّهمه بالكذب!
– اختباء ماريا وعدم الإفصاح عن هويّتها يعارض أسلوب الله مع شهوده. فكل من حصل على ظهورات سماوية ورؤى، أعلن الظهورات ولم يخاف التهديدات، بل كان مستعد لبذل حياته إذا لزم الأمر.

ماذا كانت النتيجة النهائية؟

كشف مراسل صحيفة إيرلندية مايكل أوفاريل الشخصيات الرئيسية وراء احتيال “ماريا الرحمة الإلهية” وهم: ماري كاربيري وابنتها سارة والمليونير المتقاعد طبيب الأسنان بريفني كولي. تتبّع الصحفي المقابلات الذي اشتركت فيها ماريا الرحمة الإلهية (مُخفية معالم وجهها) في محطات الراديو المختلفة في سنة 2011. وقارنها مع مقابلة مصوّرة لماري بصفتها صاحبة شركة ومديرة العلاقات العامة فيها. وقام أيضاً بتسجيل مواجهة شخصية مع ماري، وأرسل التسجيلات الصوتية لخبراء الصوت في الولايات المتحدة الذين أكّدوا أن صاحبة الصوت في كل التسجيلات هي نفس المرأة بنسبة 90%. وقام بنشر الخبر الفاضح مع صورة ماري كاشفاً حقيقة الرائية الكاذبة!

في اليوم التالي استطاع الصحفي مايكل تصويرها بالفيديو  تنتقل بين محلات بيع الصحف وتشتري جميع النسخ المتوفّرة. العمل الذي أكّد أنها لا تريد أن يُكتشف أمرها. وامر آخر تم كشفه وهو أن شركتها هي التي تنشر وتبيع كتب وميداليات وكل منشورات “ماريا الرحمة الإلهية” التي أكسبتها ملايين الدولارات.
توقّفت “الرسائل السماوية” في تلك الفترة وبعد 12 يوماً من اكتشاف ونشر الحقيقة، قامت ماري بإغلاق موقعها الرسمي وصفحتها على الفيسبوك. وهي تواجه دعوى قضائية فيديرالية بتهمة المؤامرة وجني المال بطريقة غير شرعية.


أحد أخطر النتائج التي أثمرتها هذه المؤامرة هي مخالفة أتباعها للكنيسة ورفضهم للبابا وللكهنة الذين ظلّوا أمناء للكنيسة. الهدف كان “سرقة” إيمان المسيحي البسيط بالتقسيط. لكن العناية العناية الإلهية تدخّلت وأوقفت المؤامرة وأظهرت كذب وخداع “ماريا” التي لا تعرف شيئاً عن الرحمة الإلهية.

انتشر خبر المؤامرة في معظم البلاد وتوّقف معظمهم عن تتبّع الرسائل والعمل على نشرها. وأُغلقت مواقع “الإنذار” ما عدا في بعض البلدان منهم الموقع في اللغة العربية!


أخيراً، السبب الذي دعانا الى كتابة هذا المقال هو أن الشعب المسيحي العربي ما زال يجهل الحقيقة ولا يزال يتم تداول الرسائل الكاذبة بين المؤمنين. فهل من المعقول أن نبقى دوماً آخر من يفيق من غفلته؟!

اشترك بالنشرة البريدية للموقع

أدخل بريدك الإلكتروني للإشتراك في هذا الموقع لتستقبل أحدث المواضيع من خلال البريد الإلكتروني.

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق