مواضيع روحية

كل ما يجب معرفته عن أحزان مريم السبعة ووعود الرب يسوع وأمّه العذراء لمن يتلو مسبحة الأحزان

لنتأمل فى عِظم معاناة مريم سلطانة الشهداء

أحزان العذراء مريم السبعة ذّكِرت  في الكتاب الـمقدس وهي كالآتي:

1- نبؤة سمعان الشيخ (لوقا33:2-35)،
2- الهروب لأرض مصر (متى13:2-21)،
3- فقد يسوع لـمدة ثلاثة ايام فـى الهيكل (لوقا41:2-50)
4- الطريق الى جبل الجلجثـة (يوحنا17:19)،
5- الصلب وموت يسوع (يوحنا18:19-30)،
6- إنزال يسوع من على الصليب (يوحنا39:19-40)،
7- وضع يسوع فى القبـر (يوحنا40:19-42).

أحزان مريم هي جزء من التعبّد لقلبها الطاهر والذي أمر به المسيح وأعلنت عنه العذراء للرائية لوسيا في فاطيما: ”ان يسوع يرغب في ان تؤسسي في العالم إكراماً خاصاً لقلبي الطاهر”.

وللقديسة فيرونيكا من بيناسكو قال: “اعلمي يا ابنتي أنه مقبول لديّ جداً ذرف الدموع من عبيدي حين تأمّلهم بآلامي، ولكني لأجل حبي لوالدتي حباً لا حد له، فأكثر قبولاً لديَّ هو التأمل في أحزانها وأوجاعها التي احتملتها حين موتي، من التذكر بآلامي أنا عينها”.

كما اعلنت القديسة مريم في احدى ظهوراتها للقديسة بريجيتا قائلة انه يوجد عدد قليل جداً من المؤمنين الذين يعزّونها في احزانها و”ان القسم الأكبر من العالم يحيا في تجاهل ونسيان تلك الأحزان”،”وأنا أنظر حول من هم في الأرض لأرى ولو بالمصادفة من يقدم التعزية لي ويتأمل فى أحزاني، فلم أجد إلاّ القليل. لذلك يا إبنتي  حيث انني قد نُسيت من الكثيرين، فعلى الأقل لا تنسيني أنتِ وتذّكري ألامي وأحزاني وضعيها أمامِك بقدر الإمكان”.

ولأجل هذا الغرض أيضاً ظهرت القديسة مريم في عام 1239 لمؤسسوا رهبنة ”خدّام مريم” وطلبت منهم إنشاء رهبنة خاصة لمشاركة العذراء فى أحزانها.

وعود الرب يسوع

يجب ألّا نجهل عظمة النعم والمواهب التي وعد بها الرب يسوع لكل من يتأمل بتواتر في أوجاع والدته البتول القديسة. وعد الرب يسوع بأنه يهب المتعبّدين لأحزان أمه وآلام قلبها، أربع نِعَم خاصة:

 

 1- من يستغيث بهذه الأم الإلهية باستحقاقات أوجاعها، يكتسب قبل موته نعمة أن يصنع التوبة الحقيقية على جميع خطاياه.

2- يحفظ الله هؤلاء المتعبّدين حين شدائدهم وتجاربهم التي تلمّ بهم لا سيما في ساعة الموت.

3- يطبع في قلوبهم تذكرة لأمه، فتعدّ لهم المكافأة الغنية في السماء.

4- يضع هؤلاء المتعبّدين في يد مريم عينها لكي تتصرف هي بهم حسبما تشاء وتريد، وأن تستمد لهم كل النِعَم التي ترغبها لهم.

 

وعود العذراء مريم القديسة للمتعبّدين لأحزانها الذين يتلون بتواتر مسبحة الأحزان:

 

طوبى للذين يتلون يومياً فرض وطلبة أحزاني، ويذرفون الدموع السخية على آلامي القاسية، وأوجاعي الموجعة. فأستمد لهم حياة بارّة، وميتة صالحة، وعند ساعة موتهم احتضنهم بين ذراعي.

1- سأمنحهم السلام في عائلاتهم.

2- سوف ينيرهم الله حول الأسرار الإلهية.

3- سأعزّيهم في آلامهم وأرافقهم في أعمالهم.

4- سوف أعطيهم بقدر ما يطلبون طالما أنها لا تتعارض مع إرادة ابني الإلهي المعبود وتقديس نفوسهم.

5- سوف أدافع عنهم في معاركهم الروحية ضدّ العدو الجهنّمي، وسأحميهم في كل لحظة من حياتهم.

6- سأساعدهم بشكل مرئي في لحظة وفاتهم، سيشاهدون وجه أمهم.

7- لقد حصلت من ابني الإلهي، أن أولئك الذين ينشرون هذا التعبّد لدموعي وأحزاني، وسوف يصعدون مباشرة من هذه الحياة الدنيوية إلى السعادة الأبدية بحيث أن كل ذنوبهم ستُغفر، وابني وأنا سوف نكون عزاءهم وسعادتهم الأبدية.

تكريم آلام مريم العذراء وخاصة عند الصليب يرجع الى القرن الرابع، فالقديس افرام السرياني (373م) كتب “مراثي مريم” والذي لخّص فيها ما عانته من آلام، وكذلك القديس رومانوس (500م)، والقديس أمبروز والقديس أنسلم والقديس برنارد والذين تأملوا فى ألام الصليب وعلاقة مريم بتلك الآلام.

بدأ في الإحتفال بعيد “سيدة الأحزان” من بداية القرن الثاني عشر ثـم بدأ في الإنتشار بين مكرمي العذراء في كل العالم وتمت إضافته إلى قائمة الأعياد المريمية بمعرفة البابا بنديكتوس الثامن في عام 1482 وأعلن إمتداد هذا العيد البابا بيوس السابع في عام 1814 لكل الكنيسة في العالم أجمع.

 

والقديسون أيضاً كتبوا عن أهمية وضرورة التعبّد لأحزان مريم وآلامها:

– القديس انطونينوس قال: ”ان القديسة مريم قد عانت بالتضحية بحياة إبنها – الحياة التى احبتها اكثر من نفسها – وانها ليس فقط عانت في نفسها من الألام التي قاساها ابنها فى جسده ولكن الأكثر ان تنظر وليدها فى ألامه مما احزن قلبها وجعلها تشعر انها تعاني من نفس الألام”.

 

– القديس الفونس دي ليجوري: ”لو لم نستطيع ان نرّد دات الحب الذي أحبّته القديسة مريم العذراء لنا، فعلى الأقل فلنتوقف قليلاً ولو للحظات، لنتأمل فى عِظم معاناة مريم والتي اصبح يُطلق عليها سلطانة الشهداء لأن معاناتها قد فاقت ما عاناه جميع هؤلاء الشهداء”.

 

– القديس برنارد :”ان أوجاع يسوع بدأت منذ مولده وهكذا ايضاً مريم التي عانت مثل ابنها طوال حياتها”.

– القديس برناردين من سيينا: ”إن حزن مريم لعظيم حتى انه لو تم تقسيمه على كل البشر لسبّب لهم الموت على الفور”.

– القديس البرت الكبير: ”بما اننا مُلزمون كثيرا نحو يسوع لألامه بسبب حبه لنا، فنحن ايضا مُلزمون نحو مريم فى إستشهادها لأنها عانت عند موت إبنها”.

يا أم المصلوب ارحمينا – وفي آلامكِ أشـركينا

بجراح يسوع  أخفينا – ومن دمه الزكي اسقينا

في نار حبّه اضرمينا – وفي مجد السماء متـِّعينا

صلي لأجلنا أيتها البتول الكلية الأوجاع

لِكي نستحق مواعيد المسيح. آمين

اشترك بالنشرة البريدية للموقع

أدخل بريدك الإلكتروني للإشتراك في هذا الموقع لتستقبل أحدث المواضيع من خلال البريد الإلكتروني.

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق