مار شربل يجري عملية للشاب جورج ساروخان ويشفيه بعد أن عجز عن ذلك الأطباء!
يأبى مار شربل أن يترك الناس متألمة ويصر على البقاء بجانبهم ليداوي جراحهم ويشفي آلامهم.
أعاجيب القديس مستمرة… فجورج ساروخان بـ”كمشة” تراب وفيض من الايمان لمس محبة القديس الذي أجرى له عملية “غير مبررة طبياً وغير مفسّرة علمياً” .
اعتاد جورج المؤمن رؤية مار شربل في منامه، فهو كان يحلم به منذ صغره ولكن دون أن يحصل بينهما شيء، إلاّ أنّ هذه المرّة، اختلفت عن سابقاتها لكونه تحدّث معه. ويشير في هذا السياق إلى أنه كان يصلّي لمار شربل لتحصل الأعجوبة، فلم يرد أن يشفى فقط. “حصلت الأعجوبة بعد 22 يومًا، بعدما كنت عاجزًا عن الأكل والشرب”. وهذا ما جاءه في المنام “كنا أنا ومار شربل في مغارة نتمشى، وقال لي لا تخَفْ يا بني أنا معك، وإن كان لديك إيمان كافٍ ستضيء الشمعة”. وكان أمامي شمعة صفراء اللون كبيرة موضوعة على مذبح، وقال لي مجدداً “لا تخَف يا بني أنا معك” مردداً إياها للمرة الثالثة”.
يستذكر جورج أن “آخر يوم، كان يوم السبت، ومن المتوقع أن تتدهور صحّتي أكثر، وأدخل في الكوما في حال خضوعي للعمليّة، ولكن أنقذ مار شربل حياتي”.
يضيف جورج أنّ “يوم السبت وضعت له والدته في الأدوية ترابًا من قبر مار شربل الذي كنت أنتظر زيارته ليلياً. لم أخَفْ من الموت إلاّ حين صدور قرار الطبيب في ضرورة خضوعي للعملية الثانية، وهي دقيقة وستستغرق 12 ساعة لفتح المصارين، وكذلك خطرة لأنّ جسمي لم يكن قويًّا ليتحمّل عملية ثانية. على الرغم من ذلك، رفضت الخضوع لها قائلاً إنّ مار شربل هو من سيجري لي العملية. الأحد صباحاً، خضعت لصورةٍ لمعرفة إن كان ثمة تحسّن، ولكن لأسباب أجهلها، طلب رئيس الأشعة إعادة إجراءها بعد ساعة، فأعادوها حين كانوا يجهّزون غرفة العمليات. عدت إلى الغرفة بعد انتهاء الصورة دون علمي بالنتائج، كانت الغرفة فارغة، فجأة يدخل والدي وهو يبكي ويصرخ مار شربل مار شربل، هنا علمت أنّ المعجزة قد حصلت، وأنّ المياه عادت لتجري في مصاريني بشكل طبيعي. وقدّم الطبيب تقريراً يؤكد فيه أن ما حصل أعجوبة ولا يمكن الطبّ تفسير ما حصل”. لم ينسَ جورج فضل مار شربل عليه، فبعد خروجه مباشرة من المستشفى “توجّهتُ إلى عنّايا للصعود حافي القدمين إلى محبسة مار شربل حيث شعرت بوجوده وبرائحة بخور قوية جداً كوفاء للنذر”. مرّت خمسة أشهر على تعافيه وهو اليوم لا يعاني شيئًا.
قال الطبيب أنطوان جعجع الذي كان يتابع حالة جورج:
“كنت أتابع حالة جورج الطبّية الذي كان يعاني نزيفاً حاداً في قلب المصران بعدما خضع في صغره لعملية للمصران الرفيع. كان يحتاج جورج لكمية كبيرة من الدم، فأجرينا صورة لتحديد مكان النزيف، لنقرّر أخيراً خضوعه لعملية جراحية”. يوضح جعجع أنه عادة بعد الجراحة “يحتاج المصران بين خمسة و7 أيام ليعود إلى طبيعته من جديد. ولكن مصران جورج لم يفعل حتى بعد 21 يومًا. وأعطيناه كلّ أنواع الأدوية من أدوية التهابات، وكورتيزون وغيرها من الأنواع ولكن دون جدوى. أخيراً، تمّ الاتفاق مع عدد من الجرّاحين على إجراء عملية لفتح المصران. قبل دخوله العملية، شرب جورج ماءً مع تراب من قبر مار شربل، وكانت المفاجأة: قبل ثلاث أو أربع دقائق من دخوله العملية، فُتح مصرانه، وقد تأكدنا من ذلك عبر إجراء صورة ولم يكن لدينا أيّ تفسير طبّي لما حصل. طبياً لا يمكن المصران أن يُفتح، خصوصاً بعد تجربة كلّ شيء وفشل المحاولات، برأيي أن قدرة إلهية فتحت مصران جورج”. أمّا عن الخطورة الصحّية التي كان جورج معرّضاً لها، فأجاب جعجع “أنّ جورج كان عرضة للـ Dénutrition إذ كان يخسر بروتينات جسمه. والخضوع لعمليتين جراحيتين في بطن شاب عمره 22 سنة ليس آمِنًا. كان وضعه صعبًا، فمصرانه كان مسكرًا ولم يكن بإمكاننا فتحه إلا بعملية. وكتبت في تقريري أن هناك قدرة غير طبيعية أدّت إلى فتح المصران”. ويختم جعجع قائلاً إنّ الأطباء ” أداة يستخدمها الله لإنقاذ الناس”.
وكتب الطبيب أنطوان جعجع في تقريره الآتي:
“أنا الموقّع أدناه الدكتور أنطوان جعجع أفيد بأني كنت أتابع في عيادتي المدعو جورج ساروخان منذ شهر 1/2015 بسبب نزيف في الإمعاء. وقد أجريت له عدة فحوصات شعاعية ومخبرية وتنظير، وتبين أنّ النزيف ناتج عن مكان العملية السابقة التي كان قد أجراها في صغره على الإمعاء، وبالتالي وبعد تحديد مكان الزيف، أجريت له عملية جراحية، ومن بعدها جرى التصاق حاد في الإمعاء مع تسكير كامل للإمعاء وعدم القدرة على الأكل والشرب نهائياً. وقد اجريت فحوصات سكانر متتالية ولكن دون جدوى أو تحسّن على الصعيد السريري.
“وبالتالي أخذ القرار بإجراء عملية ثانية بعد 22 يوما من العملية الأولى. ونهار العملية أتى المدعو بتراب من مكان القديس شربل وكان قد قال إنه رآه في الليل. بعد ذلك، فتح الإمعاء بطريقة غير مبررة طبياً وغير مفسّرة علمياً وذلك قبل العملية بدقائق. إنّ ما حدث يفوق الطب والتفسيرات العملية وبرأيي فإن هذا يعتبر عجيبة حصلت. وبناء عليه كتبت هذا التقرير”.
تسجيل الأعجوبة
الأب لويس مطر مدوّن العجائب في دير مار مارون – عنّايا قال لـ “النهار”: “نحن نأخذ التقرير الطبّي لتسجيل الأعجوبة، وقد وصل جورج وبحوزته التقرير الطبي، حيث كتب الطبيب أنّ القضية قد تمت بطريقة عجائبية لا تُشرح ولا تُفسّر طبياً وعلمياً وتمّ الشفاء منها. على هذا الأساس تمّ تسجيل الأعجوبة”. يكفي بالتالي تقرير طبي لإثبات حصول الأمر. وأضاف “نحن لا نراجع الطبيب إلا في الحالات النادرة ولكن حالة جورج واضحة”.
ثمّة أشياء في الحياة لا يمكن تفسيرها، كالنجاة من مصيبة ما، الاستفاقة من الغيبوبة أو الشفاء من مرض مستعص. كلّ ذلك يحصل من طريق الإيمان وبالعناية الإلهية للتغلب على أصعب الحالات الحرجة في الحياة وحصول المعجزات. والإيمان داء لكلّ داء، هو ليس تعصّبًا لدين أو لطائفة ما، إنما عودة والتجاء إلى الله، وهو وسيلة تهب السعادة وراحة البال والصحة. فليس هناك شيء مستحيل في الحياة، فتسلَّح بالإيمان والتفاؤل والأمل.
المصادر
http://www.lebanese-forces.com/
http://www.annahar.com/