ياكوف كولو الأصغر بين رؤاة مديوغوريه: “نظرت الى عينيها وشعرت أنّني محبوب!”
ياكوف كولو هو الأصغر من بين الرؤاة الستة في مديوغوريه. قليلاً ما يتحدّث علناً عن ظهورات العذراء له التي بدأت منذ 25 حزيران 1981 وحتى 12 أيلول 1988. في ذلك اليوم، عهَدَت السيدة العذراء إلى ياكوف بالسرّ العاشر، وقالَت له: “لبقيّة حياتك ستشاهد ظهوراً سنويّاً يوم عيد الميلاد”. وأوكلت اليه السيدة العذراء الصلاة على نيّة المرضى.
مؤخرا تحدّث ياكوف كولو إلى الحجاج القادمين من جميع أنحاء العالم والذين تجمعوا في مديوغوريه. شارك ياكوف الحجاج وأعطى شهادته عمّا تعلمه من السيدة العذراء في السنوات ال 35 الماضية. في قسم من حديثه، تحدّث عن بداية الظهورات:
“حين بدأت الظهورات في مديوغوريه، كان عمري 10 سنوات. أنا الأصغر بين الستّة، وحياتي قبل الظهورات كانت حياة صبي عاديّة، وكذلك كان إيماني. إيمان بسيط، إيمان صبي. الذي حاول والدَيّ أن يعلّموني أيّاه هو أنّ الله موجود، أن السيّدة العذراء موجودة، أنّ عليّ أن أصلّي، أن أذهب الى القدّاس، وأن أكون ولداً جيداً وأتصرّف بأدب”.
“أتذكر دائما الصلاة في عائلتي. ولكن لم أصلي أبداً، من خلال تلك الصلوات، من أجل نعمة أن أكون قادراً على رؤية سيّدتنا العذراء. كنت أعرف أن السيّدة موجودة وأن الله موجود، ولكن لم أكن أعرف على الإطلاق أن العذراء يمكنها أن تظهر. لكن كل شيء تغير في 25 حزيران، من عام 1981. الآن أستطيع أن أقول أن ذلك اليوم كان أجمل يوم في حياتي كلها. هذا هو اليوم الذي أعطاني الله هدية هائلة، أن أكون قادراً على رؤية السيّدة العذراء”.
“يسعدني جدّاً أن أتذكّر لقائي الأول مع سيّدتنا. عندما صعدنا تلّة الظهورات، وعندما ركعنا أمامها للمرة الأولى، أجمل لحظة بالنسبة لي، كانت اللحظة التي شاهدت ونظرت الى عينيها. رأيت الكثير من الحب والخير في عينَي العذراء، وفي الوقت نفسه، شعرت بهذا الحبّ يغمر كل قلبي. شعرت أنّني محبوب. شعرت بالحماية. لقد كانت تلك اللحظة التي شعرت فيها للمرة الأولى في حياتي بالسلام الحقيقي، والفرح الحقيقي. حينها كانت المرّة الأولى في حياتي التي قبِلت وبدأت أحبّ السيّدة العذراء كأمّ لي”.
الذي اختبره ياكوف كولو خلال ظهورات العذراء هو الدعوة لأن يشهد لحبّها. في شهادته يربط خبرته عن مشاهدة الأمّ السماوية بشعوره أنه محبوب. هذه هي فعلاً الأمّ السماوية التي تأتينا في هذا الزمن، لتعطي الكثيرين الحبّ الذي يتوقون إليه. للأسف، الكثير من البشر في هذا العالم لم يختبروا حبّ الأمّ الحقيقي في بيوتهم، لذا أتت العذراء المباركة لتكلّمنا، لتمنحنا هذا الحبّ، ولتعلّمنا أن نُحبّ. في رسالة العذراء الأخيرة لياكوف كولو عند ظهورها الأخير في 12 أيلول 1988 قالت له:
“ابني الحبيب! إنني أمك وأحبك من دون قيد أو شرط. بعد اليوم، لن أظهر لك يوميًّا، ولكن فقط في عيد الميلاد، عيد ميلاد ابني. لا تحزن، لأنني كأم، سأكون معك دائمًا وأحبّك وككلّ أمّ حقيقية، لن أتركك أبدًا. أما أنتَ فاستمرّ في اتباع طريق ابني، وهو طريق السلام والمحبة، وحاول أن تثابر على الرسالة التي عهدتُ بها إليك. كن مثالاً للرجل الذي عرف الله، وحُبّ الله. دع الناس يرون دائمًا فيك مثلاً حول عمل الله في الناس وكيف يعمل من خلالهم. أفيض عليك بركتي الأمومية، وأشكرك على تلبيتك ندائي”.