هل تعلم قصة علَم الاتحاد الأوروبي وما هي علاقته العجيبة بالحبل بلا دنس
توجد راية تمثّل صورة تقليدية لعذراء الحبل بلا دنس، ولكن حُذفت منها الشخصية المركزية، مريم! وهذه الراية هي علَم الاتحاد الأوروبي الذي يضم في صفوفه البروتستانت واليهود والمسلمين.
قصة العَلم
إنه علَم الاتحاد الأوروبي الأزرق مع 12 نجمة ذهبية مستوحى من سفر الرؤيا 12 «وَظَهَرَتْ آيَةٌ عَظِيمَةٌ فِي السَّمَاءِ: امْرَأَةٌ مُتَسَرْبِلَةٌ بِالشَّمْسِ، وَالْقَمَرُ تَحْتَ رِجْلَيْهَا، وَعَلَى رَأْسِهَا إِكْلِيلٌ مِنِ اثْنَيْ عَشَرَ كَوْكَبًا».
بدأت القصة في عام 1949، عندما تم تأسيس أول “مجلس أوروبي” في ستراسبورغ “لإرساء أسس الاتحاد المطلوب في القارة “.
وفي السنة التالية، لإثبات الوجود من خلال بعض المبادرات، عقد المجلس مسابقة أفكار مفتوحة لجميع الفنانين الأوروبيين، من أجل تصميم علم للمجلس.
شارك في المسابقة أرسين هيتز، مصمم شاب غير معروف.
كان هيتز، مثل ذلك الكثير من الكاثوليك الآخرين، يرتدي حول عنقه الأيقونة العجائبية. إذ كان شديد التعبّد للحبل بلا دنس.
وقد اعترف أن فكرة تصميمه نبعت من الأيقونة العجائبية. النجوم (في البداية كان لون النجوم أبيضاً) الموضوعة على شكل دائرة، كما في الأيقونة، ورسم خلفية زرقاء اللون: اللون المريمي. ولدهشته، فاز تصميمه في المسابقة.
الذي اختار العَلم، يهودي!
ترأس لجنة التحكيم عضو بلجيكي من الديانة اليهودية، بول مك-ليفي، الذي لم يعرف أصل الشعار ولكن أعجبته الألوان والتصميم.
في الواقع، يبدو أن أسباب اختيار ليفي لهذا الشعار الأزرق والأبيض (النجوم كما ذكرنا في البدء لم تكن صفراء ولكن بيضاء) هي ألوان العلم الإسرائيلي التي أعلن عن قيامها قبل تأسيس المجلس الأوروبي بسنة واحدة. ومن ناحية أخرى، 12 هو عدد مهم في كتب العهد القديم.
البيروقراطيون يرفضون بشدة الإعتقاد القائل بأن علَم الاتحاد الأوروبي له أصول مسيحية بطريقة ما، ولديه علاقة مع مريم العذراء. ويقولون أن التشابه مجرّد “صُدفة”.
ولكن الحقيقة هي أن هذا التفسير صحيح تماماً.
منذ زمن، التجمّع الأوروبي تحت راية واحدة كان حلماً كاثوليكياً.
وعلَم الاتحاد الأوروبي، مع الإثني عشر نجمة ذهبية على خلفية زرقاء، يعبّر عن سمة وختم الحبل بلا دنس.
ولكن اليوم يبدو أن الإسلام ينتشر في أوروبا بشكل متزايد، وكل التنبؤات البشرية تشير إلى أن أوروبا ستكون قارّة مسلمة في غضون عقود قليلة.
فهل ستسمح العذراء بذلك أن يحدث؟
المزيد من “الصُدف”
هناك “صُدفة” أخرى تخص علَم الاتحاد الأوروبي : فالتاريخ الذي اعتمد فيه المجلس وأعلن ما أصبح علَمَه كان 8 كانون الأول\ديسمبر من عام 1955 وهو عيد الحبل بمريم الطاهر البريء من الدنس!
مصادفة أخرى: في عام 1956، ، تبرّع المجلس الأوروبي بلوحة زجاجية ملوّنة لكاتدرائية ستراسبورغ، المدينة التي اختارها كقاعدة له. الزجاج الملون يصوّر العذراء التي تحيط بها اثنتا عشر نجمة، في خلفية زرقاء بنفس درجة زُرقة العلَم.
بالنسبة للجيل الكاثوليكي الذي عاش أهوال الحرب العالمية الأولى – فترة ظهورات العذراء في فاطيما – لا يمكن أن يتصوّروا أوروبا متّحدة إلا من خلال مريم المشار إليها في سفر الرؤيا!
لذا فإن علم الاتحاد الأوروبي هو في الواقع شعار مريمي أزيلت منه الشخصية المركزية.
فهل يرمز هذا الى إزالة الإيمان من القارة “العجوز”؟
بالنسبة للكثيرين، بالطبع، كل هذا مجرّد صُدَف. ولكن بالنسبة للآخرين، علامة سريّة ولكن دقيقة لواقع آخر.
لفترة تزيد عن ألف سنة – كانت مريم تُكرّم في كافة أنحاء القارة باسم “ملكة أوروبا”. الى أن مزّق الإصلاح اللوثري الوحدة المسيحية.
ومع مرور الوقت فُتح الطريق لواقع آخر: العلمانيون الذين تولّوا تدريجياً السياسة الأوروبية أعطوا القارّة – إما عن طريق الإغفال أو عن طريق المؤامرة – للمسلمين.
فهل تنازلت مريم عن عرشها – هي التي دُعيت “ملكة أوروبا” – بعد أن ترّبعت عليه لأكثر من قرن ؟