قصص القديسين

هل أنت محارَب وتخوض معارك صعبة ضد الشرّ؟ تعلّم القتال من البادري بيو !

تعلّم القتال من البادري بيو !

“تاج آخر، أجمل من هذا التاج، حفظته من أجلك إذا كنت ستقاتل… هو (إبليس) سيعود دائمًا إلى الإنقضاض والهجوم؛ سوف تقاتل متّكلًا بالكامل على معونتي. لا تقلق بشأن قوّته؛ سأكون قريبًا منك، وأساعدك دائمًا، وستنجح في الإنتصار عليه “.

كانت تلك كلمات ربنا يسوع، قالها لفرانشيسكو فاسيوني البالغ من العمر 15 عامًا – القديس البادري بيو من بييتيلسينا، كما نعرفه الآن. في ديسمبر 1902، ظهر الرب يسوع في رؤيا لفرانشيسكو، في صورة رجل متألّق مثل الشمس. أخذه يسوع بعد ذلك إلى ساحة معركة كبيرة وحثّه على القتال كمحارب. وقف فرانشيسكو في وسط معسكرين: على جانب واحد وقف رجال رائعون يرتدون ملابس بيضاء، وعلى الجانب الآخر رجال متوحّشون يرتدون ملابس سوداء يقفون مباشرة أمام فرانشيسكو الصغير.
اندفع وحش عملاق نحوه بكل جبروته وكان جبينه يلامس الغيوم. وعلى الرغم من أنّ المعركة كانت عظيمة، إلا أنّ فرانشيسكو الصغير سحق الوحش بمساعدة يسوع.

اليوم الكثير منا يتعبّد لهذا القديس الاستثنائي طالبين شفاعته ومعونته في عالم تنشب فيه شبكات الفجور والكفر، فلنستمد الإلهام من انتصاره الظافر على الشر حتى نتمكن نحن أيضًا من امتلاك قوّة القتال.

خلال معظم حياته كان البادري بيو مثال الجندي الأمين وتصدّى لتجارب ومحاربات الشياطين دون كلل أو تعب. وكان دائمًا يخرج من المعركة منتصرًا. داوَم على إرشاد أبنائه الروحيين في كيفية محاربة الشيطان وله في ذلك عدة أقوال. منها:

– “الشيطان هو مثل كلب مسعور مربوط بسلسلة. لا يستطيع أن يعضّ أحدًا خارج حدود هذه السلسلة. إبقَ إذًا بعيدًا عنه فإذا اقتربت منه كثيرًا سينال منك.”

– “لا تُرعبكُم كثرة حِيَل هذا الحيوان الجهنّمي. فيسوع هو دائمًا معكم، يحارب معكم ولأجلكم، لن يسمح أبدًا بأن يُغلب على أمركم وتنهزموا.”

– “كن شجاعًا ولا تخف من اعتداءات الشيطان. تذكر هذا إلى الأبد: إنها علامة جيدة إذا صرخ الشيطان وزأر حول ضميرك ، لأن هذا يدل على أنه لا يحكم إرادتك.”

عندما تشعر كنيستنا بأنها على شفا الانهيار، يجب علينا أن نرتدي درع الإيمان ونعانق درع الصلاة ونقاتل بسلاح الحقيقة. على حد تعبير القديس بادري بيو ، “صلوا وأملوا ولا تقلقوا”.

في حياته، استمع البادري بيو الى حوالي ثلاثة ملايين اعتراف. الكثير منا متعطش لهذا الحماس العظيم، والغيرة والإيمان الغير متزعزع. اليوم، مع الجفاف الروحي الحالي الذي نواجهه في كنيستنا الملتهبة عطشًا ، استمرار إحياء حب الله المشتعل في كل من رجال الدين والعلمانيين سيفتح بلا شك أبواب الأمل والشفاء.

جندي أمين للمسيح

ككاهن، كانت حياة البادري بيو بمثابة ساحة معركة. فقد واجه الاضطهاد من الداخل والخارج. من التحقيقات الصارمة حول سمات المسيح المطبوعة في جسده إلى منعه من ممارسة واجباته الكهنوتية، لكنه لم يشتكِ، لم يعصي ولم يتمرد.

معركة أخرى خاضها البادري بيو كانت خلال الحرب العالمية الثانية حينها حصل على لقب “الراهب الطائر”! وذلك عندما أُمِر الطيارون بقصف منطقة سان جيوفاني روتوندو في إيطاليا، حيث يقيم بادري بيو. شهد الطيارون على رؤيتهم راهب في السماء فاتحًا يديه الجريحتين مانعًا إياهم من رؤية البلدة وقصفها بالصواريخ. هذا الراهب الطائر أوقف المهاجمين وأجبرهم على التراجع. مما أبقى بلدة سان جيوفاني روتوندو سالمة خلال الحرب العالمية الثانية.

لن تنتهي المعركة أبدًا طوال الحياة، لكن يجب علينا القتال. وسط هذه الأزمة الحالية، من اضطهاد مستمر، من كراهية وسائل الإعلام الصارخة للمسيحية وتقليص حرياتنا الدينية، وصولاً إلى الفساد والفضائح داخل كنيستنا، يبدو الأمر وكأننا نتعرض للهجوم على جميع الجبهات. ولكن يجب علينا القتال. حتى لو كنتَ آخر رجل يقف على الأرض، قاتل. فمن يصبر حتى النهاية يُكافأ.

عندما نفكر في البادري بيو وميراثه العظيم، وانتصاراته في المعارك والحروب الخارجية والداخلية، دعونا نتذكر أن نكون أدوات خاضعة لمشيئة الله عندما نخوض أي معركة في الحياة. خطوط المعركة مرسومة والحال لن يصبح أسهل. ولكن من خلال الإيمان والصلاح وحب لامحدود لله وللقريب سيكون لدينا قوّة الإرادة على متابعة القتال حتى الإنتصار، على مثال القديس المحارب – البادري بيو.

اشترك بالنشرة البريدية للموقع

أدخل بريدك الإلكتروني للإشتراك في هذا الموقع لتستقبل أحدث المواضيع من خلال البريد الإلكتروني.

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق