العلاقة الرهيبة بين معجزة الشمس في فاطيما، رسالة العذراء في أكيتا، الطوفان، وخراب سدوم
معظم المسيحيون يعرفون أحداث فاطيما في البرتغال وظهورات العذراء فيها. خاصة معجزة الشمس الشهيرة التي جرت في مثل هذا اليوم منذ 100 عام، أي في 13 أكتوبر\تشرين الأول 1917. المعروف أنه طوال ليلة 12 وخلال صباح 13 أكتوبر سقط البرَد والأمطار الغزيرة. وتشبّعت الأرض بمياه الأمطار، وكذلك تبلّل 70.000 شخص أتوا لمشاهدة المعجزة التي تنبأت السيدة العذراء أنها ستحدث خلال النهار.
بمجرد أن بلغت الشمس أوجها، وبعد أن ظهرت السيدة العذراء للأطفال، توقّف المطر فجأة، وتفرّقت الغيوم دون أقلّ نسيم. في تلك اللحظة، وصف العديد من الشهود رؤية عالم من الألوان من حولهم، كما لو كانوا داخل قوس قزح. ثم، بدا كأن الشمس ستسقط على الأرض كما لو أنها على وشك تدمير العالم، لتعود إلى مدارها، وقد جفّ الجميع، بما في ذلك الأرض وملابس الناس. بطرفة عين أصبح كل شيء جافاً تماما.
فيما يلي بعض ما أدلى به شهود عيان الذين شاهدوا معجزة الشمس :
– “حوّلت الشمس كل شيء إلى ألوان مختلفة – الأصفر والأزرق والأبيض. ثم بدأت تهتزّ وترتجف. بدت وكأنها عجلة من النار تدور وتقترب من الشعب. الكل بدأ في البكاء، “جميعنا سوف نُقتل!” البعض صرخ الى السيدة العذراء كي تخلّصهم والآخرون صلّوا وتلوا الوردية. إحدى النساء بدأت تعترف بخطاياها بصوت عال، صارخة أنها فعلت هذا وذاك … وعندما توقفت الشمس أخيراً عن القفز والتحرك، تنفسنا جميعاً الصعداء. “- Maria Carreira ماريا كاريرا
– “خلال تلك اللحظات الطويلة من معجزة الشمس، تحوّلت كل الأشياء حولنا الى ألوان قوس قزح. رأينا أنفسنا تلوّنت بالأزرق، والأصفر، والأحمر، الخ. هذه الظاهرة الغريبة زادت مخاوف الشعب “. – Father Ignacio Lorenco الأب إغناسيو لورينكو
– “فجأة توقف المطر، وتبدّدت الغيوم ورأيت الشمس كبيرة جداً، أكثر إشراقا من الشمس، ولكن كان يمكنني النظر إليها دون الاضرار بعيني، كما لو كانت فقط القمر.”
– “بدأت هذه الشمس تكبر أكثر فأكثر، وتزداد إشراقاً حتى بدت السماوات كلها مضاءة ومشعّة أكثر مما رأيته من أي وقت مضى. ثم بدأت الشمس تغزل وترقص في السماء وتطلق تيارات من الأشعة، التي كانت من جميع ألوان قوس قزح … وفي الوقت نفسه، بدأت تكبر في السماء وتقترب من الأرض كما لو كانت ستسقط على الأرض وتقع مباشرة علينا. كان الكل خائفاً. جميعنا كنا نعتقد أنها نهاية العالم “. – Mary Allen ماري ألين
باختصار يمكن وصف معجزة الشمس بهذا: المطر الغزير، تلاه نوع من قوس قزح، والشمس تقترب من الأرض كما لو أنها ستحرقها، إلا أنها عادت الى مكانها في السماء، وتركت الشهود والأرض جافّين تماماً.
هذا التسلسل يجب أن يبدو مألوفاً. في سفر التكوين، نقرأ أن الله أرسل الطوفان للقضاء على جميع المخلوقات ما عدا نوح وعائلته ومن كان معه في الفلك. ثم جاء قوس قزح، كعهد من الله أنه لن يدمر العالم مرة أخرى عن طريق الطوفان. ولكن ماذا عن الشمس التي كادت تسقط على الأرض كما لو أنها ستدمرها؟
في الفصل السابع عشر من إنجيل لوقا، يشرح يسوع لتلاميذه:
وَكَمَا كَانَ فِي أَيَّامِ نُوحٍ كَذلِكَ يَكُونُ أَيْضًا فِي أَيَّامِ ابْنِ الإِنْسَانِ: كَانُوا يَأْكُلُونَ وَيَشْرَبُونَ، وَيُزَوِّجُونَ وَيَتَزَوَّجُونَ، إِلَى الْيَوْمِ الَّذِي فِيهِ دَخَلَ نُوحٌ الْفُلْكَ، وَجَاءَ الطُّوفَانُ وَأَهْلَكَ الْجَمِيعَ. كَذلِكَ أَيْضًا كَمَا كَانَ فِي أَيَّامِ لُوطٍ: كَانُوا يَأْكُلُونَ وَيَشْرَبُونَ، وَيَشْتَرُونَ وَيَبِيعُونَ، وَيَغْرِسُونَ وَيَبْنُونَ. وَلكِنَّ الْيَوْمَ الَّذِي فِيهِ خَرَجَ لُوطٌ مِنْ سَدُومَ، أَمْطَرَ نَارًا وَكِبْرِيتًا مِنَ السَّمَاءِ فَأَهْلَكَ الْجَمِيعَ. هكَذَا يَكُونُ فِي الْيَوْمِ الَّذِي فِيهِ يُظْهَرُ ابْنُ الإِنْسَانِ. (لوقا 30:17-26)
من الغريب نوعاً ما أن يربط يسوع الطوفان في زمن نوح مع خراب سدوم. وأكثر غرابة هو ذِكر الزواج. انجيل متى يعطي شهادة مماثلة، بينما يختلف في بعض التفاصيل، إلا إنه يذكر أيضا ما قاله يسوع عن الزواج فيما يتعلق بالطوفان وعودة ابن الإنسان: وَكَمَا كَانَتْ أَيَّامُ نُوحٍ كَذلِكَ يَكُونُ أَيْضًا مَجِيءُ ابْنِ الإِنْسَانِ. لأَنَّهُ كَمَا كَانُوا فِي الأَيَّامِ الَّتِي قَبْلَ الطُّوفَانِ يَأْكُلُونَ وَيَشْرَبُونَ وَيَتَزَوَّجُونَ وَيُزَوِّجُونَ، إِلَى الْيَوْمِ الَّذِي دَخَلَ فِيهِ نُوحٌ الْفُلْكَ، وَلَمْ يَعْلَمُوا حَتَّى جَاءَ الطُّوفَانُ وَأَخَذَ الْجَمِيعَ، كَذلِكَ يَكُونُ أَيْضًا مَجِيءُ ابْنِ الإِنْسَانِ. (متى 39:24-37)
الطوفان وسدوم
يبدو في الظاهر أن يسوع بكل بساطة يقصد أن الناس يستمرون بأعمالهم اليومية كعادتهم عندما تحل الكارثة. لكن العلاقة بين خراب العالم بواسطة الطوفان وبين خراب سدوم بنيران من السماء هي مسألة تتكرر في معجزة فاطيما، وأيضاً (سنرى لاحقاً) في أكيتا، اليابان.
بسبب هذه المسألة، كلام الرب يسوع “يتزوّجون ويزوّجون” يبدو تعبيراً في محله، وإدراك اليهود في القديم فيما يتعلق بالطوفان تعطينا فكرة أوضح.
التفسير اليهودي الذي يُطلق عليه اسم مِدراش מדרש يشرح أن الله أرسل الطوفان بسبب أن الزواج المِثلي والعلاقة الجنسية مع الحيوانات قد نال الشرعية في زمن نوح:
“جيل الطوفان لم يندثر من العالم إلا بعد أن ألّفوا أغاني الزفاف لمضاجعة الذكور والحيوان – أي أنهم شرّعوا بالتمام هذه الممارسات تكريماً للشذوذ الجنسي والبهيمية מדרש, בראשית [XXVI. 4-5] עמ. 213
بالإضافة إلى المِدراش هناك كتاب انوخ المنحول. ويعتقد أنه كُتب ما بين القرن الأول والثاني قبل الميلاد . وكان يعتبر كتاب أصيل من قبل كليمنت الاسكندري، واوريجانوس، ترتليان، والقديس أوغسطينوس. بينما لا يعتبر النص من وحي الروح القدس. من الجدير بالذكر أن كتاب انوخ يؤكد على فكرة أن السبب الله أنزل الله الطوفان للقضاء على الأرض هو ممارسة اللواط التي انتشرت بشكل رهيب.
كما تجدر الإشارة إلى أن الإمبراطور نيرون، التي يُعتبر من قبل آباء الكنيسة نسخة عن المسيح الدجال، هو أول حاكم في العالم الغربي قد أعطى الشرعية لمضاجعة الذكور وقد شارك فيها هو بنفسه.
على ضوء ذلك، يبدو أن سبب الفيضان قد يكون إضفاء الشرعية على الزيجات المثلية. لذلك عندما يتكلّم ربنا يسوع عن “أيام نوح”، يذكر “يتزوّجون ويزوّجون”، ومن ثم يذكر أيضا خراب سدوم، دليل على أن العقوبات على مثل هذه الجرائم ضد الطبيعة شديدة جداً. ومن المثير للاهتمام أيضا أن معجزة فاطيما تدكّرنا بالطوفان مع الأمطار الشديدة، تلته الشمس تهدد بحرق العالم.
أكيتا اليابان
في رسالة العذراء الثالثة في أكيتا والتي كانت في 13 أكتوبر 1973 في ذكرى معجزة الشمس في فاطيما قالت:
“إن لم تتب البشريّة وتصلح ذاتها فسيوجّه الآب عقابًا مُريعًا على كل البشرية، وسيكونُ عقابًا أعظم مِن الفيضان، عقابًا لم يره الإنسان مِن قبل ، فستسقط نارًا من السّماء وتبيدُ جزءًا عظيمًا مِن البشرية، الصالح مع الشرير الكاهن مع المؤمن!”
هذه كلمات رهيبة! مرة أخرى، تذكر السيدة العذراء الطوفان، ثم تتحدث عن النار التي تسقط من السماء، كالنار التي أحرقت سدوم.
إذا كان اللواط هو السبب الروحي لكلا الكارثتين، فلندع أمام أعيننا عقاب السماء على هذا الشرّ، خاصة أنه في وقتنا الحاضر ينتشر اللواط في كل مكان وتشرّعه الحكومات والشعوب.
سفر التكوين يخبرنا أنه انقضى 100 عام منذ أمر الله نوح ببناء الفلك إلى يوم الطوفان. وها نحن اختتمنا 100 عام لأعجوبة الشمس في فاطيما. دعونا لا نكون خارج الفلك، بل في أمان وسط حضن الكنيسة. لذلك، علينا جميعا الالتزام بصلاة الوردية يومياً لخلاص النفوس، والتعويض عن الخطايا، وتجديد كل شيء في المسيح.