مديوغورييه – حيث تكثر المعجزات !
معجزات شفاء كثيرة تم الإبلاغ عنها وتوثيقها في مديوغورييه . وما زال التحقيق جارٍ في العديد من الشفاءات الجسدية التي صرّح عنها من كانوا مرضى وحصلوا من عذراء مديوغورييه على نعمة الشفاء . هذا الإجراء هو عملية طويلة جداً ومهمة ، إذ يتم دراسة كل السجلات الطبية من قبل أطبّاء مختصّين وأيضاً تاريخ المريض الكامل . ونحن ننتظر حتى تُعلن الكنيسة إذا كانت تلك شفاءات خارقة ام لا . لكن بسبب كثرة الشفاءات التي تم الإبلاغ عنها (مئات الشفاءات) وما زال يُبلّغ عنها حتى اليوم على مدى سنوات الظهورات الطويلة ، فهي جزء مهم من صورة مديوغورييه الكاملة .
فيما يلي بعض هذه الشفاءات التي تمّت وسُجّلت في المكتب الرعوي الفرنسيسكاني في مديوغورييه وتضمّ ايضاً شهادة الأطبّاء والسجل الطبي الكامل وجميع التحاليل والفحوصات التي قام بها خبراء وأطبّاء عيّنتهم الكنيسة المحلّية .
دامير كوريتش Damir Coric، الذي عانى من مرض استسقاء الدماغ – تضخّم الرأس – كان قد خضع لثلاث عمليات نَزْح (تصريف السائل من الدماغ عبر أنبوب) في زغرب . كل عملّية أسفرت عن نزف دماغي الذي استدعى إجراء عملية جراحية اخرى . وإحتمال اسمترار النزيف كان وارداً . كان التشخيص الطبي لحالة دامير سيء للغاية . في الوقت نفسه كان قد فقد الكثير من وزنه وأصبح هزيلاً جداً . بعد ان فُقد الأمل من شفائه أسرعت به عائلته الى مديوغورييه . لم يكن بحالة تسمح له بتسلّق جبل الصليب او تلّة الظهورات فأُخِذ الى كنيسة الرعيّة حيث اجتمعت فيتسكا مع مئات الحجّاج في لقاء صلاة من أجل المرضى . هناك حصلت المعجزة ! أحس دامير بتحسّن فوري واختفت آلامه وعاودته قوّته . عند عوته الى زغرب خضع لفحوصات في المستشفى واندهش الأطبّاء المتابعين لحالته إذ لم يجدوا اي أثر لمرضه . ‘عيدت الفحوصات والتحاليل مرة أخرى للتأكّد من صحّة الشفاء لكن المرض قد اختفى .فسجّل الأطبّاء ان ليس لديهم اي تفسير وأن الشفاء تم بصورة لا يمكن للعلم والطّب تفسيرها .
سفييا كوزمان Cvija Kuzman من بلدة ستولاك عانت لمدة احد عشر عاماً من مرض التهاب المفاصل التنكُّسي .منتقلة من مستشفى الى آخر . تمشي بصعوبة مع انتفاخ وتورّم شديد ومؤلم في ذراعيها ورجليها . زارت مديوغورييه لكن شدّة آلامها أجبرتها الى العودة بسرعة الى المستشفى . لكنها طلبت قبل عودتها ان يُحضروا لها بعض التراب من تلّة الظهورات . فعملت لها ابنتها عجين من ذلك التراب ووضعته على مفاصل كل من ذراعيها ورجليها وتلت مع أمّها مسبحة السلام (7 ابانا الذي ، 7 السلام الملائكي و7 المجد للآب) فشُفيَت في الحال .
طفل يبلغ من العمر ستّة أشهر فقط أبتلى بالأكزيما وهو مرض إلتهاب جلدي يتسبّب في تهيج الجلد واستثارته الحكة، احمراره وجفافه لدرجة ظهور تشققات وقشرة تتكون فوق قرحة او جرح .استشار الأهل عدد من الأطبّاء لكن بدون فائدة . وقالوا لهم ان المرض سيختفي عندما يصبح الطفل في الثانية من عمره ، لكن عليهما الإمتناع من غسل الجروح بالماء لأنها ستتزايد . أمر كان صعب العمل به إذ احتاج الطفل مراراً الى تنظيفه فانتشرت الأكزيما وغطّت وجهه وعنقه ويديه ورجليه مسبّبة له حكّة فظيعة وتقرّحات في الجلد . ذهبت به أمّه الى مديوغورييه وصعدت جبل الصليب لتطلب شفاعة مريم لتحصل لها على شفاء طفلها . قامت بجمع بعض الأعشاب النامية قرب الصليب ووغلَته في الماء ثم غسلت جسم طفلها بهذا الماء . في اليوم التالي كانت التقرّحات والجروح قد اختفت . بقي منها علامات داكنة في الجلد . في غضون اربع وعشرين ساعة هذه العلامات ايضاً اختفت .
امتناناً للسيدة للعذراء قامت عائلة الطفل بالحجّ مجدّداً الى مديوغورييه مشياً على الأقدام مسافة 40 ميلاً شاكرين شفاء ابنهم .
عديد من الشفاءات الموثّقة حصلت لأشخاص أخذوا تراباً ، ازهاراً او بعض الأعشاب من تلّة الظهورات ومزجوها بالماء . ثم وضعوا الخليط على المنطقة المصابة من الجسم . من خلال إيمانهم ورجائهم ، بالإضافة الى الصلاة والصوم، كثيرون حصلوا على الشفاء في هذه الطريقة من العمى والشلل والصمم وأمراض اخرها غيرها .
شهادة أخرى على مثل هذا الشفاء سُجِّلت بخصوص يوزو فاسيلي Jozo Vasilj البالغ من العمر 85 عاما . كان أعمى وومشلولاً نتيجة لسكتة دماغية . لم يكن باستطاعته الذهاب الى تلّة الظهورات ، فطلب من أحدهم ان يُحضر اليه من التلّة بعض التراب والأعشاب .وضعها في الماء واستحمّ بها . في الحال استطاع رؤية زوجته . كتب في شهادته ما يلي :”قبل ثماني سنوات أصبت بسكتة دماغية مما أفقدني نظري في عيني اليسرى ، وخلال الأربع سنوات التالية فقدت الرؤية ايضاً في عيني اليمنى وأصبحت أعمى تماماً . طلبت من فيدا فاسيلي ان يحضر لي بعض الأزهار والأعشاب من التلّة حيث تظهر السيدة العذراء . تلك الليلة وضعت الأزهار تحت رأسي ونمت . في الصباح طلبت من زوجتي ان تأتيني بوعاء ماء ، ووضعت النباتات في الماء وغسلت نفسي وانا اتلو قانون الإيمان . بينما كنت أجفّف نفسي بمنشفة قلت لزوجتي :”استطيع ان أرى !” أجابتني :”ماذا تقصد انك ترى”. قلت لها :”استطيع ان أرى انك لم ترتدي جواربك بعد” . بذلك صدّقت زوجتي انني استعدت نظري . نعمة أخرى منحني اياها الرب هي شفاء يديّ من القرحة والدمامل التي عانيت منها لفترة وكانت مؤلمة جداً . هي ايضاً اختفت في ذات اليوم .
فيما يلي شفاءان تمّا في السنوات الأولى من الظهورات وهي من الحالات الأولى التي وثِّقت طبيّاً وتمّت احالتها الى الكنيسة وهي حول امرأتين حصلتا على الشفاء الكامل والفوري من مرض تصلب الاعصاب المتعدد(MS) ، وهو خلل مزمن يصيب الجهاز العصبي حيث تهاجم الخلايا المناعية في جسم الانسان المادة الميلينية التي تغلف الاعصاب مما يؤدي الى تلفها. كان المرض في حالة متقدّمة لدرجة الشلل ومقعدتان على كرسي متحرك ، مع تدهور شديد ومستمر في العضلات .
ريتا كلاوس Rita Klaus ، اميريكية متزوجة ولها ثلاثة بنات ، مصابة بمرض التصلّب المتعدّد منذ 25 سنة لا تتحرّك سوى بمساعدة كرسي متحرّك . سنة 1986 كانت أول مرة تقرأ عن مديوغورييه وتمنّت ان تزورها لكن لم تسمح لها حالتها المادية من السفر الى مديوغورييه . في احدى الليالي سمعت صوتاً يقول لها “لماذا لا تطلبين؟” وبدأت تصلّي بحرارة طالبة الشفاء .في الصباح التالي شعرت ريتا بقدميها وأصابع رجليها . أدركت انها تستطيع المشي وأنها شُفيَت تماماً . مرّ على شفائها 6 سنوات دون ان تعود اليها اي من عوارض مرضها . شفاءها كان فورياً وكاملاً وهي تؤمن حسب شهادتها انّه تم بفضل سيدة مديوغورييه .
الدكتور ل. فريجيريو وزملاؤه في المعهد الطبي في ميلانو أكبّوا على ملفّ يحتوي على 143 فقرة عن شفاء ديانا باسيل Diana Basile موظفة ايطالية كان عمرها انذاك – ايفي عام 1986 ، 43 عاما وهي أمّ لثلاثة ابناء . تم تشخيص اصابتها بمرض التصلّب المتعدّد عام 1972 . عانت ديانا ايضاً من إلتهاب العجان ، كما فقدت النظر في إحدى عينيها ولا تمشي الا بصعوبة كبيرة . قوق ذلك وقعت فريسة الإكتئاب الشديد حيث استمرّت حالتها الصحيّة والمادية في التدهور . احدى زميلاتها حيث كانت تعمل في السابق اقترحت عليها ان ترافق فريق سيذهب من ميلانو الى مديوغورييه . في 23 ايار كانت ديانا في كنيسة الرعية ترافقها صديقتها السيدة نوفيللا التي ساعدتها على تسلّق الدرجات الى غرفة الظهورات
عند تلك اللحظة لم ارغب في ان ادخل الى الغرفة … لن الباب فُتِح ودخلت . ركعت هناك قرب الباب. عندما وصل الرؤاة ركعوا هم ايضاً … سمعت ضوضاء عالية ولم أعد اتذكر شيئاً ن سوى فرح عارم لا يوصف ورأيت فصول معينة ومنسية من حياتي تمرّ كفيلم سينمائي امامي . حين انتهى كل شيء تبعت الرؤاة الذين ذهبوا مباشرة الى المذبح الرئيسي في الكنيسة. كنت امشي مثل الباقيين ، وركعت كما فعل الجميع . لم يخطر في بالي انه حدث أمر غير اعتيادي سوى عندما تقدّمت مني السيدة نوفيللا ودموعها في عينيها .الشفاء كان فورياً . عند عودتنا في الباص الى الفندق التفّ حولها الجميع واحتضنوها متأثرين وفرحين بشفائها . في ذلك المساء وجدت ان إلتهاب العجان قد اختفى . عينها اليمنى التي كانت بلا فائدة لمدة 12 عام ، استردّت رؤيتها الكاملة – بل وأفضل من العين اليسرى التي كانت جيدة بنسبة 90% . في اليوم التالي ذهبت ديانا الى كنيسة مديوغورييه مشياً وحافية القدمين ، ولم يكن ذلك كافياً فصعدت بعد الظهر الطريق الصخري الى أعلى تلّة الظهورات .
ميركو بركيش Mirko Brkic كُسرت رجله ووضع فيها دبّوس معدني ، في الأول عولج في مستشفى بانيا لوكا ومن ثم في بلغراد . تكوّنت قرحة مفتوحة تحت الركبة المكسورة وعولجت مراراً لكن القرح ازداد عمقاً حتى بان العظم فقرّر الأطبّاء بتر رجل ميركو حتى الركبة لأن لا أمل له بالتحسّن . اما عائلة ميركو فقد نذروا للسيدة العذراء وصاموا وصلّوا من أجل ان تتدخّل وتمنح الشفاء لميركو . يوم واحد قبل عملية البتر ، اندمل الجرح فجأة ، شيء لم يعتقد الأطبّاء المنذهلين انه ممكناً.، فألغوا العملية الجراحية اذ لم يعد ميركو بحاجة لها . بعد عدة ايام شُفي الجرح بالتمام وقدّمت عائلة ميركو شهادة بذلك في مكتب الخورنة في الرعية مُرفقة بالصور والأشعّة وتقريرات الأطبّاء عن الحالة قبل وبعد الشفاء العجائبي .
الأمر الأوّل والأهم الذي علينا ان نتذكّره هو ان مديوغورييه مكان صلاة . لا ينبغي النظر اليها على انها لورد ثانية ، مكان لشفاءات جسدية فائقة الطبيعة . السيدة العذراء لا تُركّز في مديوغورييه على الشفاءات الجسدية ، على الرغم من ان المعجزات تحصل هنا غالباً وتُدهش الطب والعلم . بل رسالة السيدة العذراء الأهم في مديوغورييه هي شفاء الروح ومعالجة القلب وارتداده . هذه هي الإختلالات والإضطرابات التي أتت السيدة العذراء لتشفينا منها !