ما سرّ بكاء مريم العذراء من خلال الصور والأيقونات وماذا تهدف أن تُخبرنا الأمّ السماوية عبر دموعها
العذراء القديسة تشرح بنفسها سبب بكاءها
بكاء مريم العذراء من خلال الصور والأيقونات
من منا لم يسمع عن بكاء مريم العذراء أمّنا الحنونة؟ ربما شاهد البعض صورة أو شخص العذراء يذرف الدموع. في الواقع ازدادت في الآونة الأخيرة ظاهرة بكاء العذراء من خلال الصور والتماثيل في جميع أنحاء العالم. لكن لا ننسى أنها بكت أيضًا في العديد من ظهوراتها (كبكائها في لاساليت).
وازدادت أيضًا التحاليل والتفسيرات. فالبعض يقول إنها تبكي حزنًا على معاناة أولادها المضطهدين. آخرون يعتقدون أنها إشارة بأن بكاء مريم العذراء تنبئ عن حوادث مؤلمة ستحدث في المكان بالزمن القريب. وفريق آخر يحلّل بكاءها على أنه عدم رضى عن حال البشرية.
كان للبابا القديس يوحنا بولس الثاني فكرة واضحة عن سبب بكاء مريم العذراء عبر الأيقونات والتماثيل. في عام 1994 ذهب البابا إلى جزيرة صقلية ليحتفل بالقداس الإلهي وتكريس كنيسة ”سيدة الدموع“، الكنيسة التي بنيت في المنطقة التي بكى فيها تمثال للعذراء بسيراكوزي في نهاية الحرب العالمية الأولى.
تحدّث البابا عن دموع العذراء وقال: “إن دموع سيدتنا هي من العلامات الإلهية: إذ تشهد لحضورها في الكنيسة والعالم.. الأم تبكي عندما ترى أبناءها مهددين بالشر، الروحي أو الجسدي”.
قد تكون كل هذه التفسيرات صحيحة، لكن قد تتفاجأ أن العذراء القديسة شرحت بنفسها سبب بكاءها!
هذا ما قالته في رسالتها الى ميريانا في مديوغوريه بتاريخ 2 ديسمبر 2016:
“أولادي الأحبّة،
قلبي الأمومي يبكي بينما أنظر الى ما يقوم به أولادي. الخطايا تتضاعف، وطهارة النفس باتت أقلّ أهميّة. إبني أصبح منسيّاً – وقد بات أقلّ تكريماً. وأولادي يتعرّضون للإضطهاد.”
إذن هناك أربعة أسباب لبكائها بحسب ما أفصحت عنه العذراء:
1- رؤيتها ما يقوم به أولادها من شرور.
2- رؤيتها خطايا البشرية تتضاعف وعدم الإهتمام بطهارة النفس.
3- ابتعاد العالم عن يسوع ونسيانه، وعدم عبادته وتكريمه.
4- اضطهاد العالم للمسيحيين ورؤيتها معاناتهم
فكيف إذن نساعد في تخفيف وجع قلبها الطاهر وكيف نكفكف دموعها؟
في نفس الرسالة تقول لنا الأمّ السماوية:
“يا أولادي ، يا رُسُل حبّي، مع الروح والقلب أدعوا اسم ابني. وهو سيعطيكم كلمات النور. إنّه يُظهِر لكم ذاته، يكسر معكم الخبز ويمنحكم كلمات الحبّ حتى تقدروا أن تحوّلوها الى أعمال رحمة، وبالتالي، أن تكونوا شهوداً للحقّ.
لهذا السبب أولادي، لا تخافوا. اسمحوا لإبني أن يكون فيكم. هو سوف يستخدمكم لرعاية المجروحين ولردّ النفوس الضائعة. لذلك، يا أولادي عودوا الى صلاة مسبحة الوردية. صلّوها بمشاعر الطيبة، التضحية والرحمة.”
الجواب إذن هو: أن ندعو اسم يسوع من القلب.
وأن نسمع لكلمات الحبّ التي يعطينا في الإنجيل.
أن نشارك في كسر الخبز أي الذبيحة الإلهية.
أن نقوم بأعمال رحمة نحو القريب والمحتاج.
وأن نصلي الوردية من القلب.
عندما ترى سيدتنا العذراء أننا نعمل بنصيحتها، لن نكون قد مسحنا دموعها فقط، بل رسمنا أيضًا على وجهها الفائق الجمال ابتسامة رضى وتعزية.
عن بكاء مريم العذراء إقرأ المواضيع التالية:
امنا العذراء تبكي … دموع من دم
السماء حزينة ومريم العذراء تبكي
البابا يوحنا بولس الثاني وإكرامه لتمثال سيدة مديوغوريه الباكي دم
ميريانا تصف حزن العذراء العميق وتكشف أهم ما تطلبه في ظهوراتها في مديوغوريه