كيف تحرّر شاب كُرِّس للشيطان عند ولادته من شرب دماء بشرية
كاهنان يرويان قصة لقائهما بمصاص دماء!
اعتراف شاب بشربه دماء بشرية
الأب أنريكو بوركو والأب أنطونيللو كاديدو، كاهنان غير عاديَيْن، مُوْلَعين فعلاً بالرب. ينحدران من سردينيا، بدآ رسالتهما سريعًا بالبرازيل في العام 2000. هما من أسرتين ميسورتَيْ الحال نسبيًّا. وقد استقرّا في وسط إحدى الحارات الفقيرة، وكانا ينامان في مكان صغير مكوّن من غرفة واحدة، حيث الراحة مشكوك فيها تمامًا، في الواقع في غياب تام للراحة. قلبهما المفتوح واسعًا لعالم الفقراء، قادهما إلى تجارب متطرّفة نوعًا ما.
في تلك الليلة، كان الأب أنريكو، ينام بعين مفتوحة، وهو ممدَّد على الأرض في غرفتهما الصغيرة مع سبعة من المتشرّدين الذين أتيا بهم من الساحة المركزية بمدينة ساو باولو. بخبرته الكبيرة بالأشخاص الآتين من الشوارع، لم يكن مطمئنًّا تمامًا. بالإضافة إلى ذلك، لم يكن من السهل النوم على الأرض وسط الغبار مع هذه الحرارة الحارقة في ساو باولو.
فجأة، رأى الأب أنريكو ظلاًّ يقترب منه. فاضطرب وخاف؛ غير أنه تمكن من أن يحتفظ بهدوء ظاهري. كان هذا شابًّا مدمنًا على المخدّرات يقف في ذلك المكان ويراقبه وهو ممسك بسلاح حاد. إنه بدرو، البالغ من العمر تسعة عشر عامًا، والذي التقطه الكاهنان منذ بضع ليالٍ بثيابه الرثة بعد حوار قصير معه. كان قد أكد أنه لم يعد يرغب في النوم في الشارع وطلب أن يتم إيواؤه. كان يبدو حزينًا للغاية! كيف لنا ألا نفكر في قول الرب: «ومَن قَبِل صبيًّا مثل هذا باسمي فإيّاي يقبل»؟ (متى ١٨: ٥)
أخذ الأب أنريكو يصلّي بكل ما أوتي من قوة، والسلاح الحاد لم يبشّره بأي شيء طيّب! كم كان محقًّا! ظل بدرو واقفًا في المكان لبعض الوقت – بدت هذه الدقائق بالنسبة للأب أنريكو وكأنها ساعات – ثم فجأة، عاد بدرو لينام.
في الصباح، جاء بدرو، وهو متوتر، عصبي، متعطش للدماء ووجهه يملأه الغضب، يبحث عن الأب أنريكو وباح له بسر رهيب: أثناء الليل، هاجمه دافع ورغبة شبه طاغية في أن يقطع عروقهم جميعًا ويشرب من دمائهم. إلا أن ثمة شيئًا منعه من ذلك. ولكن ما هو؟ إنه لا يدري. في المقابل، كان الأب أنريكو يعلم ما هو هذا الشيء. إنها الصلاة بإيمان!
عندما رأى بدرو أن الكاهنين لم يحاكماه ولم ينبذاه، شعر بالثقة واستعاد هدوءه شيئًا فشيئًا. أدرك حينها أنه يمكنه أن يبوح بالسر المخيف الذي يضنيه منذ طفولته: عند ولادته، تم تكريسه للشيطان. لقد ربطه الشيطان فارضًا عليه شرب دماء بشرية ، سواءً كانت دماء الآخرين أو دماؤه هو. سَكَنَه دافع طاغٍ، وكان تقريبًا من المستحيل مقاومته. كان هذا هو السبيل الوحيد لديه ليجد سلامًا ظاهريًّا. إنه هذا السلام الزائف النَمَطي للشيطان الذي يتركنا ظمأى على الدوام!
ذهل الكاهنان وأدركا أنهما أمام مصّاص دماء بشرية ! فجأة، اتضح كل شيء. فَهِما لماذا كان ذراعا بدرو وعدة مناطق في جسده تغطيها الجروح: كان هو يتسبب فيها عندما لا يجد فريسة يقطع لها عروقها ليروي عطشه للدم.
حيث أنه كان بائعًا للمخدرات، فقد تم احتجازه في سجن القاصرين. كان يبذل كل ما في وسعه لكي يتعارك «زملاؤه» في السجن فيما بينهم. من جهته، كان الأمر محسوبًا جيدًا، إذ أنه بعدها كان بإمكانه أن يشرب من الدماء التي كانت تسيل، حتى وإن لعقها من الأرض. وهكذا أفشى بدرو مأساة حياته القصيرة ومعاناة أسرته والتي انتهت بالتخلي عنه.
منذ ذلك الوقت، أخذ صديقانا الكاهنان يصلّيان من أجله، وحينها انتابت بدرو أُولَى الظواهر الشيطانية.
بعد بضعة أيام، انتابته ظاهرة شيطانية أخرى أكثر عنفًا. دخل فجأة في نوبة غضب شديد وتغيّر وجهه. تناول شفرة حلاقة واندفع نحو الأب أنريكو والآخرين. غير أنه حدثت معجزة. فقد ظهرت صورة لعذراء مديوغوريه بينه وبين الأب أنريكو. توقف بدرو فجأة، ونسي الأب وانقض على صورة العذراء. مزّقها تمامًا وهو يصيح. وعقب ذلك، تصاعدت الظاهرة الشيطانية واهتاج الشيطان، وأخذ الجميع يصلّون لساعات من أجل بدرو وهم يتوسلون إلى الرب أن يخلّصه.
وتم الخلاص!
بعد بضعة أشهر، استطاع بدرو أن ينطلق مجدَّدًا إلى العالم وهو ساكن وهادئ، راغبًا في بدء حياة جديدة. تغيّر كل شيء فيه، فكان يسرّ الناظرين. وتزوّج، وهو اليوم رجل سعيد وشاهد لا نظير له لرحمة الرب العظيمة.
اذا كان شيطانا يربطه كيف تحرر من دون صلاة تقسيم اريد ان اعرف