شهر مع العذراء مريم – اليوم الثامن
شهر مع العذراء مريم – اليوم الثامن
أيتها البتول الطاهرة، يا من كنتِ للشعب المسيحي عوناً مستديماً، إليك نتوسل ولك نلتجىء، ولا سيما في عصرنا الحالي. فذلّلي أعداء ديننا المقدّس، ونيّاتهم الخبيثة أبطليها.
أنيري الأساقفة والكهنة وقوّيهم، وبالبابا المعصوم من الضلال اجعليهم متحدين أبداً، ولا يخالفون له ولإبنك يسوع أمراً.
صوني من الكفر والرذيلة الشباب، واعضدي الدعوات الكهنوتية والرهبانية المقدَسة، وخدَّام الكنيسة زيديهم عدداً، حتى يحفظ بهم ملكوت يسوع بيننا، ويمتدّ إلى أقصى أنحاء المسكونة.
«قامَت مَلِكَةٌ عن يَمينكَ بِذَهَبِ أُوفير.
إِسمَعي يا بِنتُ واَنظُري وأَميلي أُذُنَكِ إِنسَي شَعبَكِ وبَيتَ أَبيكِ
فيَصْبُوَ المَلِكُ إِلى حُسنِكِ إِنَّه سَيِّدُكِ فلَه اْسجُدي.
وبِنتُ صورَ وأَغنياءُ الشَّعْبِ يَستَعطِفونَ بِالهَدايا وَجهَكِ.
بِنتُ المَلِكِ لِباسُها مِن نَسائِجِ الذَّهَب
تُزَفُّ إِلى المَلِكِ إِلى الدَّاخِل وفي إِثْرِها عَذارى».
في ظهوراتها في أكيتا اليابان
«الكثير من الناس يحزنون الرّب ! على النفوس أن تعزّيه لتخفّف غضب الآب السماوي. أرغب مع ابني أن تعوّض النفوس من خلال المعاناة والفقر لإصلاح الخطايا ونكران الجميل. لذلك سيعرف العالم غضبه، ويعدُ الآب السماوي ليرسل عقاباً عظيماً على كل الجنس البشري. لقد تدخّلت مرّاتٍ كثيرةٍ لتهدئة غضبه، ومَنعت حدوث الكوارث بتقديم آلام الابن على الصليب ودمه الثمين كما قدّمت نفوسًا محبوبةً تعزّي الآب السماوي تلك التي تشكّل جماعة نفوسٍ مُضحّية. الصلاة والتوبة والتضحيات الشجاعة يمكن أن تهدّئ غضبه !
فالصّلاة ضروريّة حتّى في الجماعات العِلمانيّة ! فالنفوس التي ترغب بالصلاة هي في طريقها على التجمّع مع بعضها البعض. كونوا أمناء وحارّين في الصلاة دون أن تبالوا الى القشور الخارجيّة».
المجمع الفاتيكاني الثاني
«في دستور عقائدي في الكنيسة الذي أعلن عن إشتراك مريم في سر الفداء:
-61- إنَّ العذراء الطوباوية التي أُعِدَّتْ منذُ الأزل، في تصميم تجسُّد الكلمة كي تكون أمَّ الله، غَدَتْ على الأرض، بتدبيرِ العناية الإلهية، أُمّاً حبيبةً للمخلِّص الإلهي، وشريكةً سخية في عمله بصفةٍ فريدةٍ أبداً، وأَمَةً للرب وديعة.
-62- وفعلاً إن دورها في الخلاص لم يتوقف بعد صعودها إلى السماء: إنها لا تزال تحصل لنا بشفاعتها على النِعَمِ التي تُؤكِّدُ خلاصَنا الأبدي».
عذراء لورد
في الحادي عشر من شهر شباط سنة 1858 خرجت فتاة قروية تدعى برناديت مع اختها وجارتها الى الحقل لجمع الحطب. وعند وصولهن الى ضفاف نهر الكاف في منطقة لورد رأين كميات كبيرة من الحطب في الضفة الثانية.
وبينما كانت برناديت تهم بالعبور سمعت فجأة صوت ريح شديدة فنظرت الى الأمام فشاهدت في شق بين الصخور امرأة واقفة متشحة بالبياض يحيط بوسطها زنار ازرق ويخفق من حولها جمال سماوي واشعة باهرة.
فما كان من الفتاة الاّ أن اخرجت سبحتها ورفعت يدها الى جبينها لترسم اشارة الصليب.
وبينما شرعت بتلاوة المسبحة اختفى المنظر فجأة.
وتكررت الظهورات وانتشر خبرها فتهاتفت الناس الى المكان بين مصدق ومكذب، بين مؤمن وفضولي.
في احدى المرات قالت السيدة للفتاة: صلي لأرتداد الخطاة.
ثم طلبت منها ان تُشيَد في ذلك الموضع كنيسة على اسمها. وانبثق قرب المكان ينبوع ماء بشارة منها.
ولما استفسرت الفتاة من السيدة بسذاجة من تكون، أجابت بلطف:
أنا التي حبل بها بلا دنس وغابت في الحال.
ومنذ ذلك الحين اصبحت لورد قبلة الأنظار ومركزا ً للأيمان والتقوى، ومزارا ً عالميا ً لأكرام مريم.
والماء الذي نبع بأعجوبة عند قدميها لايزال يجرى الى اليوم ويصنع عجائب الشفاء لكثيرين.
«واحدة من «السلام عليك يا مريم». تقال جيّدًا تملأ قلب سيّدتنا بالسرور وتحصل لنا على نعم عظيمة لا توصف».
«أيتها البتول مريم الفائقة القداسة، والبريئة من كل عيب، يا أمنا الكثيرة الحنان، ومعونة النصارى القديرة، إننا نقف أنفسنا بجملتنا على حبّك وخدمتك المقدّسة. فلكِ نقف عقولنا بأفكارها، وقلوبنا بعواطفها، وأجسادنا بحواسها وكل قواها، ونعدك أننا سنواصل العمل لمجد الله الأعظم. آمين».