شهر مع أصدقائنا الأنفس المطهرية – اليوم الخامس والعشرون
شهر مع أصدقائنا الأنفس المطهرية
اليوم الخامس والعشرون – درب الصليب يعزّي الأنفس المطهريّة
1. هو درب السماء للأحياء
هذا الفرض العظيم في الذكرى التي يثيرها، الثمين في النِّعم التي يقدّمها هو الأداة الأكثر فعاليّة للانتصار على آلامنا، والطريق الآمن للوصول بسرعة إلى قمّة الكمال. ففي كلّ مرحلة من مراحل درب الصليب نفهم بعمق سبب آلام السيّد المسيح. علينا أن نخشى الخطيئة فنبتعد عنها لكي لا نجدّد آلام السيّد المسيح، علينا سحق أنفسنا بممارسة الكفّارات من أجل التماثل بالسيّد المسيح. علينا الاندفاع للعمل من أجل راحة الأنفس، علينا حبّ التواضع والطهارة وغفران الإهانات والصبر على التجارب ونكران العالم المادي.
يقول القدّيس “بونافانتورا”: “إذا أردت أن تنمو في الإيمان أجذب إليك النِّعم فوق النِّعَم ولتكن مماثلاً ليس فقط للملائكة ولكن لابن الله. مارس هذا التمرين الروحي: درب الصليب، فتحصل على الدرب الملكي الذي يقودك إلى الجنّة”.
ليس من نهج أكيد، للتقدّم في الفضيلة ومشابهة المثال الإلهيّ، كدرب الصليب قم بدرب الصليب كما قامت به السيّدة العذراء والتلاميذ الأوائل والقدّيسين: فتشعر بنفسك مسيحيًّا متقدّمًا، أقرب إلى السماء وفي قلب المسيح المقدّس.
2. هو درب السماء للأموات
أيضًا درب الصليب هو فعل سلام من أجل أمواتنا الأحبّاء. على خطى المسيح إلى الجلجلة نقطف كلّ قطرة من دمه الثمين، كلّ نعمة من شهادته الأليمة ونقدّمها إلى العدالة الإلهيّة سداد دَينٍ عن الأنفس المطهريّة فتكون لهم تنهّدات فرح وسرور وعزاء وشفاء. إنّ درب الصليب هي لراحة الموتى لما نقدّمه من الغفرانات الثمينة للخطايا. وهي كثيرة بما لا يحصى كما يعلمنا قداسة البابا “بنوا” الرابع عشر* ومن اجل أن نكسبها يجب أن نكون في حال النعمة كما يمكننا القيام بدرب الصليب مرارًا عديدة في اليوم الواحد.
إذا كنتم ترغبون في شفاء الأنفس المطهريّة وتحريرها قدّموا هذا الفرض بكلّ تقوى للعدالة الإلهيّة. ستجدون على هذه الدرب، درب الألم وموت السيّد المسيح، العزاء لقلوبكم متى خسرتم أناسًا أعزّاء، والطريق إلى فتح أبواب السماء لهم.
يا لها من كنـز! درب الصليب! هي كنـز لكم ولأمواتكم. خذوا القرار بإقامتها كلّ أسبوع، يوم الجمعة، يوم ذكراها فيُستجاب لنا.
مثال
في إحدى الرعايا الصغيرة، كانت بعثة تبشيريّة تقوم بإرشاد الناس في القرية وكان هؤلاء يأتون للاستماع إلى كلمة الله والحصول على غفرانه. ثلاثة رجال فقط، من القرية، رفضوا بعناد الاستفادة من التبشير وقد أقسموا ألاّ يضعوا أرجلهم في الكنيسة وألاّ يعترفوا أبدًا إلى الكاهن. زوجة أحدهم جاءت تخبر أحد المبشّرين بذلك؛ فسألها رجل الله هذا: “ألديك أولادًا؟ أجابت: نعم، إثنان صغيران. فقال لها: جيئي بهما إلى الكنيسة وأقيموا معًا بكلّ تقوى، درب الصليب من أجل الأنفس المنسيّة في المطهر. واطلبوا من هذه الأنفس التي تعملون على شفائها أن يردّوا زوجك إلى الإيمان. وأنا متيقّن أنّك ستحصلين على مبتغاك. لقد علّمتني الخبرة أنّ درب الصليب هي السبيل الأكثر فعاليّة من أجل خلاص الموتى والحصول بواسطتهم على ما نحن بحاجة إليه”.
كلّ يوم، عند الظهر، كانت الأم وولديها يركعون أمام بيت القربان ويقيمون درب الصليب. وكان الولدان عند كلّ مرحلة يقولان من أعماق قلبيهما: “يا يسوع، أعطِ الراحة للأموات واردد والدنا إلى الإيمان”. عند انتهاء المهمّة التبشيريّة، ركع الرجل الخاطئ عند أقدام الكاهن وتقبّل سرّ التوبة وفي الصباح تقبّل بفرح عظيم سرّ الإفخارستيّا، إلى جانب زوجته، على مائدة مخلّصنا يسوع المسيح. بعد القدّاس ضمّ التائب ولديه إلى صدره وباركهما.
آه دربَ الصليب! أنت مفيدة للجميع وتحديدًا للخطأة وللأنفس المعذّبة في المطهر.
لنصلِّ: يا قدّيسة مريم، أمّ العذابات، يا من تتأمّلين دائمًا في سرّ عذابات ابنك الإلهي يا أوّل من سار إلى الأماكن حيث تلقّى عذاباته، علّمينا أن نتأمّل في هذه الدرب، درب آلام ابنك المقدّسة، وأن نمارسها من أجل سلامنا وسلام أمواتنا، ساعدينا أن نجد النِّعم لتوبة الخطأة والثبات للأتقياء والعزاء للأنفس المطهريّة. يا يسوع الوديع أعطِ هذه الأنفس المباركة الراحة الأبديّة! آمين.