24 أيلول – عيد مريم العذراء سيّدة الرحمة
وُلد القديس بطرس نولاسكو، لعائلة نبيلة في لانغدوك عام 1189، وفي سن الخامسة والعشرين، نذَرَ العفّة، وأعطى كل ممتلكاته للكنيسة.
بعد فترة من الزمن، نشأت عنده فكرة إنشاء نظام علماني لإعتاق الأسرى. فحقّقت له المشيئة الإلهية ذلك. ظهرت السيدة العذراء في الليلة عينها لبطرس، ولريموند من بينافورت، لمعرّف بطرس ومرشده الروحي، ولملك أوراغون، ودعتهم
المضي قدمًا بمخطّطهم المقدّس دون خوف.
بعد معارضة كبيرة، أُنشئ النظام رسميًا ووافق عليه البابا غريغوريوس التاسع تحت اسم جمعية الطوباوية مريم العذراء سيّدة الرحمة ويُعرف اليوم أعضاؤها في الغالب باسم الرهبان أو الراهبات المرسيداريين.
بمشيئة الله، وتحت حماية ورعاية والدته العذراء، انتشرت الرهبانيّة بسرعة، وزاد نموها محبة وتقوى أعضائها، الذين كرسوا أنفسهم ليس فقط لجمع الصدقات من أجل فدية الأسرى المسيحيين، ولكن أيضًا سلّموا أنفسهم للعبودية الطوعية لدعم هذا العمل الصالح.
من العلامات المميزة لنظام سيّدة الرحمة أنه منذ تأسيسها، يُطلب من أعضائها أن يأخذوا نذرًا رابعًا: الموت، إذا لزم الأمر، من أجل شخص في خطر فقدان إيمانه. ينتشر هذا النظام اليوم في 17 دولة.
وبفضل الله والعذراء سيّدة الرحمة أُنشئ العيد الذي احتُفِل به أولًا في جمعية الطوباوية مريم العذراء سيّدة الرحمة ثم في إسبانيا وفرنسا، وامتد أخيرًا إلى الكنيسة بأكملها بأمر من البابا إنوسنت الثاني عشر، الذي عيّن يوم 24 أيلول ليُحتَفل فيه بعيد سيّدة الرحمة.
رسالتهم
إنّ دعوة هذه الرهبنة وعملها الإرسالي هي الخروج لتخليص المسيحيين المعرّضين إلى خطر فقدان الإيمان، هؤلاء الذين تُسلب كرامتهم كأشخاص، ضحايا شباك مبادئ وأنظمة تتعارض مع الإنجيل.
بالرغم من أنّ القديس بطرس نولاسكو وفرسانه كانوا علمانيين ورهبان وليسوا كهنة، ومع ذلك فقد اعتبروا أن خلاص القريب عمل ضروري ومهم. يمكن لكل واحد منا من خلال المشورة والصلاة، ولكن قبل كل شيء بالمثال المقدس، أن نساعد في خلاص إخوتنا وقريبنا، فبذلك نضمن خلاصنا.