من معجزات سرّ الإفخارستيا – هل أنت من المؤمنين بعظمته أم من المتشكّكين!
هل أنت من المؤمنين بعظمة سرّ الإفخارستيا أم من المتشكّكين. هل ستهرب أم تبقى رغم كلام يسوع الصعب!
الخميس المقدس، خميس الأسرار. اليوم الذي أعطى المسيح ذاته هدية لا تُثمّن للإنسانية في سرّ الإفخارستيا .
هل تعلم أن استطلاعات الرأي تُظهر أن 27% فقط من الكاثوليك يقبلون اليوم تعاليم الكنيسة عن سرّ الإفخارستيا ؟
الباقون هم متشكّكون مثل الرجل في القصة التي سنرويها لك.
القصة التي نرغب مشاركتها معكم وقعت أحداثها في القرن ال13، وبطلها القديس أنطونيوس البدواني المعروف باسم “صانع المعجزات!”.
الشخصيات الأخرى الرئيسية في القصة هم المتشكّك الذي ذكرناه من قبل ومخلوق آخر : بغلة!
وعلى الرغم من أن هذه المعجزة وقعت منذ حوالي 700 سنة، أعتقد أنك سوف توافق على أن بعض الأشياء لا تتغير أبداً.
ما هي القصة؟
تقول القصة أنه في أحد الأيام اراد القديس أنطونيوس البدواني أن يكون موضوع العظة عن سر الأفخارستيا فيوضح للسامعين فوائد الاقتراب من هذا السر والنعم التي يحصل عليها المؤمن من خلال ذاك السر والنقم التي يعاني منها الغير مؤمن والشكاك في هذا السر العظيم …
فوقف يعظ الناس ويتكلم موضحاً بالدلائل القوية اهمية هذا السر وان الله أحب البشر لدرجة انه أعطانا ذاته وأرتضى أن يدخل في القربان الذي تقدمه أيدينا ليقدس من عمل يد الأنسان، الأنسان ذاته. فوقف واحد من السامعين وكان زعيم الهراطقة والقوم الكفرة المدعو بنويللو ، المانوي المذهب وهي بدعة كانت تحاول نقض ما ترتكن اليه المسيحية من ايمان بكافة الوسائل والأساليب في ذاك الوقت …
فقال هذا الشخص للقديس انطونيوس: الله في قطعة قربان؟ ما هذا الهراء؟؟ أرني ذاك بالفعل وإن امام كل الجمع المحيط بنا سجدت بغلتي للقـربـانة المقدسة، سجدت انا ايضا ، وآمنت بانها تحوي حقيقة جسد المسيح ودمه ونفسه ولاهوته وإلا يكون إيمانك وتعليمك باطلاً…
قبل القديس انطونيوس التحدي واتّفقا أن يلتقيا بعد ثلاثة أيام في ساحة الكنيسة. زعيم الهراطقة يُحضر بغلته والقديس يحضر القربان الأقدس.
بعد ثلاثة أيام ازدحم فناء الكنيسة بالناس الذين جاءوا مشاهدين لما سوف يحدث وما هي ألا لحظات حتى جاء الرجل الذي وقف متحديا القديس انطونيوس البدواني ومعه البغلة خاصته وكان قد منع عنها الطعام مدة الثلاثة أيام. ولم ينسى أن يحضر معه طبقا كبيرا من الشعير …… وما هي الا لحظات حتى شاهد الجمهور القديس أنطونيوس خارجاً من باب الكنيسة حاملاً للقربان الاقدس بخشوع شديد وحوله باقي الرهبان راكعين ولابسين قلانسهم على روؤسهم في خشوع شديد فاقترب الرجل ببغلته من أنطونيوس ووضع بجانب البغلة طبق الشعير وحبس الناس أنفاسهم ليشاهدوا ما سوف يحدث.
وما هي الا لحظات حتى رأى الناس تلك البغلة – الغير عاقلة – تحني قوائمها الأمامية في حركة ركوع أمام القربان …… وما أن رأى الناس تلك المعجزة حتى صاحوا وهتفوا بأعلى صوتهم :مبارك أنت يا رب … هوشعنا في الأعالي. وأعلن البعض أيمانهم بمدى فاعلية هذا السر العظيم جهراً وامام الناس …… ومن وقتها أطلق الجميع على القديس أنطونيوس البدواني لقب (مطرقة الهراطقة) بفضل هذا السر العظيم وتمسكه بأثبات مدى قوة وفاعلية سر الافخارستيا.
كل قرن لديه “المستنيرون”، أولئك الذين يؤمنون فقط ما تكشفه لهم حواسهم.
إذا كان يبدو مثل الخبز وطعمه مثل الخبز، إذاً، في أذهانهم، القربان ليس سوى خبز. متجاهلين كلمات ربنا يسوع المسيح: “الخبز الذي أعطيه هو جسدي لحياة العالم”.
وانت، ربما تعرف شخصاً متشكّك – في العمل، في الكنيسة، وربما في بيتك وبين خاصّتك. ربما كنت تصلّي من أجله لفترة طويلة. ربما أيضاً حاولت أن تشاركه إيمانك الذي تفتخر به. يمكنك الآن مشاركته بهذه القصة أيضا.
بعدها أتل صلاة خاصة إلى القديس أنطونيوس، صانع المعجزات، وهو سيتكفّل بمساعدة من تحبّ في إيجاد طريقه في العودة إلى الإفخارستيا .
فكرة أخيرة
لعلّك تذكر أنه عندما أعلن يسوع سر القربان المقدس، الإنجيل يخبرنا أن العديد من أتباعه تركوه. لم يبذل الرب يسوع أي جهد لإرجاعهم بل التفت إلى رسله الاثني عشر، وسألهم :هل تريدون أنتم أيضاً أن تذهبوا؟
مِنْ هذَا الْوَقْتِ رَجَعَ كَثِيرُونَ مِنْ تَلاَمِيذِهِ إِلَى الْوَرَاءِ، وَلَمْ يَعُودُوا يَمْشُونَ مَعَهُ. فَقَالَ يَسُوعُ لِلاثْنَيْ عَشَرَ: «أَلَعَلَّكُمْ أَنْتُمْ أَيْضًا تُرِيدُونَ أَنْ تَمْضُوا؟» يوحنا 6
طـوبــى لــلـذيــن يـؤمـنــون