أخبارصلوات مريمية

ربع ساعة مع مريم العذراء – اليوم الأول: الاتحاد مع الله

من كتاب الاقتداء بمريم

اليوم تبدأ تساعية الميلاد المجيد، في هذه الأيام الأخيرة من زمن المجيء المبارك، دعونا نقضي ربع ساعة يومية في الاستماع والحديث مع والدة الإله، طالبين إرشادها ومعونتها في الاستعداد الجيد لمجيء الطفل يسوع. 
كلمات مريم العذراء مقتبسة من كتاب الاقتداء بمريم.

ربع ساعة مع مريم العذراء
اليوم الأول: الاتحاد مع الله

باسم الآب والابن والروح القدس، الإله الواحد. آمين

صلاة البدء

يا والدة الإله، عذراء الانتظار والترقّب، امنحينا أن يجدنا الله الآتي مستعدين لتلقّي فيض رحمته. يا مريم القدّيسة، “سيّدة الإفخارستيا” وعذراء المجيء، جهّزينا جميعًا للترحيب بفرح بمجيء المسيح والاحتفال باستحقاق بحضوره السرّي في الإفخارستيا.مريم:

إنّ الله صنع معي نعمة عظيمة وهي أن لا أفقده أبدًا.
فإذا تتشوّق إلى عين الإنعام، عليك أن تبدأ بتحرير نفسك من كل حبّ أرضي ومن كل ما ليس هو من الله. إنّ هذا سيُكلّفك حقًّا، إلّا أنّ أجرك في بذل جهودك وتضحياتك هذه لن يكن بالشيء الزهيد.

استخدم كل ما حواليك في رفع ذاتك إلى الله، وستجد في كل جهة آلاف المواضيع التي تُمجّده وتُسبّحه!

فالفلك الذي يدور بعظمة فوق رأسك يخبرك عن مجده، وبريق النجوم يعطيك صورة عن ضيائه، وتّساع البحار يُنبئك عن عظمته/ وكل الكائنات المنترة في الطبيعة، تُكلّمك عن كمالاته.
كل شيء، وحتى أصغر ورود الحقل، هو كتاب مفتوح أمام عينيك يدعوك إليه.

إنّك تقدر أن تجد ربّك دون أن تخرج عن ذاتك، إذ لا حياة لك ولا وجود إلّا به. وهو يُنير عقلك ويحرّك إرادتك ويقرع باب قلبك ويطلب منك هذا القلب بحنوّ ومحبّة.

إنّ هذا إله كل جودة وصلاح هو الذي يسهر على حفظك، ويأمر الطبيعة كي تُقدّم لك احتياجاتك، فلستَ بحاجة إلى أن تُفتّش عليه خارجًا عنك. أدخل في ذاتك وانتبه لحضوره فيجعلك تشعر به بشتّى الطرق.

وسيتم هذا تارة بأنوار قوية وتوضيحات فجائية، وأخرى بتأثيرات خفيّة وعواطف تقويّة، وأحيانًا بتأنيبات حبيّة يُعاتبك بها على عدم أمانتك معه.

واحذر من أن تضع عائقًا لهذه عمليات النعمة المختلفة بخفة عقل أو بتعاجز إرادي. استسلم للممارسات التي تقود بالأكثر نحو الله، وافعل ذلك بروح تديّن عميق.

ففي الأعمال الاعتيادية وأثناء القيام بأعباء وظيفتك كن شهل الانقياد لطرق العناية الإلهية التي هي قد عيّنت لك هذا الانشغال اليومي. لا تفعل شيئًا بتسرّع، فإنّ التهوّر، حتى في الأمور القدسيّة، لا يمكن أن يخلو من أضرار للروحية الباطنية التي يتّحد بها الإنسان مع الله.

لا تتبع قط حركات الطبيعة سواء أكان ذلك في الأفراح أم الأتراح، ولا تفتح قلبك للخلائق بل لله فقط. 

عوِّد ذاتك على أن تُطلعه تعالى على ما يسرّك وما يحزنك، معتبرًا إياه أبًا وصديقًا في وسعك أت تَسُرّ إليه بثقة بكافة مواضيع أفراحك وأحزانك.

بواسطة هذه الثقة الصحيحة ستستميل قلبه تعالى إليك وستتقدّم في هذا الاتّحاد المقدّس الذي هو أحلى شغف تشعر به النفس المسيحية في حياتها. 

لحظة صمت وتأمل بكلمات العذراءصلاة

يا مريم، أيتها المحامية القديرة والغيورة: أعينيني على تحمّل متاعب هذه الحياة التي لم يعطني إياها خالقي إلّا لأستخدمها كلها في سبيل خدمته ومحبّته. ساعديني لكي أستحقّ المجد الذي لا يمكن أن أبلغه إلّا بواسطة أعمالي المعضودة بنعمته، الأعمال التي لا تُقاس عظمتها إلّا بسعة الحرارة التي ترافق قيامي بها. ساعديني أن أبقى متّحدًا معه تعالى، متمثّلًا بالاتّحاد الوثيق والمتواصل الذي ربطك دائمًا بالله. آميننافذة

تنازلي وعلّميني يا ملكة السماء، كيف أحافظ على العواطف التي تجعلني متّحدًا بالله، لكي أكون أهلًا للاشتراك بالنِّعم التي يمنحها يسوع للأنفس التقيّة، خاصة التي تتّحد معه بواسطة التناول.التبشير الملائكي

  • ملاكُ الربِّ بَشَّرَ مريمَ العذراء
    فَحَبِلَتْ من الروحِ القدس
    السلام عليك يا مريم…
  • قالت مريمُ للملاك: ها انذا أَمَةُ الربّ
    فليكنْ لي حَسَبَ قولك.
    السلام عليك يا مريم…
  • الكلمةُ صار بشرًا
    وحَلَّ فينا.
    السلام عليك يا مريم…

لنصلِّ:

نسألك، يا رب، نحن الذين عرفنا، ببشارة الملاك جبرائيل، سرّ تجسّد ربنا يسوع المسيح، ابنك الوحيد، أن تفيض في قلوبنا نعمتك، فنهتدي بآلامه وصلبه إلى مجد القيامة. آمين.

اشترك بالنشرة البريدية للموقع

أدخل بريدك الإلكتروني للإشتراك في هذا الموقع لتستقبل أحدث المواضيع من خلال البريد الإلكتروني.

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق