درس رائع من قسّيس انجيلي عن مريم العذراء !
فضلاً عن الكاثوليك الذين يزورون مديوغورييه لتكريم السيدة العذراء ، تتزايد في الآونة الأخيرة اعداد المسيحيين من باقي الطوائف الذين يأتون لزيارة السيدة العذراء بثقة بنوية ولطلب شفاعتها الوالدية امام الله .
بالنسبة الى القسّ الأنجليكاني Robert Llewelyn روبرت لولين (83 عاماً) من لندن ، دكتور في اللاهوت الأنجليكاني ،
هذه هي الزيارة الثالثة له الى مديوغورييه .
في شهادته عن تأثير مديوغورييه على حياته قال :”عندما أسمع عن الكنائس وغيرها من أماكن الصلاة التي تعرّضت للتدمير، وحول قتل المسيحيين والتطهير العرقي خصوصاً في الشرق ، فإنه يعيد إلى الأذهان تلك العقود والقرون الطويلة من القتال بين الأنجليكان والكاثوليك. الكهنة الكاثوليك كانوا مبغوضين ومضطهدين . لكن سيدتنا العذراء أم يسوع كانت موضوع كراهيتنا الأول ، وهجومنا عليها كان عنيفاً . أذكر مرة ان تمثال لها رُبِط بحبل الى حصان وسُحب في الشوارع حتى تحطّم الى اجزاء صغيرة ولم يبقَ منه شيئاً . وحتى اليوم لا يزال هناك صعوبات واختلافات حين تُذكر السيدة العذراء في الإجتماعات والمحادثات. هناك 40 مليون بروتستانتي في العالم لكن نسبة صغيرة يرتادوا الكنائس وأغلبهم لا يعرفون أمّهم مريم العذراء .
في مديوغورييه وجدت مريم ! ومعها تجدّدت كنيستي (رعيّته الإنجيلية في لندن) . مديوغورييه هي مكان صلاة ، هنا أصلّي افضل بكثير من لندن .
تجربتي تؤكد لي انه علينا نحن الإنجيليين ان نُعيد مريم الى روحانيتنا وان نعطيها مكاناً يليق بها في حياتنا . انها أمّنا ، ونحن فقراء ان كنا لانسمح لها بأن تكون معنا . من هنا علينا ان نبدأ بالتجديد . من مريم !”
أسّس القسّ روبرت مجموعة صلاة حيث علّم الناس الوردية ويتلوها معهم . لا يوجد مجموعات كثيرة متل هذه ، انها الوحيدة في منطقته . يضيف القسّيس :”هي قريبة جدا من التراث الكاثوليكي والصلاة. اني أتحدث دائما إلى المؤمنين عن مريم العذراء وأقترح عليهم ان يصلوا لها.
القسيس روبرت لا ينصح البروتستانت فقط بل وجّه نداءاً الى جميع المسيحيين خصوصاً المتعبّدين للسيدة العذراء . قال:
“مريم العذراء هي أمّ الجميع دعوها تقودكم وترشدكم . حين تتعبون من أمور العالم لا تيأسوا فمن خلال مريم تستطيعون ان تُجدّدوا العالم وسوف تساعدوننا نحن الإنجيليين بان نقبلها ايضاً .وسنكون أخوة جميعاً تضمّنا محبّة الأمّ السماوية .في مديوغورييه تعلمت ان أصلّي من أجل الجميع لأني اعلم ان هناك الكثيرين يصلّون من اجلنا . تلك هي الطريقة الوحيدة التي فيها يشّع وجه المسيح فينا : بأن نكون متّحدين . مريم العذراء تدلّنا على هذا الطريق وتُرشدنا كيف نتخطّى العقبات التي تفصل بين اولادها وهي لن تتوقّف عن الشفاعة فينا امام الله .”