بالفيديو – هكذا تم تكليل رأس الرب يسوع بالشوك
في إحدى رؤى الطوباوية آن كاثرين إيميريك شاهدت تكليل رأس الرب يسوع بالشوك ووصفته كما يلي:
بعد جلد الرب يسوع، وصراخ الجموع “إصلبه، إصلبه!”، أخذه الجنود الى الفناء الداخلي لفيلق الحراسة. كان هناك خمسون رجلاً،منهم جنود، خدم، سجّانين، وعبيد.
كان الجلّادون ينتظرون بفارغ الصبر إرضاء قسوتهم بتعذيب وإهانة الرب. تجمع الغوغاء حول المبنى، لكن سرعان ما أبعدهم ألف جندي روماني، الذين تمركزوا هناك بترتيب جيد.
وعلى الرغم من منعهم من ترك صفوفهم، فإن هؤلاء الجنود بذلوا أقصى جهدهم بتشجيع الجلّادين بالضحك والتصفيق وتحريضهم على مضاعفة إهاناتهم وتعذيبهم؛
وكما أن التصفيق يعطي طاقة منعشة للمهرّج، فكذلك كلماتهم التشجيعية زادت عشرة أضعاف قسوة هؤلاء الرجال. ثم مزق الجنود ثياب يسوع، وبذلك أعادوا فتح كل جروحه. ووضعوا عليه عباءة جندي قرمزية قديمة، لم تصل الى ركبتيه.
كانت العباءة موضوعة في زاوية الفناء، وكانوا يغطّون بها المجرمين بعد جلدهم. حينئذٍ جرّوا يسوع إلى مقعد أُعدّ خصيصاً له، وهو جذع عمود مغطّى بقطع من الزجاج والحجارة. ودفعوه إلى أسفل وأُجلسوه عليه.
ثم أسقطوه عن المقعد، وسحبوه مرة أخرى عن الأرض حيث وقع، وأجلسوه على المقعد ثانية بوحشية رهيبة لا توصف. من المستحيل وصف كل الإعتداءات الوحشية والتعذيب القاسي التي قام بها هؤلاء الوحوش تحت شكل البشر.
حول رأس يسوع وضعوا إكليل مصنوع من ثلاثة أغصان من الشوك المجدول جيداً. معظم الأشواك كانت ملويّة بقصد الى الداخل.
عندما رُبط إكليل الشوك على الرأس الأقدس، قام الجلّادون بضغطه بوحشية، بحيث تغلغلت الأشواك التي بسمك الإصبع في جبينه وفي مؤخّرة رأسه. ثمّ وضعوا قصبة بيده.
فعلوا كل هذا بإجلال ساخر، ووقعوا على ركبهم أمامه ممثّلين التتويج كأنهم يتوّجون حقّاً ملكاً. غير قانعين بذلك، أخذوا القصبة من يده، التي كانت تمثّل الصولجان وضربوه بعنف على إكليل الشوك حتى غمر الدم عينا المخلّص.
سجد جلّادوه أمامه، سخروا منه، بصقوا في وجهه وصفعوه صارخين: “السلام، يا ملك اليهود”. كان جسده كلّه مجروح ومتألّم، لدرجة أنه مشى منحنياً ومتقوّساً.
هكذا تعرّض الرب يسوع لسوء المعاملة لمدة نصف ساعة، وسط ضحك، سخرية، صيحات وتصفيق الجنود المجتمعين حول دار الحاكم. لقد عانى الفادي من عطش رهيب، بسبب الحمّى التي تسببت بها جراحاته ومعاناته الكثيفة .
كان يرتجف كلّه. وجسده كان ممزّقاً ومشوّهاً، لسانه منكمشاً، والمرطّب الوحيد الذي حصل عليه كان الدم الذي تدفّق من رأسه الى شفتيه الملتهبتين عطشاً.
عندها أعاد الجلّادون القساة الرب يسوع الى قصر بيلاطس، والعباءة القرمزية لا تزال ملقاة على كتفيه، إكليل الشوك على رأسه الأقدس، والقصبة في يديه المقيّدتين.
لم يعد من الممكن التعرّف على الرب يسوع، عيناه، فمه ولحيته ملطّخة بالدماء. جسده كلّه كان جرحاً واحداً، ظهره منحنٍ مثل رجل عجوز، في حين ارتعدت كل أطرافه وهو يسير.
حينما شاهده بيلاطس واقفاً عند مدخل مجلسه، ارتجف مرتعباً وأثار منظر يسوع حتى في هذا الرجل القاسي إحساساً بالشفقة. أما الكهنة الهمجيون والشعب، فلم تلمس قلوبهم الشفقة والرحمة، بل واصلوا الشتائم والسخرية صارخين “إصلبه، إصلبه!”
فأسلمه بيلاطس ليُصلب.