تعال كما أنت – قصة عن نعمة الله المجّانية والمتاحة لكل إنسان – علينا فقط أن نقبلها
حرّكت رأسي غير مصدّق. لا يمكن أن يكون هذا المكان الصحيح. لا يمكن ان أكون موضع ترحيب هنا. لكني تلقيت الدعوة عدة مرات، من قبل العديد من الناس. وها هي الدعوة في يدي عليها عبارة واحدة : تعال كما انت
نعم، انا في المكان المناسب. نظرت من خلال النافذة ورأيت الغرفة مليئة بالناس الذين تتوهج بالفرح وجوههم. كانوا يرتدون ملابس نظيفة رائعة ملائمة لتناول الغداء في هذا المطعم الرائع.
في خجل، نظرت إلى ملابسي الرثة و الممزقة، التي تغطيها البقع. أنا قذر. ويبدو أن رائحة كريهة تصدر عني. استدرت لاغادر، لكن العبارة في الدعوة منعتني……… تعال كما أنت
قررت الدخول. فتحت الباب… توجه إلي رجل يقف وراء منصة. “اسمك يا سيدي؟” سألني بابتسامة.
تمتمت اسمي ونظري على الارض. اخبئ يديّ في عمق جيوبي، لإخفاء البقع التي عليهما. لكنه لم يلاحظ القذارة التي غطّتني وقال: “جيد جداً، سيدي. ها اسمك. هل ترغب في الجلوس؟”
لم أصدّق ما سمعت! ابتسمت وقلت: “نعم، بالطبع!” قادني الى طاولة عليها اسمي مكتوب باللون الأحمر الداكن، لون الدم .
تصفحت قائمة الطعام، ورأيت العديد من الوجبات اللذيذة مدرجة فيه. كانت هناك أشياء مثل، “السلام”، “الفرح”، “النعمة”، “الثقة”، “الأمل”، “الحب”، “الإيمان”، و “الرحمة”. أدركت أن هذا لم يكن مطعم عادي!
في اعلى القائمة كُتب اسم المكان بأحرف من نور …. “نعمة الله”!
عاد الرجل.. وقال: “أوصي بوجبة اليوم “الخاصة. وهي تتضمن كل شيء موجود في القائمة.
“ما اسم الوجبة”. سألت.
“الخلاص!” كان رده.
في تلك اللحظة غادر الفرح جسدي… وجع مؤلم اجتاح جسدي كله واعتصر قلبي وملأت الدموع عيني… بين التنهدات التي مزقت صدري قلت: “يا سيد انظر في وجهي. أنا قذر وسيء… أنا غير نظيف وغير جدير لكل هذا السخاء. أحب أن يكون لي كل هذا… ولكن… ولكن… كيف؟؟؟
ابتسم الرجل بلطف وقال: “سيدي، لقد تم بالفعل اختيارك من قبل ذلك الرجل هناك” مشيرا الى جهة من الغرفة. “اسمه يسوع!”
حوّلت نظري، ورأيت الرجل الذي بدا انه يضيء الغرفة بوجوده. كان ينظر الي بحنان فائق.
وجدت نفسي أسير نحوه وبصوت متكسّر، همست، “سيدي، سوف اغسل الأطباق أو أكنس الأرضيات أو أخرج القمامة. سأفعل أي شيء لسداد ديني لك على كل هذا” .
فتح ذراعيه وقال بابتسامة، “يا بني، كل هذا هو لك إن كنت فقط تأتي إلي. تسألني ان اطهرّك وسأفعل. تطلب مني أن أزيل البقع والقذارة وسيتم ذلك. تطلب مني أن اسمح لك بالجلوس الى مائدتي، وسوف تأكل.
“اسمك موجود في كتابي. كل ما عليك القيام به هو قبول هديتي المجانية”.
سقطت عند رجليه وقلت: “من فضلك، يسوع. نظف حياتي… ارجوك غيّرني… ابقيني في لائحتك… واجلسني الى مائدتك… اعطني هذه الحياة الجديدة”.
“حالاً!” ثم رفع عينيه وقال :”قد تم!”
نظرت إلى أسفل واذا ثياب بيضاء تزيّن جسدي… نظيفة ناصعة. شيئاً غريباً ورائعاً حدث. تجدّدت ومثل وزن ثقيل قد رفع عني… ووجدت نفسي جالساً الى طاولته.
قُدِّمت لي الوجبة. قال لي الرب: “الخلاص هو لك”.
جلسنا وتحدثنا واستمتعت بصحبته.
عندما حان الوقت لأعود الى الخارج قال لي: “الكل مدعو. اذهب وأخبرهم. هل ترى كل هذه الموائد الفارغة؟ هي محجوزة لكل ابنائي واسمهم مكتوب عليها بدمي لكنهم لم يقبلوا دعوتي بعد! خذ هذه الدعوات ووزعها على اولئك الذين لم ينضموا الينا حتى الآن. (اذهبوا الى جميع الامم)
دخلت الى “نعمة الله” قذراً وجائعاً… ملطخاً بالخطيئة… لباسي خرقاً وسخة… فنظّفها لي يسوع وأرجع لي البرّ الذي فقدته… خرجت من عنده جديداً ألبسني ثوبه الابيض – ثوب برّهِ.
سوف أفي بوعدي لربي… سأذهب… سوف تنتشر الكلمة في العالم اجمع… سأتبع الانجيل… سوف أوزع الدعوات… وسأبدأ معك. هل كنت في “نعمة الله”؟ هناك مائدة محفوظة باسمك، وها هي دعوتك….
تعال كما أنت !!!
” لأَنَّكُمْ بِالنِّعْمَةِ مُخَلَّصُونَ، بِالإِيمَانِ، وَذلِكَ لَيْسَ مِنْكُمْ. هُوَ عَطِيَّةُ اللهِ. لَيْسَ مِنْ أَعْمَال كَيْلاَ يَفْتَخِرَ أَحَدٌ. (أفسس 8:2-9)