الوداع مؤلم لكن هل تعرف أن له قوّة قادرة على تغيير حياتك؟
ما هي الأشياء الإيجابية التي قد تنبع من الوداع؟
في الكثير من الأحيان، نودّع أشخاص، مراحل، أشياء، تعلّقنا بها، ونواصل الحياة.
نقول الوداع لأسلوب حياة، لوظيفة، لمنطقة، لأشياء، وحتى لأناس كانوا جزءاً هاماً من حياتنا.
بلا شك، الوداع مؤلم وليس سهلاً أبداً.
حتى نحافظ على إيمان ورجاء قوي، يجب أن نتعلّم التخلّي عن العديد من الأمور في العالم، على الرغم من أننا يجب أن نواصل العيش فيه.
ينبغي أن نُدرك أيضا بأن الله يجب أن يكون أول وأسمى رغبة لنفوسنا، لأن الله هو الصلاح والخير المطلق. وبدون الله العادل والكامل، نحن مُعرضّون للوقوع في المتاعب.
العالم مليء بالمعاناة والأوجاع – سياسياً، إجتماعياً وأخلاقياً. لذا يجب إعادة تقييم كل شيء يُبعد الله عن كونه الأولوية المطلقة.
الحياة مليئة بالانحرافات، باللهو وبالارتباطات. وعندما نبدأ في إزالتها والتخلّي عنها نجد أنها كانت غير ضرورية ومُضرّة وأخذت منا وقتا طويلاً، وبدلا من ذلك علينا أن نبدأ بتخصيص هذا الوقت بالتركيز على الله وعلى مساعدة قريبنا، وسوف يصبح تفكيرنا أكثر وضوحاً وعملنا أكثر موافقة لإرادة الله في جميع الأمور.
معظم معارك الحياة، من الإحباط، القلق، الغضب، الحزن، والمعاناة، كلها تنبع تقريباً من نفس الشيء… هذه المعارك تأتي من ارتباطك بأمر ما، أو بشخص، أو حتى بنفسك، بدل أن تكون مرتبطة بالله. وبدل أن تكون متّكِلاً عليه وإعطائه الإهتمام الذي يستحقّه ويطالب به.
وعندما نبدأ في التعرّف بشكل صحيح على هذه الأمور المُلهِية ونتمكّن من أن تقول لها وداعاً، سوف تبدأ تحدث معنا أشياء مذهلة. لأن هناك قوّة في قول الوداع!
الوداع يجبرنا على البدء من جديد.
الوداع يذكّرنا أن لا شيء في هذا العالم يدوم إلى الأبد.
الوداع يمكن أن يمنعنا من استمرار العادات السيئة.
الوداع يمكن أن يساعدنا على إزالة ما هو سام أو غير لائق في حياتنا.
الوداع يمكن أن يدفعنا إلى إيجاد معنى حقيقي لحياتنا.
الوداع يمكن أن يجلب في كثير من الأحيان بدايات جديدة.
عندما نكون على استعداد لنقول الوداع للانحرافات، للعادات وحتى للعلاقات غير الصالحة، فسنكون مستعدين لاحتضان فُرص جديدة، وأشخاص جُدد وعلاقة أعمق مع الله.
عندها فإن الكثير من “الوداع” ستكون أكثر منطقية لنا، ونحن سوف نكون سعداء بأننا طوينا تلك الصفحة، وانتقلنا إلى مرحلة جديدة وأقوى في حياتنا. مرحلة ستساعدنا حتى نتمكن من نعرف ونحبّ ونثق بالله بقوة وعمق أفضل.