ما قصة الكلاب المُنقِذة التي تظهر فجأة على تلّة الظهورات لمساعدة الضائعين – ظاهرة غريبة لم يتم تفسيرها
ظاهرة الكلاب المُنقِذة في مديوغوريه
أحدى الأمور الغامضة التي بدأت تحدث منذ بداية ظهورات العذراء في مديوغوريه هي ظاهرة الكلاب على تلّة الظهورات. بحسب شهادات الكثير من الحجاج خلال السنين، تأتي هذه الكلاب فجأة، عندما يكون أحد الأشخاص قد ضلّ طريق عودته الى أسفل التلّة. أحياناً يكون هناك كلباً واحداً وأحياناً أخرى إثنين أو ثلاثة. هذه الكلاب المُنقِذة تظهر فجأة بين الأشجار والصخور، وتقترب دون خوف من التائه، ثم تسير باتّجاه أسفل التلة، وتتوقّف كل بضعة أمتار، وتنظر الى الوراء، كأنها تريد أن تتأكّد أن الشخص يتبعها.
الغريب في الأمر، أن تلك الكلاب لا تعود الى أحد من سكّان مديوغوريه، ولا يُعرف أين تذهب وماذا تأكل وأين تقضي النهار والليل. ما أن تصل الكلاب الى أسفل التلّة، وترى أن الشخص الذي ساعدته يُكمل طريقه مطمئناً، حتى تعود وتختفي بين الصخور والأشجار على جانبَي التلّة.
هذه شهادة امرأة إيطالية أنقذها كلب بعد أن أضاعت الطريق على تلّة الظهورات:
في اليوم الثاني من وصولنا الى مديوغوريه، اصطحبنا المرشد الى تلّة الظهورات. قضينا هناك عند تمثال العذراء الأبيض ساعة من الصلاة والتأمّل. ما شعرت به في تلك الساعة لا يمكنني شرحه. لقد عشت سلاماً وسعادة لا توصف. لم أرغب بالنزول وتمنّيت لو أقدر أن أبقى هناك عند قدمي العذراء الى الصباح. لكن المرشد أعطى الإشارة بأن نستعد للنزول.
كان ذلك في ساعات بعد الظهر من يوم السبت. يوم الأحد شاركنا بالقداس الإلهي في ساحة الكنيسة وثم أخذنا المرشد في جولة في القرية وضواحيها.
في المساء شعرت برغبة شديدة تدفعني للذهاب الى تلّة الظهورات. عندما أبلغت المرشد أنني سأصعد التلّة، حاول منعي وإقناعي بالإنتظار الى الصباح، لكنني أصرّيت وقلت له أن الطريق سهل وسأعرف أن أعود. وإن واجهت مشكلة سأجد من يساعدني. فقرية مديوغوريه تضجّ بالإيطاليين. فسمح لي.
ما أن وصلت الى أسفل التلّة حتى أخرجت مسبحتي وبدأت بتلاوتها. كان الظلام شديداً. والمسافة بين الأضوية كانت كبيرة. فبين إنارة وأخرى كان الظلام يحيط بي، لدرجة أنني لم أكن أرى أين أضع قدمي.
استمرّيت في الصعود مدة ساعة ونصف. ولم أصل الى التمثال. بدأ الخوف يسيطر علي، أمس استغرق الصعود نصف ساعة فقط. فأدركت أنني أضعت الطريق. فجأة تعثّرت ووقعت. شعرت بألم شديد في قدمي. عندما حاولت النهوض، رأيت أمامي عينين تلمعان في الظلام. أردت أن أصيح بهيستيريا وأن أطلب النجدة. لكنني تجمّدت في مكاني من الرعب. فجأة رأيت كلباً كبيراً يتقدّم نحوي بهدوء، وقبل أن أقوم بأي حركة، بدأ الكلب يلحس قدمي ويدي. فشعرت بالإطمئنان. فنهضت وقلت له “يبدو أنك ضائع مثلي”. بدأ يمشي ببطء ويلتفت إلي كأنه يريد أن أتبعه. لم أجد خيار أفضل من ذلك فتبعته. عندما كنت أتأخر بسبب الألم في قدمي، كان يعود الى الوراء وينتظرني ثم يسير بعض الخطوات الى جانبي. خلال عشر دقائق وصلنا الى تمثال العذراء. فجلست وبدأت أصلي بصمت، والكلب الأسود الكبير جلس هو أيضاً الى جانبي.
عندما وقفت لأبدأ مسيرة عودتي، وقف الكلب أيضاً وسار أمامي. استغرق النزول أربعين دقيقة، وما أن رأيت الشارع والمحلات المغلقة تنفّست الصعداء. لقد وصلت. التفتُّ الى رفيقي الأسوَد فرأيته يعود ليصعد التلّة. فصرخت “شكراً يا صديقي”. بسماعه صوتي أدار وجهه نحوي للحظة قصيرة ثم اختفى في الظلام.
لا أدري في الحقيقة هل هو فعلاً كلب، أم ملاك متخفّي.
وهذه شهادة ثانية من كاهن إيرلندي:
حدث ذلك في نهاية عام 1987. صعدت تلّة الظهورات أنا وبعض الرفاق لنصلي عند تمثال العذراء في منتصف الليل. وعندما قرّروا العودة، قرّرت أن أبقى لأصلي وحدي. بعد أن أنهيت صلاتي وبدأت في الهبوط إلى أسفل التل، وجدت أنني ضائع تماماً. فوقفت عند بعض الشجيرات، نظرتُ إلى السماء وقلت “ماذا الآن؟”
فجأة، من حيث لا أدري ظهرت ثلاثة كلاب كبيرة. في البداية، كنت خائفاً ولكن بعد ذلك بدأوا يمسحون وجوههم في ساقَيّ. كما لو كانوا يقولون لي أن أتبعهم – وهذا ما فعلته. لم يقتادوني فقط إلى أسفل التل ولكن أخذوني إلى المنزل حيث كنت مقيماً (لم تكن توجد فنادق في ذلك الوقت). عندما أخبرت هذه القصة في القرية، أكد العديد من السكان أن هذه الكلاب الثلاثة ساعدت أناس كثيرين عندما كانوا في حاجة إليها، ما عدا عن ذلك فلا أحد يعرف أين تقيم هذه الكلاب المُنقِذة المدهشة.