القديسة تريزيا الأفيلية تروي كيف طعن ملاك قلبها حين نالت آخر سمات المسيح – جرح القلب
القديسة تريزيا الأفيلية وجرح القلب
القديسة تريزيا الأفيلية تصف كيف يشعر القديسون الذين نالوا سمات المسيح خاصة جرح القلب
هذا ما كتبته القديسة تريزيا الأفيلية عن طعن قلبها والمشاعر التي انتابتها في تلك اللحظة:
أراد الرب أن يُنعم عليّ بهذه الرؤيا: رأيت بالقرب مني، من الجانب الأيسر، ملاكًا بصورة جسديةكنت نادرًا ما أراه.
على الرغم من أن الملائكة يتقدّمون مني، إلا أنني لا أراهم ماديًّا، ولكن في الرؤيا التي أتحدّث عنها، أسرّ الرب أن أرى الملاك هكذا: لم يكن كبيرًا، بل صغيرًا وجميلًا جدًّا. ووجهه مشرق جدًا بحيث يبدو كواحد من جوقات الملائكة العليا الذين يبدو أنهم يشتعلون غيرة وحرارة إلهية (…). رأيت في يديه سهمًا ذهبيًا طويلًا، بدا لي أن هناك بعض النار على طرف الحديد.
الملاك يطعنها في قلبها
بدا لي أنه دفع السهم في قلبي عدة مرات، بعمق شديد لدرجة أنها وصلت إلى أحشائي، وعندما أخرجه بدا وكأنه أخذتها بعيدًا، وتركني ملتهبة كليًّا بحب عظيم لله. كان ألم الجرح شديداً لدرجة أنه جعلني أُطلق تلك التأوّهات التي تحدثت عنها، لكن الحلاوة التي تسرّب فيها هذا الألم الهائل إلى داخلي، كانت عظيمة للغاية، بحيث لم يعد توجد رغبة في انتهائها، ولا يمكن بأن ترتضي الروح بأي شيء سوى الله.
إنه ليس ألمًا جسديًا، لكنه ألم روحي ، حتى لو تشارك الجسد فيه قليلاً، بل كثيرًا. إنها قصة حب عذبة تحدث بين النفس والله، لذا أتوسل إلى الصلاح الإلهي أن يدعهم يجربونها أولئك الذين يعتقدون أنني أكذب”.
وجدوا بعد وفاتها أنّ في قلبها خمسة جروح كما وصفتها في كتاباتها. هذا القلب محفوظ الآن في كنيسة ألبا دي تورميس في إسبانيا.