ظهورات مريمية

التجليّات المجهولة للسيدة العذراء ورسائلها لرائية فاطيما جاسينتا الصغيرة – القديسة والنفس المضحيّة

جاسينتا الصغيرة قديسة ونفس مضحّية

في 13 أيار 2000 طوّب القديس البابا يوحنا الثاني جاسينتا الصغيرة وأخوها فرانشسكو. وأعلن البابا فرنسيس قداستهما في 13 آيار 2017.
من المعروف أن الشخص الذي تلقّى الرسائل المهمّة هي لوسيا، بما أنها بقيت على قيد الحياة عشرات السنين بعد ظهورات فاطيما ووفاة جاسينتا وفرانشسكو. كانت مهمّتها نشر رسائل العذراء خاصة إلحاحها على ضرورة تكريس روسيا لقلبها الطاهر.
لكن القليلون يعرفون أن جاسينتا الصغيرة تلقّت ظهورات خاصة من السيدة العذراء، التي عزّتها وشجّعتها وأعطتها سلسلة من الرسائل المهمّة. عند تطويبها أعلنها البابا يوحنا بولس الثاني “روح ضحيّة صغيرة”.

موت الأخوان المبكّر

توفّيت جاسينتا وهي في التاسعة من العمر، سنة واحدة بعد وفاة أخيها فرانشسكو وهو ابن عشرة أعوام فقط.
لم يكن ذلك مفاجئ، إذ قد أخبرتهما بذلك السيدة العذراء، منذ بداية الظهورات. كما أعلمتهما أنهما سيقاسيان الكثير من المعاناة قبل انتقالهما الى السماء.
ظهرت السيدة العذراء لرائية فاطيما الصغيرة وسألتها إن كانت ترضى أن تحتمل الآلام والمعاناة من أجل خلاص النفوس. أجابت الفتاة الصغيرة “نعم”.
توفّيت جاسينتا في مستشفى في ليشبونة، وحيدة بعيداً عن بيتها ودون أن يكون والديها بقربها

في صيف عام 1919، أُدخِلت جاسينتا مستشفى القديس أوغسطينوس دي فيلا نوفا. وفي 2 شباط 1920 دخلت مستشفى دونا استيفانيا في ليشبونة. أجريت لها عملية في 10 شباط 1920 أزالوا خلالها إثنين من أضلاعها دون تخدير. وبعد عشرة أيام، أي في 20 شباط، الساعة 10:30 ليلاً توفّيت جاسينتا الصغيرة بعد أن قامت بالإعتراف. لم يكن بقربها سوى الممرضة.

خلال تكفيرها وأصوامها تبيّن أن جاسينتا كانت ناضجة ونبوية في رؤيتها للأشياء. حصلت على الكثير من الظهورات الخاصة وعدد لا يحصى من الرؤى.
أنعم الله عليها بنور فائق للطبيعة وحكمة إلهية، مما جعل الراهبة الأم ماريا دي بوريفكاسيون (تطهر مريم) غودينهو، مديرة دار الأيتام في لشبونة، حيث بقيت جاسينتا قبل وفاتها في المستشفى، تسألها باستغراب: “من علّمك كل هذه الأشياء؟”

تضحيات جاسينتا الصغيرة

بعد أن أرت السيدة العذراء جهنّم لرؤاة فاطيما، قرّرت جاسينتا الصغيرة أن تقوم بأكثر ما يمكن من التضحيات والتكفير من أجل إنقاذ النفوس كي لا يهلكوا في جهنّم المرعبة.

قالت الرائية لوسيا أن جاسينتا دأبت بشغف عظيم على القيام بالتضحيات من أجل ارتداد الخطأة بحيث أنها لم تفوّت فرصة واحدة.
ومما قالته جاسينتا الصغيرة للوسيا: “أتت السيدة العذراء وقالت أنها ستأخذ فرانشسكو الى السماء قريباً جداً. وسألتني إن كنت لا أزال أرغب بارتداد الخطأة. قلت لها نعم. فأخبرتني أنني سأذهب الى مستشفى حيث سأعاني كثيراً، وأنه يجب علي أن أتألّم كثيراً من أجل ارتداد الخطأة والتعويض عن الخطايا المرتكبة بحق قلب مريم الطاهر ومن أجل محبّة يسوع”

هذه لائحة لبعض تضحيات جاسينتا المتكرّرة:
– تنازلت عن طعامها المفضّل: العنب الحلو
– عقدت حبلاً حول خصرها تسبّب لها بعدم الراحة طوال النهار.
– غالباً ما كانت تعطي طعامها للفقراء الذين كانت تجدهم على جانب الطريق.
– في أيام الصيف الحارة، بالرغم من ظمئها الشديد، كانت تمتنع عن الشرب.
– تلت مراراً خلال اليوم، الصلوات التي علّمهم إياها الملاك وهي ساجدة.
– قدّمت العديد من الورديات في اليوم لمريم العذراء من أجل ارتداد الخطأة.

الرسائل التي أملتها السيدة على جاسينتا الصغيرة

كما ذكرنا سابقاً، كان لجاسينتا عدة ظهورات خاصة للسيدة العذراء.

الأم ماريا غودينهو، التي كانت جاسينتا تدعوها “العرّابة” قالت أن جاسينتا الصغيرة كانت تقول أشياء مدهشة التي يستحيل أن تعرفها فتاة صغيرة بمثل عمرها وأن الفتاة الصغيرة قالت بأن العذراء بنفسها هي التي لقّنتها إياها.

تكريم الأب الأقدس
كرّمت جاسينتا الصغيرة الأب الأقدس بشكل خاص.
في أحد الأيام، كان الرؤاة بالقرب من بئر الماء الذي بجوار المنزل، فبينما كانت لوسيا وفرانشسكو يبحثان عن العسل في الزهور. نادتهما جاسينتا قائلة: ألم تريا الأب الأقدس؟
أجابا: لا
فقالت: لا أدري كيف حصل ذلك. رأيت الأب الأقدس في منزل كبير، جاثياً على ركبتيه أمام طاولة، يداه تغطّيان وجهه وهو يبكي. خارج المنزل كان هناك الكثير من الناس، بعضهم يرمونه بالحجارة والبعض الآخر يشتمونه ويهينونه بكلمات بشعة بذيئة. مسكين الأب الأقدس. يجب أن نصلّي من أجله كثيراً”.

حول الأمور التي ستحدث في المستقبل
– ستظهر بعض الملابس التي ستُهين ربنا بشكلٍ كبيرٍ جداً
– الذين يخدمون الله يجب أن لا يتبعوا الأزياء. ليس للكنيسة أزياء وموضة. ربنا هو نفسه دائما.
– خطايا العالم عظيمة جداً.
– الخطايا التي تقود المزيد من النفوس الى جهنّم هي خطايا الجسد.
– لو علم البشر ما هي الأبدية، كانوا سيفعلون كل شيء من أجل تغيير حياتهم.
– الكثير من الزيجات ليست صالحة، لا تسرّ ربنا وليست من الله
– قالت السيدة العذراء في العالم هناك العديد من الحروب والصراعات.
– الحروب ليست سوى عقوبات على خطايا العالم.
– لم يعد بإمكان سيدتنا العذراء أن توقف يد ابنها الإلهي من ضرب العالم. من الضروري القيام بالكثير من التكفير.
– إذا ارتدّ الناس فإن ربنا سوف يحمي العالم ولكن إذا لم يتُب فستأتي العقوبة.

عن الكهنة
سألت الأم ماريا غودينهو كثيراً عن الكهنة والنفوس المكرّسة فقالت لها جاسينتا الصغيرة:

– يجب أن لا يشغل الكهنة أنفسهم بأي شيء عدا ما يتعلق بالكنيسة.
– يجب على الكهنة أن يكونوا أنقياء، أنقياء جداً.
– عدم طاعة الكهنة لرؤسائهم وللأب الأقدس يغضب ربنا كثيراً
– على الكهنة أن يتحلّوا بالرحمة والإحسان حتى نحو الأشرار، وأن لا يتكلّموا بالسوء عن أحد وأن يهربوا من الشخص الذي يتحدّث بالسوء.
– عليهم أن يكونوا صبورين، لأن الصبر يوصلنا الى السماء.

التعزيات

مما قالته جاسينتا الصغيرة للأم ماريا غودينهو أن السيدة العذراء زارتها مراراً في الميتم وفي المستشفى لكي تعزّيها وتشدّدها.
– أخبرتني أنني سأنتقل الى مستشفى آخر وبعد أن أتألّم كثيراً سأموت وحيدة.
– كل شيء بالفعل باطل. جاءت السيدة العذراء لرؤيتي وأخبرتني أنها ستأتي من أجلي قريباً جداً.

في مناسبة أخرى قالت جاسينتا الصغيرة للأطبّاء الذين أحاطوا بها:
– ليس لدى الأطباء أي نور لشفاء مرضاهم لأنهم ليس لديهم حب الله.

اشترك بالنشرة البريدية للموقع

أدخل بريدك الإلكتروني للإشتراك في هذا الموقع لتستقبل أحدث المواضيع من خلال البريد الإلكتروني.

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق