إذا كنت انا الشيطان، فهذا ما سوف أفعله بكم!
مقال ينتقد الوضع الإجتماعي في عالم اليوم
إذا كنت انا الشيطان، هو شكل من أشكال النقد الاجتماعي، مقال يلمح الى الخطوات التي قد يتخذها الشيطان من أجل إفساد الحضارة الإنسانية وقيادة العالم في طريق الظلام – في النهاية، جميع الخطوات المذكورة هي الأمور التي تجري بالفعل في عالم اليوم. وقد كتبه المعلّق الإذاعي الأمريكي بول هارفي. وُجدت النسخة الأولى للمقال في عامود صحيفته عام 1964. وأصبح المقال شهيراً في هذه الأيام لأنه يصف الواقع الأليم الذي انحدرت اليه المجتمعات العالمية.
وها هو المقال الأصلي:
إذا كنتُ انا أمير الظلام، كنتُ سأرغب أن أبتلع العالم كله في الظلام. سيكون لي ثلث الأراضي وأربعة أخماس سكانها، ولكنني لن أكون سعيدا حتى أستولي على التفاحة الناضجة على الشجرة – عليك أنت. لذلك، سوف أعمل كل ما هو ضروري من أجل الإستيلاء على الأرض.
إذا كنت انا الشيطان، أولاً سوف أدمّر كل الكنائس، وسأبدأ بحملة من الهمسات.
بواسطة حكمة الأفعى، سأهمس لك كما همست لحواء: “إفعل ما يحلو لك”
للشباب، سأهمس لهم أن الكتاب المقدس هو أسطورة. وأقنع الأطفال أن الإنسان خلق الله بدلا من العكس. وسأعمل كي أثبت أن الأمر السيء هو جيد والجيد هو محدود. وكبار السن سأعلّمهم أن يصلّوا ويرددوا معي: أبانا الذي في واشنطن…”
إذا كنت انا الشيطان، سأبدأ بالتنظيم والتأسيس، سأثقف الأدباء في كيفية جعل الأدب المنحط مثيراً بحيث يبدو كل شيء آخر مملاً وعديم الأهمية. سأدفع للمخدّرات كل من أستطيع. سأبيع الكحول للسيّدات والرجال الشرفاء. وسأخدّر الباقين بالحبوب.
إذا كنت انا الشيطان، سأثير الحرب بين العائلات وبداخلهم، والحرب في الكنائس ومع بعضهم البعض، والحرب بين الشعوب الى أن يُفني أحدهم الآخر كل بدوره. وبوعود بأعلى درجات المتابعة، سأسحر وسائل الإعلام كي تشعل نيران الحروب. سأقنع الناس بأن الكنيسة غير ضرورية وفات زمانها، والكتاب المقدّس للساذجين. وسوف أُثقِل عقول المسيحيين وأجعلهم يؤمنون بأن الصلاة غير هامّة، وأن الإيمان والطاعة اختيارية.
إذا كنت انا الشيطان، فسأشجّع المدارس على صقل الفكر الشاب ولكن إهمال تربية المشاعر. سأقول للمعلمين أن يسمحوا لهؤلاء الطلاب باستغلال إرادتهم. وقبل أن ينتبهوا سيكون هناك كلاب شرطة تبحث عن المخدرات وآلات البحث عن المعادن (لاكتشاف الأسلحة) عند باب كل مدرسة. خلال عقد من السنوات، ستفيص السجون وسيسمح القضاة بنشر كل ما هو إباحي. وخلال وقت قصير سأطرد الله من المحاكم والمدارس ومن ثم من بيوت الهيئات التشريعية والحكومات.
إذا كنت انا الشيطان، فسوف أستبدل الدين في كنائسه، بعلم النفس وأؤلّه العلم. وسأغري الكهنة والرعاة بإساءة استخدام الأولاد والبنات وأموال الكنيسة.
إذا كنت انا الشيطان، سأخذ من الذين معهم وأعطي الذين يريدون، حتى أقتل الحافز عند أصحاب الطموح. ماذا تراهن أنني أستطيع إقناع جميع الولايات بأن تشجّع القمار كوسيلة للحصول على الثراء؟
إذا كنت انا الشيطان، سوف أجعل الإجهاض وقتل الأجنّة قانونياً. سأعمل على جعل الإنتحار مقبولاً وسأبتكر الأجهزة لتسهيله.
سوف أجعل الحياة البشرية رخيصة بقدر الإمكان بحيث تُقدّر حياة الحيوانات أكثر من البشر.
إذا كنت انا الشيطان، سأهاجم الأسرة، عمود كل مجتمع وأمّة. وسأجعل الطلاق مقبولاً وسهلاً فإذا انهارت الأسرة كذلك تنهار الأمّة.
إذا كنت انا الشيطان، سأجبر الناس على التعبير عن تخيّلاتهم ورغباتهم الأكثر انحرافاً على أقمشة اللوحات وشاشات الأفلام، وسأسمّيه فنّاً. سأقنع العالم بأن الناس يولدون مثليين جنسياً، وأنه يجب أن يقبلوا ويمدحوا نمط حياتهم. وسأقنع الشباب بأن الزواج عادة بالية، وأن عدم الثبات أكثر متعة وأن ما تراه على شاشة التلفزيون هو كيف يجب أن تكون الحياة. وبالتالي، يمكنني أن أَخلع عنك ملابسك في الأماكن العامة وإغراءك في الاضطجاع مع الأمراض التي لا علاج لها.
وبعبارة أخرى، إذا كنت أنا الشيطان، كنت سأبقي الحال على ما هو عليه وسأستمر بفعل كل ما يقوم به الشيطان.